خبر وتعليق يا برلمان السودان استوصِ بالإنسان خيرا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
جاء في جريدة اليوم التالي السودانية ليوم الثلاثاء، 2015/1/20، ما يلي:
"صادق البرلمان أمس الاثنين على قانون رفاه الحيوان لسنة 2015، بعد أن عدل اسم القانون إلى (الرفق بالحيوان) والذي قضى بإنزال عقوبات تصل إلى السجن 5 سنوات والغرامة المالية ومصادرة الحيوان على منتهكي حقوق الحيوان. ووضع القانون 5 حريات كفلها للحيوان تتمثل في الحرية ضد العطش، والجوع، والخوف وعدم تعريضه لمؤثرات فيزيائية تؤثر عليه وإتاحة حرية التعبير للحيوان عن سلوكه الحيواني. وأقر وزير الثروة الحيوانية بأن القانون جاء بمقترح من الوزارة استجابة لطلب دولي في دستور الحيوانات البرية في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية".
التعليق:
لم تكتمل المهزلة في البرلمان؛ فقد تحدث نافع علي نافع رجل النظام القوي في السودان ومعه بعض أعضاء البرلمان ورفضوا انسياق الحكومة وانجرارها وراء الاستجابة لمطلوبات وشروط المنظمات الدولية وفرضها على البرلمان لسن وإجازة قوانين لا فائدة منها وتأتي فقط استجابة وتقليدا للدول الغربية! وصدق الرسول الكريم القائل: «إذا لم تستحي فاصنع ما شئت»!
أنشئت المنظمة العالمية لصحة الحيوان في العشرينات من القرن الفائت، وتحديدا في 1924، ومقرها باريس، وتضم في عضويتها 180 بلدا. ومن أهم اهتماماتها:
ضمان السلامة الصحية للتجارة الدولية من خلال وضع القواعد الصحية للتجارة الدولية في الحيوانات والمنتجات الحيوانية. وهذا هو مربط الفرس يا نافع، فالعالم الغربي يريد أن يستنزف ثروتنا الحيوانية وهي في كامل صحتها وعافيتها، وعليكم أن تلعبوا دور راعي الغنم المجد المجتهد لسيدكم الغربي، كما فعلتم وتفعلون دائما. فقد فصلتم جنوب السودان من أجله وطاعة لأمره، وهيأتم بقية البلد للانفصال، أفلم تكن تدري أن ذلك تبعية له؟ ولكن كعادتكم بعد أن أرعدتم وأزبدتم استللتم السيف وطالبتم بتغيير اسم القانون من رفاه الحيوان (فقد اكتفت وزارتكم الموقرة بترجمة القانون عند أهله - animal welfare - ولم تراعِ التأصيل الشرعي، أو قد يكون الأمر دبر بينكم بليل!) طالبتم بتغييره إلى الرفق بالحيوان تمشيا مع الشريعة الإسلامية! ساء ما تفعلون يا نافع!
أحسب أن هذا الأمر يندرج ضمن ما يندرج في تحقيق مطلوبات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية لنهب ثروات الشعوب والأمم وهي راضية فرحة مضبوعة تدخل للمقصلة برجليها. لقد بلغ سوء رعاية الشؤون حدا لا يوصف ولا يحتمل، فهل من مخرج؟
نعم! كيف؟
بالجدية في التفكير والعمل للتغيير وترك العجز والكسل. فبين يدينا كتابٌ ينطق بالحق قرآنٌ عربيٌّ غير ذي عوج يهدي للتي هي أقوم، وسنة مطهرة لم تترك شيئا من الخير إلا ودلتنا إليه؛ فإن تمسكنا بهما فلن نضل أبدا. وقد عَلِمنا أن الرسول الكريم حين أنزل عليه الكتاب علَّمه لأصحابه وسعى لتطبيقه في كيان ودولة، وقد كان، فلنلزم غرزه ولْنَسِرْ على نهجه في إيجاد الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة نَفُزْ في الدارين. ولمثل هذا فليعمل العاملون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي