خبر وتعليق قيام دولة الخلافة يجمع شمل المسلمين... إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير!!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أوردت جريدة - هسبريس - الإلكترونية المغربية على لسان الكاتب طارق بنهدا يوم الثلاثاء الثلاثين من ديسمبر عام 2014م خبرا بعنوان: "حزب إسلامي ينتقد المغرب من لبنان" جاء فيه:
أفرد "حزب التحرير" الإسلامي، الذي يتخذ من لبنان مقراً له، بياناً موجها للمغرب، يتحدث فيه عما أسماه "تهريب الأموال إلى الخارج وتبذيرها على توافه الأمور"، مشددًا على أن الأزمات التي يعيشها المغرب، ليس مردها قلة الموارد والإمكانيات المادية، وإنما "الحجم الهائل للأموال المهربة وسوء التدبير وكثرة التبذير"، إلى جانب "الابتعاد عن الحلول الإسلامية الصحيحة".
التعليق:
بادئ ذي بدء وقبل التعليق على مقال الأخ طارق بنهدا اسمحوا لي أن أؤكد الأمور الآتية:
• إن حزب التحرير ليس حزبًا لبنانيًا وإن كان لبنان من ضمن البلدان التي يعمل فيها الحزب!
• إن حزب التحرير هو حزب سياسي عالمي يعمل في كل بلاد المسلمين، بل إن شبابه منتشرون ويعملون في القارات الخمس.
• إن حزب التحرير لا يهتم بشأن المسلمين في بلد دون غيره من البلدان، بل هو يهتم بكل شؤون المسلمين في جميع البلاد، سواء أكان هذا الشأن متعلقًا بأمر من الأمور السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو قواعد وأنظمة الحكم.
• إن حزب التحرير يتبنى مشروعًا حضاريًا مستمدًا من العقيدة الإسلامية، ويحمل لواء الدعوة لإعادة الخلافة الراشدة التانية على منهاج النبوة التي بشر بها نبينا عليه الصلاة والسلام.
أنا أحدثكم من دولة يقال لها الأردن حسب التقسيم الجغرافي لـ (سايكس وبيكو)، ومن إحدى ولايات الشام التابعة لدولة الخلافة الإسلامية حسب تقسيمات حزب التحرير، وعمله في الأمة يهدف إلى توحيد جميع بلاد المسلمين في دولة واحدة.
إن حزب التحرير بالذات لا يقر ولا يعترف بحدود (سايكس وبيكو) ولا يخضع لأي استعمار فرنسي أو إنجليزي. وحزب التحرير حين ينتقد من لبنان ليس لأنه لبناني، بل لأنه إسلامي، ويدعو للخلافة، ولتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة، وعليه يكون التوضيح للأمر والرَّد ليس فقط من لبنان، بل من الأردن، ومن مصر، ومن السودان، ومن باكستان، ومن إندونيسيا، ومن كل بلاد يذكر فيها اسم الله!! فنحن في حزب التحرير نسعى لتوحيد بلاد المسلمين، إننا نرى أنفسنا أننا نستأهل ونستحق أن نكون كغيرنا من البشر في وحدة تجمع شتات بلاد المسلمين! وفي هذا المقام تبرز لدي تساؤلات عدة لا أريد عنها إجابات:
• أليس بوحدتنا تكمن قوتنا وقوة اقتصادنا؟
• أليس بوحدتنا تجميع لثروتنا وتكاملنا الاقتصادي؟
• أليس بوحدتنا نرضي ربنا بالقيام بفرض إعادة قيام دولة الخلافة الإسلامية وبيعة خليفة واحد يكون له في أعناقنا حق الطاعة؟
• هل اتحاد أمريكا وأوروبا يصلح لهم ويليق بهم وينجح؟ واتحادنا لا يصلح لنا ولا يليق بنا ولا ينجح؟ أليس ديننا دين وحدة وعقيدتنا واحدة.
• هل هؤلاء الكفار المستعمرون أولى منا بالوحدة؟
• أليس الله تعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾؟ [الأنفال: 73]
إن موضوع هدر الأموال والفساد سواء في المغرب أو في أي من بلاد المسلمين واحد؛ لأن من طبيعة النظام الرأسمالي الغربي المطبق في بلاد المسلمين وعلى رأسه "الربا" المسمى زورًا بأنه "الفائدة" وكذلك البورصات، والأسهم، والقروض، وبيع الديون، وغير ذلك كثير من طبيعته أن يؤدي إلى ذلك الفساد الكبير الذي ذكره القرآن!!
هذا وإن حزب التحرير معروف عالميًا بتقديمه للنظام الاقتصادي الإسلامي، وله به اهتمامات كثيرة، ومن أشهرها كتاب "النظام الاقتصادي في الإسلام" للشيخ الأزهري، مؤسس حزب التحرير العالم الجليل تقي الدين النبهاني، وله كتيبات ونشرات كثيرة في هذا الشأن، وعقد في السودان مؤتمر الخرطوم الاقتصادي!
إنَّ كل عاقل لا يقبل أن تهدر وتهرب الأموال بالمليارات من بلاده إلى الخارج لينعم بها أهل الغرب من العالم الرأسمالي الكافر، وتبقى شعوب أمته فقيرة حائرة كالأيتام على موائد اللئام. لقد منحنا الله تعالى خيرات وثروات لا حصر لها، وكل بلاد المسلمين ترزح تحت نير الفقر والفساد وبيع البلاد، وثرواتها وجهود الإنسان فيها للغرب الذي يسيطر على جميع المسلمين. ويستغل البشرية كلها تحت نظام تقنين الفساد وتهريب الأموال وغسيلها القذر!! فبارك الله تعالى في حزب التحرير، وفي كل مخلص ينبه الأمة على ما يحاك ضدها من نهب للثروات الإسلامية.
وفي نهاية هذا التعليق فإنني أدعو الكاتب المحترم أن يبحث في موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير عن القضايا الاقتصادية ذات الشأن، وعن القضايا الفكرية والسياسية التي تهم كل بلاد المسلمين والأمة الإسلامية بشكل عام، وإني لعلى تمام اليقين أنه إن كان مؤمنًا حق الإيمان فسيجد ما يسره ويشرح صدره انسجامًا مع قوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات "أبو محمد" - الأردن