خبر وتعليق يوم لا ينفع نفط ولا إنجليز
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نقلت الجزيرة نت السبت 2015/01/24 خبرا بعنوان "المعزون بالملك عبد الله يتوافدون إلى الرياض"، جاء فيه:
"يستمر توافد الزعماء والسياسيين إلى العاصمة السعودية الرياض السبت لتقديم التعازي بوفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بينما تنتظر الرياض وصول المزيد من المعزين حتى يوم غد الأحد."
"وكان جثمان الملك السعودي الراحل ووري الثرى في مقبرة العود بالرياض الجمعة عقب أداء صلاة الجنازة بحضور الملك سلمان وعدد من قادة الدول العربية والإسلامية، كما توافد على قصر الحكم بالرياض الجمعة عدد من المواطنين لمبايعة الملك سلمان ملكا للبلاد، كما بايعوا الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد، والأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد".
التعليق:
ها هو الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية يوارى جثمانه تحت التراب بعد عمر مديد ومال وفير ومتع غير منقطعة ولذة ما بعدها لذة، ها هو يوارى تحت التراب آخذا معه قطعة من القماش لا غير، تاركا خلفه الأموال والقصور الفارهة والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث والأبناء. لم يستطع أخذ أي شيء معه إلى قبره سوى قطعة من القماش. فاعتبروا يا أولي الألباب!
إلا أنه قد أخذ معه عمله أيضا، وما أدراك ما عمله!! فقد حكم العباد والبلاد بنظام الكفر وأبعد الإسلام جملة وتفصيلا عن الحياة، وقد خدم أسياده الإنجليز طوال حياته، ومكنهم من سرقة ونهب أموال المسلمين طوال فترة حكمه، كما أنه مكنهم من إبقاء المسلمين بلا نظام إسلامي سديد يوحد كلمتهم ويجمع شملهم. أما عن الذي خلّفه وراءه، فقد ترك خلفه نظاما ملكيا يُحكم فيه بغير ما أنزل الله ليكون سيئة جارية له. فبئس الملك والحاكم وبئس القائد لأمته، الخائن لعهد الله وذمة رسوله.
فها هي فلسطين ترزح تحت احتلال الصهاينة منذ أن كان شابا يافعا في وزارة الدفاع، وما زالت فلسطين كذلك بعد حكمه وموته، لم يحرك لها جيشا ولم يحرك لأجلها ساكناً. كما احتُلّ العراق في عهده، ثم اندلعت ثورة الشام واستباح بشار للقضاء عليها كلَّ مقدس، والملك عبد الله لم يرفَّ له جفن لصرخات النساء وهن يستصرخنه، نعم فهو لم يسمع لأنه كان ميتا منذ زمن بعيد، فالأحياء هم من يسمعون.
وبدل أن يحرك الجيوش ويشد الهمم لنصرة المسلمين في فلسطين والعراق والشام وغيرها من الأماكن راح هذا الملك يستقبل الرؤساء الفارين إليه بعد أن اقتلعتهم شعوبهم من كراسيهم أمثال زين العابدين بن علي لا رده الله. وراح يرقص مع بوش الذي فتك بالعراق وأفغانستان.
أي عمل صالح تركت خلفك يا عبد الله؟ أي بلاد قد فُتحت في عهدك؟ وأي شعوب قد دخلت الإسلام بفضلك؟ هل انتفضت أنت يوما لنصرة دينك ونبيك وأمتك؟ الجواب لا، فاذهب فإنك في أمتنا الإسلامية مذموم، وإن لك ربّاً لا ينسى شيئا وسيقتص للمسلمين منك ومن أمثالك، ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾.
لن ينفعك يوم القيامة النفط ولا الإنجليز، ذلك يوم لا ينفع إلا من أتى الله بقلب سليم. أما الخائنون لعهود الله فلهم عذاب الله وحقوق المسلمين في رقابهم.
وإن وعد الله لنافذ لا محالة، وإن هذا الدين سينتصر على أعدائه وستعود الخلافة إلى ربوع الدنيا وسيقودها إمام يحب المسلمين ويحبه المسلمون، خليفة رسول الله، كم نحن في شوق إليك أيها الخليفة لاقتلاع هؤلاء الطغاة من كراسيهم، ولننطلق معك لعز الدنيا والآخرة.
هتف الفؤاد على حبيب قد رحل ارجع ففي أرواحنا الشوق اشتعل
ارجع أمير المؤمنين فأنت من سيعيد للإسلام نوراً قد أفل
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك