مع الحديث الشريف باب فضل من يعول يتيما
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب فضل من يعول يتيما"
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثني أبي قال: سمعت سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى".
إن الثمن الذي بشر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لكافل اليتيم كبير جدا، إنه الجنة.
فكفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية. فأنْ تكفل يتيما في الدنيا يعني أن تدخل الجنة. ولكن كيف ذلك يا حبيبي يا رسول الله؟ وما معنى الكفالة؟
الكفالة هي الإعالة. أي أن تعيل إنسانا فترعاه كما ترعى أبناءك. فكافل اليتيم هو القيم بأمره ومصالحه، قال في النهاية: "الكافل هو القائم بأمر اليتيم المربي له".
وعلى ذلكفالجمعيات الخيرية لا ينطبق عليها لفظ (كافل اليتيم) لأنها جهة معنوية وليست شخصيةً حقيقيةً، فينطبق على هذه الجمعيات لفظ مساعدة اليتامى. وليست شخصاً حقيقياً يكفل اليتيم في أموره وفق أحكام الشرع، فلو أعطت يتيماً مساعدةً دون شروط مخلة بأحكام الشرع فإنه يجوز لليتيم أخذها من باب التبرع أو الهبة ونحوها.
أيها المسلمون:
حُقَّ لمن سمع هذا الحديث أن يعمل ليكون رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، فهذا عمل عظيم. فكم من أبناء المسلمين هذه الأيام فقدوا آباءهم؟ في فلسطين والعراق، في مصر والشام، في البوسنة والشيشان، وغيرها من بلاد المسلمين، فهناك الكثير من الأيتام يحتاجون لهذه الكفالة. بعد أن تداعى الغرب الكافر وأذنابه من الحكام المجرمين على المسلمين، فقتلوا وهجروا وسجنوا وشردوا أبناء الأمة. كم هؤلاء الأطفال يحتاجونكم؟! كم يحتاج هؤلاء لتكونوا آباءً لهم؟ ترعونهم كما ترعون أبناءكم، وكم سيكون الجزاء عظيما عند الله؟ "أنا وكافل اليتيم في الجنة".
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من هؤلاء.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم