خبر وتعليق خطاب رئيس مصر في مؤتمر دافوس الاقتصادي مسارعةٌ في إرضاء الكفار وعداءٌ سافر للمسلمين ومقدساتهم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة في مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي انعقد في 22 من هذا الشهر.
التعليق:
لقد ظهر السيسي خلال كلمته بأنه لا يمثّل المسلمين، وإنما يتكلم نيابة عن الكفار، وينطق باسمهم، وكأنه ينتمي إليهم!!
فقد قال مخاطبا الحضور: (فتلك الملايين التي فاجأت العالم في ميادين فرنسا إنما هي امتداد للملايين التي فاضت بها ساحات مصر منذ عام ونصف، إن المعركة واحدة ونفس الإرهاب يحاربنا لأنه يرى فينا جميعا نقيضه).
وقال أيضا: (فالدماء التي يريقها الإرهابيون في مصر والعراق وسوريا... وكندا وفرنسا... كلها نفس اللون، فلا بد من أن تتضافر جهودنا جميعا للقضاء على تلك الآفة).
ثم يوجه خطابه للمسلمين فيحمّلهم مسؤولية "الإرهاب"، ويُشعِرهم أنهم مذنبون إزاء ما تعرّض له صحفيّون استهزأوا برسول الله عليه الصلاة والسلام، فيقول: (يتعين علينا كمسلمين أن نصلح من أنفسنا وأن نراجع ذاتنا لكي لا نسمح لقلة بتشويه تاريخنا والإساءة إلى حاضرنا وتشويه مستقبلنا بناء على فهم خاطئ وتفسير قاصر).
إن السيسي يمدح الملايين التي خرجت في فرنسا تنديدا بقتل من أساء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ويعلن تضامنه معهم، بل هو يعتبر أن تلك الملايين التي خرجت في فرنسا إنما هي امتداد للملايين التي خرجت في شوارع مصر منذ عام ونصف للإطاحة بمحمد مرسي!! فبنظره، مظاهرات فرنسا تشترك مع مظاهرات مصر في كونها خرجت ضد الإرهاب!! وهو يعتبر دماء المسلمين التي تُراق بغير وجه حق في بلاد المسلمين مثل دماء الذين يحاربون الإسلام ويحاربون نبيه عليه الصلاة والسلام، وذلك واضح في قوله: "كلها نفس اللون"، وهو يعتبر قضيته وقضية دول الكفر الاستعمارية قضية واحدة ومعركتهم واحدة وهي محاربة "الإرهاب"..، أي محاربة الإسلام.
وهو بوصفه رئيسا لبلد إسلامي تعرّض هو وغيره من البلاد الإسلامية الأخرى لاستعمار الدول الغربية الكافرة، وما رافق ذلك من حروب شنتها تلك الدول ضد المسلمين، وما قامت به من نهب لثروات تلك البلاد، ومن حرب على الإسلام بوسائل شتى... كان يجب عليه أن يوجه اللوم لدول الكفر الاستعمارية لقتلهم الملايين من المسلمين واحتلالهم لبلادهم والإساءة لمقدساتهم، بدل أن يوجّه اللوم للمسلمين ويدعوهم إلى "إصلاح أنفسهم ومراجعة ذاتهم"... والمقصود هنا أن يكون المسلمون كما يريدهم الغرب: فلا ينادون بالخلافة ولا بالجهاد ولا ينتفضون حين يساء لدينهم ولمقدساتهم، بل وعليهم مواجهة "الفهم الخاطئ" و"التفسير القاصر" للإسلام ليكون الفهم متماشيا مع سياسات الغرب الاستعمارية وبما يتوافق مع أفكار وأنظمة الكفر التي يحملها الغرب.
وإذا كان بعض الكتاب الغربيين قد وجّهوا اللوم إلى الدول الغربية وحمّلوا سياساتها تجاه المسلمين وبلادهم مسؤولية ردات الفعل من المسلمين، فكيف بحاكم يقول عن نفسه إنه مسلم أن يسكت عن ظلم الدول الغربية للمسلمين بل ويوجّه اللوم للمسلمين إن قاموا بردة فعل لا تساوي شيئا أمام ما فعلته تلك الدول بالمسلمين لو كان فعلا يشعر في أعماقه أنه جزء من الأمة الإسلامية؟؟
إن ما قاله السيسي في مؤتمر دافوس لا يجوز أن يمرّ بدون محاسبة، فيجب على أهل مصر أن يحاسبوه على تلك المواقف، وأن يتبرأوا مما قاله، ويعلنوا بكل صراحة أنه لا يمثلهم...
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «كَلاَّ، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بالْمعْرُوفِ، وَلَتَنْهوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، ولَتقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ» رواه أبو داود والترمذي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا - لبنان