خبر وتعليق الديمقراطية صنم يذبح من يعبده
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
فوز الباجه السبسي في الانتخابات الرئاسية في تونس
التعليق:
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عودة أزلام الأنظمة القمعية والكافرة إلى السلطة من جديد بعد أن ثارت عليها الشعوب فيما يسمى بالربيع العربي؛ فهذا السيسي في مصر وهو من أزلام وأعمدة نظام مبارك تولى الحكم في مصر؛ وذاك حفتر الذي كان أحد أزلام ورجالات القذافي يشتد ساعده في ليبيا؛ وأيضا عبد ربه منصور نائب الرئيس اليمني يتولى السلطة في اليمن.
والعجيب أن بعض الجماعات لا تزال تلدغها أفعى الديمقراطية من الجحر نفسه مرارا؛ ولم تتعلم أن الديمقراطية صنم يذبح من يعبده ويأكل من يصنعه؛ وترى تلك الجماعات تلهث وتركض وراء الديمقراطية ولا تسعى لإقامة حكم الله في الأرض وليس في تفكيرها ولا في أجندتها الفكرية والسياسية أية فكرة عن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ بل على العكس من ذلك تجدها تتفاخر بالتحاكم إلى الطاغوت وتتفاخر بتأييد اللعبة الديمقراطية وتلهث بكل أسف وراء الديمقراطية لتنال بها العزة. قال تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ [مريم: 81-82]
لقد كفرت الديمقراطية بعبدتها في تونس؛ كما كفرت بعبدتها في مصر من قبل؛ ففي كلا البلدين قامت بعض الجماعات المسماة إسلامية باتخاذ الديمقراطية إلها من دون الله لعلها تنال بها العزة؛ فما كان من هذه الآلهة الديمقراطية إلا أن كفرت بعبدتها وكفرت بعبادتهم لها وصارت كما قال تعالى ﴿عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ فعاد أركان النظام السابق من جديد إلى الحكم فقاموا باعتقالات وإعدامات وملاحقات في مصر وهو سيناريو سيتكرر قريبا في تونس.
إننا نقول لهؤلاء ولجميع المسلمين: ليست المسألة تغيير شخص بل هي تغيير نظام، وليست المسألة تغيير الحاكم بل هي تغيير نظام الحكم؛
فهذا موسى عليه الصلاة والسلام كانت امرأة فرعون التي ربته واعتبرته ابنا لها، كانت مؤمنة بالله كافرة بفرعون؛ أي أنه كان بإمكان موسى أن يتفق مع امرأة فرعون على قتل فرعون في فراشه بل وتسميمه من دون أن يعلم أحد ومن دون أن يشعر بذلك مخلوق وتنتهي المأساة بهلاك فرعون. ولكن سنة الله تأبى ذلك لأن القضية ليست في شخص فرعون؛ ذلك أنه سيستلم مكانه فرعون آخر غيره يحكم كما حكم من قبله؛ كما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن؛ وإنما المشكلة الحقيقية هي في نظام الحكم الذي يحكم به فرعون. فهناك جنوده وحاشيته وملؤه وأقاربه وكلهم على شاكلة فرعون ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص: 8].
فيا من اتخذتم الديمقراطية إلها من دون الله؛ ألا ترون أن الديمقراطية كفرت بكم ووضعتكم في مذابحها وقدمتكم قرابين للدول الغربية؟ ونقول لكم كما قال ذلك العبد الصالح لقومه: ﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾ [هود: 78]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عبيدة - سوريا