الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف أيها الناس هلموا إلى أبي ذر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نَحُيِّيكُمْ جَمِيعًا أيها الأَحِبَّةُ الكِرَامَ فِي كُلِّ مَكَانٍ, نَلتَقِي بِكُمْ فِي حَلْقَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ بَرنَامَجِكُم "مَعَ الحَدِيثِ النَّبوِيِّ الشَّرِيفِ" وَنَبدَأ بِخَيرِ تَحِيَّةٍ وَأزكَى سَلامٍ, فَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ:

بَادِئَ ذِي بَدءٍ نُقَدِّمُ إِلَيكُمْ تَعرِيفًا مُوجَزًا بِهَذَا الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ: نَذكُرُ اسمَهُ وَلَقَبَهُ وَصِفَتَهُ وَمَولِدَهُ وَقِصَّةَ إِسلامِهِ, ثُمَّ نَذكُرُ لَكُمْ بَعضَ نَصَائِحِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: هُوَ أبو ذَرٍّ جُندُبُ بنُ جُنادَةَ الغِفَارِيِّ. كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ طَويلاً أبيَضَ الرَّأسِ وَاللِّحيَةِ، أسمَرَ اللَّونِ نَحِيفًا، وُلِدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي قَبِيلَةِ غِفَارَ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَقَد اشتَهَرَتْ هَذِهِ القَبِيلَةُ بِالسَّطوِ، وَقَطعِ الطَّرِيقِ عَلَى المُسَافِرِينَ وَالتُّجَّارِ وَأخْذِ أموَالِهِمْ بِالقُوَّةِ، وَكَان رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَجُلاً شُجَاعًا يَقطَعُ الطَّرِيقَ وَحْدَهُ، وَيُغِيرُ عَلَى النَّاسِ فِي عَمَايَةِ الصُّبحِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ أو عَلَى قَدَمَيهِ كأنَّهُ السَّبعُ، فَيَطرُقُ الحَيَّ وَيَأخُذُ مَا يَأخُذُ.


وَمَعَ هَذَا كَانَ أبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِمَّنْ تَألَّهَ أي مِمَّنْ تَنَسَّكَ وَتَعَبَّدَ. وَكَانَ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَلا يَعبُدُ الأَصنَامَ. وَقَد أخَذَ نُورُ الإِيمَانِ يَسرِي إِلَى قَلْبِ أبِي ذَرٍّ وَقَبِيلَتِهِ: عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ أبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كُنتُ رَجُلاً مِنْ غِفَار، فَبَلَغَنَا أنَّ رَجُلاً قَد خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلْتُ لأخِي: انطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ كَلِّمْهُ وَأتِنِي بِخَبَرِهِ. فَانطَلَقَ فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقُلْتُ: مَا عِندَكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ لَقَد رَأيتُ رَجُلاً يَأمُرُ بِالخَيرِ، وَيَنهَى عَنِ الشَّرِّ. فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تَشفِنِي مِنَ الخَبَرِ. فَأخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أقبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لا أعرِفُهُ، وَأكرَهُ أنْ أسألَ عَنهُ، وَأشرَبُ مِنْ مَاءِ زَمزَمَ، وَأكُونُ فِي المَسجِدِ. قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: كأنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَم. قَالَ: فانطَلِقْ إِلَى المَنْزِلِ. قَالَ: فَانطَلَقْتُ مَعَهُ لا يَسألُنِي عَنْ شَيءٍ وَلا أخبِرُهُ، فَلَمَّا أصبَحْتُ غَدَوتُ إِلَى المَسجِدِ لأَسألَ عَنهُ، وَلَيسَ أحَدٌ يُخبِرُنِي عَنهُ بِشَيءٍ. قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: أمَا آنَ لِلرَّجُلِ أن يَعرِفَ مَنْزِلَهُ بَعدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: انطَلِقْ مَعِي. قَالَ: فَقَالَ: مَا أمرُكَ؟ وَمَا أقدَمَكَ هَذِهِ البَلدَة؟ قَالَ: قُلتُ لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أخبَرتُكَ. قَالَ: فَإِنِّي أفعَلُ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بَلَغنَا أنَّهُ قَد خَرَجَ هَا هُنَا رَجُلٌ يَزعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ، فَأرسَلْتُ أخِي لِيُكَلِّمَهُ فَرَجَعَ وَلَمْ يَشفِنِي مِنَ الخَبَرِ، فَأردْتُ أنْ ألقَاهُ. فَقَالَ لَهُ: أمَا إِنَّكَ قَد رَشُدْتَ، هَذَا وَجْهِي إِلَيهِ فَاتبَعنِي، اُدخُلْ حَيثُ أدخُلُ، فَإِني إِنْ رَأيتُ أحَدًا أخَافُهُ عَلَيكَ قُمْتُ إِلَى الحَائِطِ كَأنِّي أُصلِحُ نَعلِي، وَامْضِ أنتَ. فَمَضَى وَمَضَيتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ، فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسلامَ. فَعَرَضَهُ فَأسلَمْتُ مَكَانِي، فَقَالَ لِي: «يَا أبَا ذَرٍّ، اكتُمْ هَذَا الأمْرَ، وَارجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأقْبِلْ».


فَقُلتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لأصْرُخَنَّ بِهَا بَينَ أظهُرِهِمْ. فَجَاءَ إِلَى المَسجِدِ وَقُرَيشٌ فِيهِ، فَقَالَ: يَا مَعشَرُ قُرَيشٍ، إِنِّي أشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ. فَقَامُوا فَضُرِبْتُ لأَمُوتَ، فَأدرَكَنِي العَبَّاسُ فَأكَبَّ عَلَيَّ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيهِمْ فَقَالَ: وَيلَكُمْ! تَقتُلُونَ رَجُلاً مِنْ غِفَارٍ، وَمَتجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارَ. فَأقلَعُوا عَنِّي، فَلَمَّا أنْ أصبَحْتُ الغَدَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثلَ مَا قُلتُ بِالأمْسِ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ. فَصُنِعَ بِي مِثلُ مَا صُنِعَ بِالأمسِ، وَأدرَكَنِي العَبَّاسُ فَأكَبَّ عَلَيَّ، وَقَالَ مِثلَ مَقَالَتِهِ بِالأمْسِ. وَكَانَ أبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ، قَدِيمَ الإسلامِ، يُقَالُ: أسْلَمَ بَعدَ أربَعَةٍ فَكَانَ خَامِسًا، وَبَعدَ أنْ أسْلَمَ آخَى النَّبِيُّ بَينَهُ وَبَينَ المُنذِرِ بِنِ عَمْرٍو أحَدِ بَنِي سَاعِدَةَ, وَكَانَ صَادِقَ اللَّهجَةِ: قَالَ أبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ: «مَا تُقِلُّ الغَبرَاءُ وَلا تُظِلُّ الخَضرَاءُ عَلَى ذِي لَهجَةٍ أَصدَقَ وَأوفَى مِنْ أبِي ذَرٍّ، شَبِيهِ عِيسَى ابنِ مَريَمَ». قَالَ: فَقَامُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أفَنَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَاعرِفُوا لَهُ».


مُنذُ أسْلَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أصبَحَ مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى اللهِ، فَدَعَا أبَاهُ وَأمَّهُ وَأهلَهُ وَقَبِيلَتَهُ، وَلَمَّا أسْلَمَ أبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: انطَلَقَ النَّبِيُّ وَأبُو بَكْرٍ وَانطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى فَتَحَ أبُو بَكرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ أوَّلَ طَعَامٍ أكَلْتُهُ بِهَا، فَلَبِثْتُ مَا لَبِثْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «إِنِّي قَدْ وُجِّهتُ إِلَى أرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ وَلا أحسَبُهَا إِلاَّ يَثرِبَ, فَهَلْ أنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَومَكَ؛ لَعَلَّ اللهُ يَنفَعُهُمْ بِكَ وَيَأجُرُكَ فِيهِمْ؟». قَالَ: فَانطَلَقْتُ حَتَّى أتَيتُ أخِي أنِيسًا، قَالَ: فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. قَالَ: فَمَا بِي رَغبَةٌ عَنْ دِينِكَ، (أي لا أكْرَهُ دِينَكَ) فَإِنِّي قَد أسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. ثُمَّ أتَينَا أُمًّنَا فَقَالَتْ: مَا بِي رَغبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَد أسْلَمْتُ وَصَدَّقتُ.

 

فَتَحَمَّلْنَا حَتَّى أتَينَا قَومَنَا غِفَارًا. قَالَ: فأسْلَمَ بَعضُهُمْ قَبلَ أنْ يُقْدِمَ رَسُولُ اللهِ المَدِينَةَ، وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ خُفَافُ بنُ إِيمَاءَ بنُ رَحَضَةَ الغِفَارِيُّ، وَكَانَ سيِّدَهُمْ يَومَئِذٍ، وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ أسْلَمْنَا. قَالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ فَأسلَمَ بَقِيَّتُهُمْ. قَالَ: وَجَاءَتْ قَبِيلَةُ "أسْلَمَ" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِخوَانُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الذِي أسْلَمُوا عَلَيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ». تُوفِّي أبُو ذَرٍّ الغِفَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِالرَّبَذَة سنة 32هـ/ 652م وَحِيدًا كَمَا أخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.


بَعدَ هَذَا العَرضِ المُوجَزِ وَالنُّبذَةِ القَصِيرَةِ عَنْ حَيَاةِ الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ أبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ, إِلَيكُمْ بَعْضَ نَصَائِحِهِ التِي تَعَلَّمَهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: قَالَ أبُو نَعِيمٍ فِي كِتَابِهِ "حِلْيَةُ الأولِيَاءِ": حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، حدثَنَا أبو بَكْرٍ الْأَهْوَازِيُّ، حدثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ، حدثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: قَامَ أبو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا جُنْدُبٌ الْغِفَارِيُّ، هَلُمُّوا إِلَى الْأَخِ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ، فَاكْتَنَفَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَرَادَ سَفَرًا، أَلَيْسَ يَتَّخِذُ مِنَ الزَّادِ مَا يُصْلِحُهُ وَيُبَلِّغُهُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَسَفَرُ طَرِيقِ الْقِيَامَةِ أَبْعَدُ مَا تُرِيدُونَ، فَخُذُوا مِنْهُ مَا يُصْلِحُكُمْ، قَالُوا: وَمَا يُصْلِحُنَا؟ قَالَ: «حُجُّوا حَجَّةً لِعِظَامِ الْأُمُورِ، صُومُوا يَوْمًا شَدِيدًا حَرُّهُ لِطُولِ النُّشُورِ، صَلُّوا رَكْعَتَيْنِ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ لِوَحْشَةِ الْقُبُورِ، كَلِمَةُ خَيْرٍ تَقُولُهَا أَوْ كَلِمَةُ سُوءٍ تَسْكُتُوا عَنْهَا لِوقُوفِ يَوْمٍ عَظِيمٍ، تَصَدَّقْ بِمَالِكَ لَعَلَّكَ تَنْجُو مِنْ عَسِيرِهَا، اجْعَلِ الدُّنْيَا مَجْلِسَيْنِ: مَجْلِسًا فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ، وَمَجْلِسًا فِي طَلَبِ الْحَلَالِ، وَالثَّالِثُ يَضُرُّكَ وَلَا يَنْفَعُكَ، لَا تُرِيدُهُ. اجْعَلِ الْمَالَ دِرْهَمَيْنِ: دِرْهَمًا تُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ حِلِّهِ، وَدِرْهَمًا تُقَدِّمُهُ لِآخِرَتِكَ، وَالثَّالِثُ يَضُرُّكَ وَلَا يَنْفَعُكَ، لَا تُرِيدُهُ. ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ قَتَلَكُمْ حِرْصٌ لَا تُدْرِكُونَهُ أَبَدًا».


احبتنا الكرام: نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد أحمد النادي - ولاية الأردن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع