خبر وتعليق لا يزال المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطى يعانون حتى يومنا هذا (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
"قتل آلاف الأشخاص منذ آذار 2013. ونزح ما لا يقل عن 420،000 شخص إلى مناطق أخرى في البلاد، فضلا عما يزيد عن 400,000 نازح إلى البلدان المجاورة. وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين (الأونروا) بأن ما لا يقل عن 470 شخصا من أقلية بول العرقية المسلمة محاصرون منذ عدة أشهر في مدينة يالوكي في جمهورية إفريقيا الوسطى والتي تبعد حوالي 200 كم عن العاصمة بانغي وهم بحاجة ماسة لنقلهم من هناك كما صرحت داليا العشي مسؤولة الإعلام في المفوضية العليا للأونروا في بانغي قائلة: "الأمر بسيط جدا: إنها الآن مسألة حياة أو موت. هل سنقف موقف المتفرج بانتظار موتهم، أم أننا سنستمع لما يطلبونه ونحاول إنقاذهم؟" (المصدر: aljazeera.com)
التعليق:
على خلفية الأحداث العالمية، وتراجع أسعار النفط، والهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإطلاق سراح عدد قليل من سجناء جوانتانامو... يتعرض الآلاف ولا يزالون للقتل والاعتداء في هذا الجزء الصغير من القارة الإفريقية (جمهورية إفريقيا الوسطى). فالمسلمون هناك يتعرضون وبشكل مستمر لهجوم مقاتلي الآنتي بالاكا النصارى. وقد حاول الكثيرون الهرب من هذا الظلم الوحشي الذي يتعرض له المسلمون لأنهم مسلمون لكن دون جدوى. فبوجود لجان أمن أهلية من النصارى يطوفون طليقين في البلاد، تُرك السكان المسلمون وحيدين ليدافعوا عن أنفسهم دون أي سلاح ولا سلطة تحميهم. وقد مر وقت دون أن تُتخذ أية تدابير ضد الإهمال والإنكار الحكومي للوضع برمته.
وقال ستيفن كوكبرن نائب المدير الإقليمي لغرب ووسط إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "إذا أرادت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أن تحافظ على مصداقيتها، فعليها أن تتخذ خطوات أكثر جدية وفاعلية لحماية المدنيين من الانتهاكات الكثيرة التي يتعرضون لها". ووفقا لمنظمة العفو الدولية فبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (MINUSCA) والتي وصلت البلاد في 15 أيلول 2014 لم تتمكن حتى الآن من وقف أو منع الانتهاكات.
ولا تزال عملية التطهير العرقي مستمرة في أنحاء مختلفة في البلاد سواء ذكرت ذلك وسائل الأنباء أم أخفته. ولا يعني كون وسائل الإعلام تسلط الضوء على بعض القضايا "الملحة" أن مشكلة اضطهاد المسلمين قد انتهت ببساطة. فقتل المسلمين وذبحهم وحرقهم أحياء والذي يتم صباح مساء في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى أمر مقلق للغاية.
ولم تستطع محاولات مجالس الأمم المتحدة ومعها الوجود الأمني الفرنسي في البلاد من وضع حد للعنف هناك. فمنذ آذار 2013 وأعداد الذين يتعرضون للاضطهاد في ازدياد متسارع. وبغير تدخل الجيوش الإسلامية وعلى رأسها جيش مصر الذين باستطاعتهم سحق بلطجية الآنتي بالاكا فإن التعذيب والترويع للنساء والأطفال سيستمر وستستمر معه الاعتداءات اللاإنسانية والوحشية. أما ما يسمى بالمجالس الإفريقية فإنها لم تجلب أي خير ولم تقدم أي حل للمشكلة ولم تساهم حتى في إنقاذ المسلمين الذين استطاعوا لحسن الحظ الفرار بأجسامهم سليمة دون أذى، ولا حتى ضمان حقهم الطبيعي في العيش بأمن وسلام في بلادهم.
فمتى ستُزال هذه الحدود الوهمية المصطنعة والتي تفصل بين بلاد المسلمين وتمنعنا من الوصول إليهم لمساعدة الضعفاء والمظلومين منهم؟ ومتى ستعرض وكالات الإعلام الأجنبية ما عليها حقا عرضه وتسليط الضوء عليه؟ لقد آن الأوان لهؤلاء الحكام العجزة أن يعودوا إلى أسرَّة الإنعاش في المستشفيات وإن الأوان قد آن لقدوم قيادات صادقة مخلصة لتستلم مكانها الصحيح كقيادة قائمة على أساس العقيدة الإسلامية التي من شأنها أن تنقذ المسلمين من كل ما يتعرضون له من مصائب وويلات وأذى، قيادة تطبق الإسلام نظاما شاملا للحياة كما طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمى به عليه الصلاة والسلام البلاد والعباد.
كم من آلاف أخرى من أبناء أمة الإسلام سيموتون ليكون موتهم هزة عنيفة لمشاعر المخلصين من أهل القوة فيقوموا بواجبهم تجاه أمتهم ونصرة دينهم؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مهند