خبر وتعليق حالات البلطجة مؤشر على فشل نظامنا التعليمي (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في الرابع من كانون الثاني 2015، ذكرت صحيفة بيريتا هاريان (ديلي نيوز) الماليزية تقريرا عن حالات البلطجة التي تحصل بين الطلاب. وقد أصبح هذا الواقع الفيروسي منتشرا على مواقع التواصل (الاجتماعي) وحتى على تطبيق الوتس آب على الهواتف. وما جعل الأمر أكثر مدعاة للقلق هو أن البلطجة لم تعد مقتصرة على ما يحدث بين طلاب المعاهد العليا والمدارس الثانوية بل تعدت ذلك لتصل إلى تلامذة المدارس الابتدائية. وليس ذلك فحسب، فقد شملت البلطجة الفتيات اللاتي يرتدين زي "باجو كوروغ" (لباس محتشم) وكذلك الحجاب واللاتي كنَّ يركلن ويضربن أقرانهن أو الصغار بلا خجل. وقد صرح البروفيسور داتوك علي حسن رئيس جمعية المجلس التعاوني الوطني للآباء والمعلمين بأن على الجميع بما في ذلك الآباء والمعلمين والمجتمع بأسره ألا يشعروا بأنهم في "بر الأمان" خاصة عندما يكون هناك من يُظهر بأن المشكلة تحت السيطرة بينما الحقيقة تظهر أنها لا تزال قائمة. وقد زعم بـ"أنه سيناريو يُنذر بالخطر، فإذا ما كانت البلطجة منتشرة حاليا بين طلاب المدارس الثانوية، ففي المستقبل ستنتقل لتلامذة المدارس الابتدائية. ومن قبل كانت البلطجة منتشرة في صفوف الذكور فحسب أما اليوم فقد انتقلت للطالبات الإناث أيضا". وفي إطار الجهود الساعية للتغلب على مشكلة البلطجة في المدارس اقترح الاتحاد الوطني للتعليم (NUTP) بأن تستحدث وزارة التربية والتعليم منصب "معلمي الانضباط في المدارس". بحيث يتلقى الواحد منهم تدريبات قانونية ونفسية في طرق التعامل مع مشاكل الانضباط والتي من ضمنها البلطجة في المدارس.
التعليق:
من جديد، وفي باكورة عام 2015 ها نحن نصدم بتقارير عن حالات بلطجة بين طلاب المدارس الابتدائية. وعلى الرغم من أن النسب المئوية لحالات البلطجة المذكورة لا تزال صغيرة كون أغلب هذه الحالات لا تحصل أثناء الحصص المدرسية بل بعد اليوم المدرسي، لكن الإحصاءات تُظهر بالتأكيد زيادة في الحالات في كل عام. ووفقا لنائب المدير العام في وزارة التعليم داتوك سوفات تومين، فإن ما يعرض على شبكة الإنترنت من أمور سلبية وأفلام هو واحد من العوامل التي تتسبب في حالات البلطجة في المدارس. لذلك لا بد من إجراء دراسات عميقة متعلقة بمدى فعالية التعليم والبيئة المجتمعية وكذلك تأثير وسائل الإعلام على ما يجري.
ومن دراسة أجراها مركز إدارة الأبحاث في جامعة التكنولوجيا في ماليزيا، ظهر بأن الرغبة في الثأر وحب السيطرة على الآخرين كانت لهما النسب الأعلى في التسبب بالبلطجة. إن هذه البيانات تظهر وبوضوح بأن الطلاب فشلوا في غرس القيم والأخلاق الإسلامية في نفوسهم، كما تُعد مؤشرا يثبت فشل نظامنا التعليمي المطبق حاليا. فالمنهاج المستخدم في نظام التعليم الحالي غير قادر على بناء الشخصيات الإسلامية المتميزة في المدارس.
إذ إن الأصل أن يكون التعليم أساسا جوهريا يساهم في تكوين الشخصيات الإسلامية المتميزة السامية. ففي نظام التعليم في الإسلام تُجعل العقيدة الإسلامية وهي أساس المبدأ الإسلامي وجوهره أساسا في التعليم لا يسبقه شيء. ويكون غرس الإيمان والتقوى وبناء الشخصية الإسلامية ركيزة تسعى المدرسة لإيجادها في كل طالب، ويكون مقياس الأعمال الذي يُبنى في النفوس هو الحلال والحرام. وهذا المقياس سيكون ذاته موجِّها للطلاب بل للمجتمع بأسره لضمان استمرار الجميع في السير بخُطا ثابتة في الطريق الصحيح الذي يوصلهم إلى الإيمان والتقوى. وبالتالي فإن التربية الإسلامية تنتج شخصيات إسلامية متميزة تطيع الله وتلتزم أوامره وتترك ما نهى عنه وحرمه. ولن تكون أحكام الإسلام وتعاليمه للحفظ والاستظهار فحسب بل ستكون للتطبيق فهي الحل للتغلب على كل مشاكل الحياة.
أيها الإخوة والأخوات، إن كل ما ذكر آنفا لن يكون موجودا إلا بتطبيق الإسلام تطبيقا شاملا كاملا. وهذا بإذن الله سيكون واقعا في ظل دولة الخلافة، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي هي وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم. وما علينا فعله اليوم هو العمل الجاد والسعي الدؤوب مع العاملين لإعادة إقامة الخلافة فالمؤمن الحق يسعى لإيجادها ليُبرئ ذمته أمام الله تعالى يوم القيامة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمّار
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير