خبر وتعليق الأزهر يزداد سقوطا في أوحال السلطة القائمة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
التقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا، في مقر مشيخة الأزهر الخميس 2014/12/18م، وأعرب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، عن سعادة الأزهر باستقبال رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى، مشيرا خلال المؤتمر الصحفي إلى أن اللقاء تناول عرضاً من رئيسة أفريقيا الوسطى للمشاكل التي يتعرض لها المسلمون في بلادها، وتأكيدها للإمام الأكبر أن المشكلة اجتماعية وليست دينية. [المصري اليوم: 2014/12/19م]
التعليق:
والله إنها لإحدى الكبر، فقد رأى شيخ الأزهر بأم عينه ما حدث للمسلمين من قتل وذبح وسلخ وتمثيل في أفريقيا الوسطى، رأى تلك الصورة البشعة لأكبر عمليات التطهير التي تعرض لها المسلمون في العالم على يد رئيسة أفريقيا الوسطى كاترين سامبا وتحت إشرافها وبمباركة منها. فهل يمكن قبول أن تُستقبل مثل هذه المجرمة التي تلطخت يداها بدماء المسلمين الزكية في مصر الكنانة؟! فإذا جاز لرئيس الدولة أن يستقبلها ويحتفي بها لأنهم في الإجرام بحق الأمة سواء، فمن غير المقبول أن يستقبلها الأزهر بسعادة وحفاوة بالغة، إن هذا والله لهو العار والشنار الذي سيلاحق الأزهر وشيخه أبد الدهر، فقد كان يمكنه على الأقل رفض مثل هذه الزيارة وهذا أضعف الإيمان، ولكن يبدو أنه لا يرد للسلطة القائمة طلباً.
ثم هل يسمى ذبح المسلمين على الهوية والتمثيل بهم وإبادتهم بأنه مجرد مشكلة اجتماعية؟! فإذا كذبت تلك الشمطاء ولفت ودارت، فهل من المقبول أن يقبل الأزهر هذه الكذبة ويؤكد عليها؟!. تالله لنُسأل جميعاً عن هؤلاء المسلمين المساكين الأيتام الذين لا بواكي لهم؛ في أفريقيا الوسطى وفي غيرها من أقطار الأرض. أليس غريباً عجيباً أن يرقص الأزهر وشيخه على جراحات الأمة وينتشي فرحا باستقباله مَن تلطخت أيديهم بدماء المسلمين وساهموا بتهجير مليون مسلم من ديارهم؟!.
أم أن الأزهر قد سقط تماما في أوحال السلطة الحاكمة ورضي بأن يكون شاهد زور وبهتان على الحكم بغير ما أنزل الله، وعصاً تضرب بها السلطة كل حامل دعوة بوصمه بالتطرف والإرهاب والخروج على ما يسمونه الإسلام الوسطي الذي يمثله الأزهر، ومخدرا تستعمله السلطة الحاكمة لتخدير الناس وإسكاتهم، فبالأمس القريب استقبل الأزهر ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية الفرنسية واحتفى به عندما منع لبس الخمار في مدارس فرنسا، بل وقال شيخه السابق أن من حق فرنسا أن تصدر مثل هذا القانون وعلى المسلمين هناك إما الالتزام بالقانون الفرنسي أو المغادرة. لقد كانت تلك سقطة كبيرة حينها، ولكنها لم تمر مرور الكرام فقد تصدى لها حينها رجال من رجالات الأزهر المخلصين ورفضوا ما قاله وما فعله شيخ الأزهر طنطاوي ولم يبالوا بالعقوبات التي اتخذها شيخ الأزهر حينها ضدهم. فما لنا اليوم لا نرى رجالا كهؤلاء الرجال يتصدون لشيخ الأزهر الحالي ليأخذوا على يديه ويأطروه على الحق أطرا؟! لا نظن أن الأزهر الشريف قد خلا من أمثال هؤلاء الرجال فهو زاخر بهم وهو منبت للعلم وللعلماء وللرجال الذين لا يخافون في الله لومة لائم. فليقم هؤلاء الرجال بما فرضه الله عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليعملوا مع العاملين المخلصين لتمكين شرع الله في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشرنا بعودتها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهي وحدها من ستعيد للأمة حقوقها وتحفظ دماءها وتصون كرامتها وتعيد للأزهر دوره منارة للعلم والعلماء ومنبتاً لرجال الفكر والسياسة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر