خبر وتعليق حرب ضروس من إعلام مأجور
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تداولت جلّ وسائل الإعلام التونسية السمعية والبصرية والمكتوبة وحتى الإلكترونية خبرا مفاده أنّ الشيخ حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة العريق، ورئيس هيئة التدريس به تم عزله بعد ارتكابه العديد من التجاوزات القانونية والأخلاقية بناء على قرار من الهيئة العلمية التي يترأسها الشيخ عمر اليحياوي النائب الثاني لمشيخة الزيتونة خلال ندوة صحفية عقدتها هذه الهيئة يوم الأربعاء الفارط بحضور عدد من المشايخ والطلبة.
كما أعلنت الهيئة عن قرارها تعليق الدروس بجامع الزيتونة طيلة عشرة أيام حتى إتمام الإجراءات الترتيبية الكفيلة بحسن سير الدروس.
التعليق:
إنّ الزيتونة مؤسسة تعليمية عريقة، وهي أوّل جامعة إسلامية في العالم الإسلامي، خرجّت العديد من علماء الأمة منهم على سبيل الذكر لا الحصر: محمد بن عرفة، وابن خلدون، وسالم بوحاجب، ومحمد الخضر حسين، ومحمد الطاهر بن عاشور...
وقد تم إغلاقها على يد عميل الإنجليز المقبور بورقيبة أخزاه الله في الدارين حتى يبعد الإسلام عن واقع الحياة، ويجفف المنابع الصافية، وينشر الثقافة الغربية التي اقتات من مزبلتها وتربى على أفكارها العقيمة. وبفضل من الله عز وجل، ثم بجهود المخلصين من أبناء هذه الأمة العريقة تم استئناف التعليم الزيتوني بعد الثورة، وفتحت الزيتونة أبوابها على مصاريعها لكل متعطش لثقافة الإسلام الراقية ومنابعه الصافية.
لكنّ أعداء الإسلام من العلمانيين والمتأسلمين ومن ورائهم الغرب الكافر أبَوْا إلاّ محاربة هذا التعليم الوليد في مهده الذي لم يكمل سنته الأولى ووصل حقدهم إلى حدّ إرسال القوة العامة حتى تُغلق المؤسسات التابعة لهذا التعليم، كما سلّطوا أبواقهم الإعلامية لترويج الشائعات وبثها في كل مكان، وإلصاق أبشع النعوت بالشيخ حسين العبيدي حفظه الله، كما تم توظيف شيوخ مطرودين وطلبة وطالبات في حربهم الشعواء وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية حتى يعود الجامع كما كان أيام المخلوع مجرد منبر للسلطة يسبح بحمدها، ويمجد بطولاتها الورقية، ويطبل لإنجازاتها الوهمية.
فكيف لإعلام يدّعي المهنية أن ينشر أخبارا زائفة وإشاعات مغرضة دون تحرٍّ أو تقصٍّ؟ خصوصا وأنّه اتضح بالمكشوف أنّ شيخ الجامع لم يُعزل من منصبه، وأنّ هذه الهيئة وهمية لا وجود لها وكذلك النائب الثاني الشيخ اليحياوي لا يملك أي صلاحية في وجود الشيخ العبيدي إلا بنص مكتوب منه. كما أنّ الدروس متواصلة كعادتها دون توقف أو تعطيل.
وكيف لإعلام يدّعي النزاهة والحياد أن لا يتصل بمشيخة الجامع ورئيس هيئة التدريس به، ويأخذ الخبر من مصدره الأصلي ويتثبت من صحة المعلومات التي تُروج؟
لكن هيهات، فهذا ديدن الإعلام المأجور الحاقد على الإسلام وأهله الذي لا يدع مناسبة إلا وروّج فيها الأكاذيب والشائعات، وبث فيها سمومه وحقده الدفين. فهو لا يحارب الشيخ العبيدي لشخصه بل لمشروعه الإسلامي، فهو يريد أن تبقى تونس علمانية متنصلة من تعاليم دينها الحنيف كما أراد لها بورقيبة ومن جاء بعده.
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنين إسلام - تونس