خبر وتعليق الشرطة الفرنسية تستجوب طفلاً في الثامنة من عمره على إثر تعليقات حول الهجمات الإرهابية (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أكدّ مسؤول كبير في الشرطة، أن شرطة مدينة نيس قد استجوبت طفل في الثامنة من عمره يُشتبه في أنه قام بتعليقات تصب في الدفاع عن المسلّح الذي أودى بحياة 17 شخصاً في باريس وحولها هذا الشهر.
هذا وقد تضاربت الأخبار حول طبيعة هذه التصريحات التي أدلى بها الطفل، حيث تناقلت بعض التقارير ادّعاء الطفل بقوله "يجب علينا قتل جميع الفرنسيين".
اسمي أحمد، ولست شارلي - الشخصية الساخرة المتعلقة بالهجوم - هكذا عرّف الطفل عن نفسه، وبعد سؤاله ثلاث مرات من قبل المعلمة، عارض الصور الكاريكاتورية لتصويرها النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، وأكدّ وقوفه بجانب المهاجمين. هذا وقد سبب الطفل القلق لدى المدرسة عندما رفض الوقوف دقيقة صمت، حداداً على أرواح ضحايا الهجوم في باريس على صحيفة شارلي إيبدو، وتم استدعاء الطفل ووالده للاستجواب.
لقد طغت هذه الأقوال المفترضة على وسائل الإعلام في طول البلاد وعرضها، وكذلك شبكات التواصل "الاجتماعي"، وتساءلت حول هل تحولت رغبة فرنسا في مكافحة الإرهاب إلى هَوَسْ. ولقد تم استنكار استجواب الطفل من قِبل مراقبين فرنسيين ضد الرهاب من الإسلام ووصفوه بأنه "غير مقبول". منذ أحداث باريس قامت فرنسا بتطبيق قوانين صارمة ضدّ التحريض على الإرهاب، مما أشعل فتيل التوتر بين حرية التعبير عن الرأي والنظام العام.
التعليق:
لقد قدمت أحداث الهجوم على الصحيفة شارلي إيبدو الذريعة للحكومات الغربية لقمع الجاليات المسلمة كما كانوا يتمنّوْن لفترة طويلة. لم يعد يُنظر لحظر حرية التعبير عن الرأي عن المسلمين على أنه نِفاق، وإنما حماية للأمن الوطني.
لقد وُصفت الأفكار الأساسية للإسلام "بالتطرّف"، وأنه يجب على المسلمين إدخال إصلاحات على دينهم إن أرادوا العيش في دولة علمانية.
لقد تم تجريم التفكير الانتقادي الإسلامي، وأصبحت سياسات الحكومات الغربية مفضوحةً في تأمين الحماية للمطالبين في استهداف المسلمين، شباباً وشيباً، بحجة منع التطرّف. سوف تتم مراقبة المسلمين إذا قاموا بالاحتجاج على السياسات الغربية الخارجية، أو إذا أحسوا بوجوب تغيير سياسي أو أخلاقي، أو حتى إذا شككوا بمصداقية بعض الأخبار. لقد اختفى كلياً ذكر دعاوى الدمج، والتسامح، أو الاحترام.
إننا نرى حقيقة ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى ﴿وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ اليَهودُ وَلَا النّصارَى حَتّى تَتبِع مِلّتهمْ قُل إنّ هُدى اللهِ هُو الهُدى وَلَئِن اتّبعْتّ أهواءهُم بَعْدَ الذي جاءَكَ مِنَ العَلْمِ مَالكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍ وَلا نَصِير﴾ [البقرة: 120].
ينتظر المسلمين في أوروبا مستقبلٌ قاتمٌ في ظل استهدافهم بشكل فردي أو من وسائل الإعلام.
فلتكن الآية الكريمة نبراسا للمسلمين في الحفاظ على دينهم وأنفسهم ضدّ مخططات الأعداء الحاقدين حتى نكون من المفلحين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن