خبر وتعليق برلمانية سودانية تخرج مغاضبة وتقول: بئس البرلمان!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
جاء في جريدة اليوم التالي السودانية ليوم الاثنين، 2014/12/22، ما يلي:
"خرجت سعاد الفاتح البدوي النائبة البرلمانية القيادية في الحركة الإسلامية غاضبة من جلسة سماع مخصصة لمناقشة العقوبات الأمريكية وأثرها على القطاع المصرفي بعد أن رفض منحها فرصة للحديث".
وقد ورد في ثنايا الخبر أن مندوبة القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم كانت حاضرة للجلسة واكتفت بالاستماع دون التعليق.
التعليق:
كلمة برلمان أصلها فرنسي وهي تشير للنقاش والحوار. أما برلمانات حكام الضرار في العالم الإسلامي فهي لا ترى، لا تسمع، لا تناقش وتحاور إلا بأمر فخامة الرئيس، وجلالة الملك، وأمير البلاد المفدى، فراعنة عصرنا الحاضر. فحكامنا لا يُروننا إلا ما يَروا ولا يهدوننا غير سبيل الضلال والهلاك، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
المشكلة أختي الكريمة سعاد ليست في السماح وعدم السماح بالكلام، المشكلة في الأساس الذي أوجد البرلمان. فالبرلمان جزء من منظومة الحكم الغربية أصلا، وقد استخدمت هذه الكلمة أول مرة بمدلولها الحالي في بريطانيا في القرن الثالث عشر الميلادي، وهو يقوم بالتشريع، ومراقبة الحكومة ومحاسبتها. وفي عالمنا الإسلامي فوجوده كثيرا ما يكون لتجميل وجه النظام الفاسد المفسد فقط، ولا دور حقيقياً له، كما هو حال برلمانكم في السودان. فحري بكل مسلم أدرك معنى لا إله إلا الله أن يغضب لوجود من يدعي لنفسه حق التشريع من دون الله، لا أن يشارك في هكذا مهزلة، وصدقت أختي بقولك: بئس البرلمان!
أما في منظومة الحكم الإسلامي فقد تبنى حزب التحرير وجود ما أطلق عليه مجلس الأمة (الشورى والمحاسبة) كجهاز من أجهزة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة بإذن الله، وورد في شأن ذلك ما يلي:
(المادة 105: الأشخاص الذين يمثلون المسلمين في الرأي ليرجع إليهم الخليفة هم مجلس الامة،...
المادة 106: ينتخب أعضاء مجلس الولاية انتخابا مباشرا من أهل الولاية المعنية، ... وينتخب أعضاء مجلس الأمة انتخابا مباشرا من قبل مجالس الولايات...
المادة 107: لكل من يحمل التابعية إذا كان بالغا عاقلا الحق في أن يكون عضوا في مجلس الأمة وفي مجلس الولاية، رجلا كان أو امرأة، مسلما كان أو غير مسلم، إلا أن عضوية غير المسلم قاصرة على إظهار الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق الإسلام). منقول من كتاب مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له - القسم الأول، من منشورات حزب التحرير.
لمثل هذا فليعمل المسلمون، وحينها لن يمنع أحد من إبداء رأيه مسلما كان أو غير مسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي