خبر وتعليق بل الواجب رفض جميع البنود جملة وتفصيلا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أكد وكيل وزارة الإعلام العُماني أن السلطنة وافقت على 90% من بنود حقوق الإنسان في استعراضها الشامل في جنيف وما رفضته يتناقض مع الدين والتقاليد.
التعليق:
لقد أصبح مصطلح حقوق الإنسان من المصطلحات البراقة التي تتغنى بها الدول القائمة في بلادنا وتتسابق إلى توقيع الاتفاقيات المتعلقة بها على الرغم من فساد أنظمتهم وبطشهم واضطهادهم لشعوبهم وهضمهم لحقوقهم. وزيادة في تضليل شعوبهم المسلمة، تزعم تلك الدويلات أنها ترفض من البنود والتوصيات ما يتناقض مع الدين، أما ما يتم الموافقة عليها، وهي أغلبية البنود، فجعلوها من الإسلام بل ويزعمون أن ما تنادي به حقوق الإنسان اليوم قد كفله القرآن الكريم منذ نزوله.
إن الواجب يا سعادة الوكيل هو رفض إعلان حقوق الإنسان جملة وتفصيلا، ذلك لأن فكرة حقوق الإنسان منبثقة من عقيدة فصل الدين عن الحياة، فالحقوق التي تنادون بها هي حقوق ارتبطت كلياً بوجهة النظر الغربية للحياة، وتجربة الغرب التاريخية ولا يربطها بالإسلام أي رابط. وعلاوة على ذلك فإن نظرة سريعة إلى توصيات وبنود الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، توضح بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام براء منها وتتناقض كلياً مع أحكام الإسلام الطاهرة. فشرب الخمر والزنا والرقص والتبرج والسفور والاختلاط بين الرجال والنساء والربا واالقمار والرهان والردة عن الإسلام والثورة على الدين والتجرؤ على المقدسات وغيرها من المحرمات كلها من الحريات التي أباحوها والتي جعلوها من حقوق الإنسان. فكيف يمكن أن تطابق بنود حقوق الإنسان المنبثقة من المبدأ الرأسمالي العفن حقيقة الإسلام؟!
لقد بات أثر تنفيذ هذه الاتفاقيات وخطرها الفظيع على المسلمين ملموسا في بلادنا؛ فهي تمكن الغرب الكافر من تمرير حضارته إلينا وتسميم عقول الناس بما تشيعه من أفكار ومفاهيم تناقض ما نحمل من أفكار ومفاهيم وتصم كل من يرفضها بالأصولية والتشدد والتطرف والعنف والإرهاب. بل وأصبحت الأحكام الشرعية الثابتة والقطعية خاضعة للتصويت في مجالس الشورى، وللجدل الشعبي كلّ يدلو دلوه فيها رفضا وقبولا بحجة حق التعبير عن الرأي.
إن الإسلام يفرض علينا أن نتعرف على ما للإنسان من حقوق وما عليه من واجبات من عقيدتنا الإسلامية، لا من الغرب الكافر الذي لم يقدم للبشرية سوى الفساد والظلم واستعباد الشعوب ويخفي وراء الدعوة لحقوق الإنسان تاريخاً ملطخاً بدماء البشر. كما يفرض علينا الوقوف في وجه هذه الأفكار ونبذ الأنظمة التي تحافظ وترعى هذه المفاهيم الغربية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتجاهر بقبولها وتطبيقها وهي في الوقت نفسه تمنع رعاياها من أبسط حقوقهم وواجباتهم الشرعية مثل حسن الرعاية وطلب العيش الكريم، أو الشكوى من ظلم الحاكم ومحاسبته أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فواجب المسلمين اليوم هو العمل على وضع الإسلام كاملا موضع التطبيق والتنفيذ في هذه الحياة من خلال دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستعيد لكل ذي حق حقه، وتحكم بين الناس بالعدل من جديد، وينعم المسلمون والإنسانية كلها بحقوقهم كاملة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم المعتصم