خبر وتعليق دفع الاقتتال يكون بالتوحد على مشروع الخلافة على منهاج النبوة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
اقتتال الفصائل المجاهدة في أرض الشام، ومحاولة الإصلاح بينها.
التعليق:
لن أقول أن الاقتتال بين الفصائل حرام؛ لأن ذلك بات يعرفه الصغير قبل الكبير، ولن أتحدث عن حرمة دم المسلم فقد أدركه كل من شهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله، وليس حديثي عن وجوب التصالح بين المتخاصمين فقد علمه القاصي والداني، إنما كلامي سينصب على السبب في مثل هذا الاقتتال وكيفية الإصلاح والحل؟
أما السبب فقد تكرر الاقتتال عدة مرات خلال أربع سنوات مضت من عمر الثورة، وكان واضحاً في كل مرة، كم يفرح النظام من هذا الاقتتال، بل قل كم كان الغرب فرحا بتحقيق بعضٍ من أهدافه، حيث إن الغرب الكافر ومنذ اللحظة الأولى من الثورة لم يدع وسيلة إلا وسلكها ليوقع بثورة الشام أو يحرف مسارها، ولا أدلّ على ذلك من سكوته على جرائم بشار أسد بل تمويله لها والإشراف عليها، هذا الغرب يتربص بنا الدوائر؛ فهو يحقق من هذا الاقتتال ما لا يحققه بكثير من الأعمال.
وعندما نرى هذا ندرك تماما أن عدونا الحقيقي هو خلف الإيقاع بثورة الشام، وهذا يحققه من خلال ربط بعض القادة به عن طريق المال السياسي، واختراق البعض الآخر، ومن ثم يوقع بينهم، وكما قيل فإذا عرف السبب بطل العجب، وأقول إذا عرفتم السبب فما عليكم إلا إزالته فهو الواجب، وهنا لا أخاطب الكتائب المقاتلة فحسب بل خطابي لكل أهل الشام الثائرين، لكل مسلم لا يرتضي سفك دماء المسلمين، ويبتغي العزة لهذه الأمة.
أما عن الإصلاح وفض النزاع فهو كما يعلم الجميع واجب، ورأينا كيف ينبري العديد في كل مرة ليَئِدِوا الفتنة قبل أن تكبر، لكن أقول هنا إن الواجب ليس فقط فض النزاع ووقف القتال فحسب، فإنه على أهميته لا بد من التنويه إلى أن الواجب هو وحدة الصف والكلمة، الواجب الذي يجب أن يسعى إليه أهل الشام الثائرين مع أبنائهم المخلصين لتوحيد الصفوف وجمع الكلمة، ولكن ليس أي جمع بل جمع وتوحيد على مشروع واضح مستنبط من الكتاب والسنة، هذا المشروع الذي يقدمه حزب التحرير، خلافة على منهاج النبوة، فهو كفيل وقادر على لمِّ شمل الأمة وليس الفصائل فحسب، بل هم والناس من حولهم بإذنه تعالى.
أيها الأهل في الشام: إن الأمانة المنوطة بكم لعظيمة وإن الأمة تنظر إليكم بعين المتشوق للنصر على أيديكم، فكونوا عند حسن ظن الأمة بكم وتحملوا مسؤوليتكم؛ فإنكم أهل لذلك إذا ما صدقتم الله ونصرتم دينه، كيف لا وأنتم من قال فيكم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «طوبى للشام» قالوا لم؟ قال: «إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا