خبر وتعليق الرجال بفكرهم وعقيدتهم وليس بجمال أشكالهم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في خبر جاء في صحيفة الدستور الأردنية في 2015/1/26 أن "دراسة حديثة لعدد من أطباء التجميل أشارت إلى تفوق الرجال على النساء في ارتياد مراكز التجميل بنسبة وصلت إلى 51 % مقابل 49 % للنساء في عدد من مراكز التجميل في المملكة. وتبين الدراسة أن المقبلين على عمليات التجميل من كافة الفئات العمرية وترتفع بين الثلاثين والخمسين وأكثرهم من حملة الشهادات العلمية العليا. وتشير الدراسة إلى أن نسبة ممن يشكون من بعض التشوهات الخلقية وآثار الحوادث والحروق لا تتجاوز 20%."
التعليق:
عرف الأردن جراحات التجميل منذ عام 1979، لكن التركيز آنذاك كان على عمليات الترميم ومعالجة آثار الحروق والإصابات المختلفة، ولم تبدأ الجراحة لغرض التجميل إلا منذ سنوات قريبة، وحسب أرقام إحصائية رسمية فإن جراحة التجميل أصبحت تدر دخلا قوميا على الأردن بما يسمى السياحة العلاجية. وكان الإقبال على هذه الجراحة من قبل النساء أولاً، وشيئا فشيئا بدأ إقبال شرائح لا يستهان بها من الرجال أيضا حتى وصل إلى أن يزيد عددهم عن عدد النساء.
لقد طغى الفكر السطحي على الكثيرين في ظل هذا النظام الرأسمالي النفعي الذي نرزح تحته منذ زمن.. أصبحت الماديات هي السائدة وأصبح التركيز على الشكل مهمّا وكأن الشكل هو الذي يقيّم الإنسان ويظهره عن غيره، وانحدرت القيم والفكر بحيث أصبح ما يطلق عليهم لقب فنانين وعارضي أزياء وراقصين ولاعبين رياضيين قدوة لعدد من الشباب والفتيات الذين "يحلمون ويطمحون" أن يكونوا مثلهم يرفلون في الغنى والرفاهية والشهرة!! وساهم في هذا فضائيات وبرامج تافهة وموجَّهة لتدمير عقول شبابنا وحرفهم عن قضيتهم وعن التفكير فيما يعيشونه من ضنك وظلم وفساد وفقر وبطالة بسبب تحكم دول باقتصاد العالم وبثروات بلادهم نتيجة التبعية وعدم امتلاك القرار.. برامج هي تقليد للغرب جعلت شبابنا يحلمون بالثروة والمكانة والشهرة إن أصبحوا مثلهم ولبسوا لَبوسهم.. فزاد الطلب على عمليات التجميل التي يريدون أن يتمثلوا بها بهؤلاء الساقطين من متاع البشر..
ومن ناحية أخرى يريد غيرهم أن يحتفظوا بمظاهر شبابهم أكبر وقت ممكن فيلجأوا إلى تغطية علامات الزمن على وجوههم وأجسادهم لأنهم يعيشون في عالم نفعي مادي يثمَّن فيه الشخص بشكله وهندامه لا بفعله وأعماله.. يقيَّم بشكله الخارجي وليس بفكره ودينه وقيمه وفائدته لغيره.. ورحم الله أيام الرجال الرجال الذين كان وقوفهم يهز عروشا ويزلزل أفئدة وعقولا.. رجال كان هدفهم نيل رضا الله تعالى بأي وسيلة كلٌّ في مكانه ودوره.. لم يكن همُّهم شكلهم ولا مصلحتهم الخاصة ولا مقدار رصيدهم وعقاراتهم، بل مقدار ميزان أعمالهم عند رب العزة... لم يكن جمالهم وحجم أنوفهم ونعومة شعورهم هو هاجسهم الذي يقلقهم، بل دينهم وعقيدتهم وجهادهم لنشر الإسلام هو هاجسهم ومؤرقهم.. كانت ثقتهم بأنفسهم نابعة من ثقتهم بالله وحسن ظنهم به، ولم يكن مصدرها جمال شكل أو أناقة أو مالاً، اعتزوا بالإسلام فأعزهم الله به، ونحن اليوم ابتعدنا عن الإسلام فأذلنا الله.. جعل عددا من شبابنا يلهثون وراء الغرب بمفاهيمه وتقليعاته وقيمه المضلّلة، ويظن أن السعادة هي نيل أكبر عدد من المتع والملذات الزائلة، يرون المنكر ويفعلونه ويعيشون الذلة ويستمرئونها!! فلنعد للإسلام وتعاليمه وأحكامه وقيمه، ولنسمو بفكرنا ونفسيتنا لننال الخير في الدارين إن شاء الله.. نسأل الله لنا ولهم الهداية والسداد بإذنه تعالى..
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي