خبر وتعليق تسريبات تكشف المكشوف وتفضح المفضوح
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في فضيحة مدوية ثانية خلال أقل من شهر واحد، قامت قناة الشرق بإذاعة تسريبات جديدة خاصة بكل من اللواء ممدوح شاهين وعباس كامل مدير مكتب عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي لمصر. التسريب أظهر مرة أخرى كيفية محاولة قادة الجيش المصري حماية أبناء العاملين في المؤسسة العسكرية، حتى لو تتطلب الأمر تزوير الأدلة وتلفيقها.
التعليق:
كانت قناة الجزيرة هي رائدة نشر التسريبات التي كان يتم تسريبها من مكاتب وزارة الدفاع في محاولة منها لفضح المفضوح وكشف المكشوف، واليوم تتم تلك التسريبات من خلال قناتي مكملين والشرق اللتين تتوليان الانفراد بإذاعة تلك التسريبات بعد أن تراجعت الجزيرة خطوة للوراء إثر زيارة المبعوث القطري لمصر بوساطة سعودية لترتيب ما يسمى بالمصالحة المصرية القطرية.
لقد حظيت تلك التسريبات باهتمام واسع خاصة من قبل معارضي النظام الحالي، فيما اعتبرها النظام ملفقة قبل حتى أن يكلف نفسه عناء البحث في مصداقيتها من عدمه. وبغض النظر عما تحويه تلك التسجيلات المسربة من تفاصيل تتعلق بأبطالها وما تتناوله من موضوعات إلا أن الذي يجب لفت النظر له عدة أمور من أهمها:
1- أن القائمين على النظام لا يهمهم شيء سوى الحفاظ على كراسيهم، ولو تم لهم ذلك بتلفيق التهم ومحو الأدلة، كما يبدو لمن يستمع لتلك التسريبات أن الذين يحكموننا ما هم سوى رويبضات تسلطوا على رقاب الناس وهم لا يمتلكون أدنى قدرة على رعاية الناس الرعاية الصحيحة. وهذا الواقع لم يكن يحتاج لمثل هذه التسريبات حتى يدركه الواعون على مجريات الأمور، فهو مكشوف لهم ومعروف.
2- ما كان يمكن لأنظمة بان عوارها وانكشف زيفها وتضليلها للناس أن تحظى بمصداقية لدى الناس مرة أخرى من خلال الالتفاف على الناس وثورتهم لتعود مرة أخرى من الباب بعد أن خرجت من الشباك لتوهم الناس أنها أنظمة تختلف عن سابقتها فإذا بها أشد انحطاطا وفسادا.
3- لقد ظل البعض يردد أغنية القضاء النزيه حتى صمت بها الآذان، لدرجة لم تعد تسمع تلك الأحكام الجائرة ضد كل من يرفع عقيرته ضد النظام، كما لن تسمع تلك الآذان ما ورد في التسريبات الأخيرة من اختراق واضح لمنظومة القضاء وأكذوبة الفصل بين السلطات. ولذلك فإن المهم في هذه اللحظة أن يدرك الجميع أن القضاء العادل لا يكون إلا من خلال تطبيق أحكام الإسلام في كل مناحي الحياة في دولة العدل الحقيقية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يحكمها خليفة تقي نقي يقاتل من ورائه ويتقى بها، وفيها قضاة عدول يحكمون بين الناس بالعدل ولا يجرمنهم شنآن قوم على ألا يعدلوا.
4- يجب ألا ننشغل كثيرا بهذه التسريبات وما يشبهها، إذ يكفي أن تدرك الأمة أن هذا النظام وحتى الذي قبله لا يعبر عن عقيدة هذه الأمة ولم ينبثق منها، وما هو إلا امتداد لأنظمة الكفر التي حكمت الأمة بعد هدم الكافر المستعمر لدولة الخلافة الإسلامية سنة 1924م، وأن الواجب على الأمة أن تعمل لكنس هذا النظام كونه مخالفا للإسلام وليس فقط لفساده وانحطاطه، لتقيم دولة الإسلام التي فرضها رب العالمين على هذه الأمة وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ ففيها وحدها رضا ربها وبها وحدها تحفظ الأمة كرامتها وتتبوأ مكانتها التي ارتضاها لها رب العالمين خير أمة أخرجت للناس.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر