خبر وتعليق نساء يبحثن عن حقيبة في ملجأ النساء المشردات في كندا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في اتصال هاتفي مع راديو السي بي سي الكندي، تقدمت إدارة ملجأ النساء بطلب للتبرع بمجموعة حقائب فارغة تعطى للنساء المشردات ليتمكن من تخزين مقتنياتهن البسيطة التي هي كل ما بقي لهن بعد أن خرجن من منازلهن إلى الملجأ بعد معاملة وصفتها إحداهن بأنها كما لو كانت "زبالة"، وجدير بالذكر أن مثل هذا الملجأ يؤوي إلى جانب النساء المشردات، أطفالا شردتهم عائلاتهم وقذفت بهم في سن المراهقة خارج البيوت.
التعليق:
تشير الإحصائيات إلى تعرض حوالي أربعة ملايين امرأة في الولايات المتحدة في كل سنة للضرب في بيوتهن كما في دراسة بعنوان: (المرأة والعنف، مرافعة أمام لجنة الحقوق لمجلس الشيوخ الأمريكي في 1990) وفي دراسة أخرى وجدوا أن امرأة تضرب من قبل زوجها كل خمس عشرة ثانية في الولايات المتحدة (تقرير حول الجريمة مقدم للجنة التحقيقات الفيدرالية في 1991) وفي دراسة أخرى وجدوا أن امرأة من كل أربع نساء تتعرض للضرب والعنف في المنزل في حياتها في الولايات المتحدة.
ونتيجة لهذا العنف تتلقى حوالي 2.2 مليون امرأة العلاج نتيجة للاعتداء عليهن، وتقارب تكلفة علاجهن نتيجة هذا العنف مبلغ الستة مليارات دولار سنويا.
تخرج نسبة كبيرة من هؤلاء النسوة من بيوتهن إلى الملاجئ بلا حقيبة، بلا مقتنيات، ويسمح لهن بالبقاء في الملجأ من شهر إلى ثلاثة شهور كحد أقصى، ولكنهن بعد هذا يجدن أنهن لا يستطعن مواجهة المجتمع والحياة، فالدولة لا ترعى شئونهن إلا من خلال برامج لا ترتقي بهن عن مستوى الفقر، ففي دراسة عن واقع النساء في مثل هذه الحالة لمدينة شيكاغو الأمريكية وجدوا أن أكثر من خمسين بالمائة من النساء اللواتي يتلقين المساعدات يبقين تحت مستوى الفقر، بل إنهن لا يجدن مكانا للعيش ضمن إمكاناتهن الضئيلة والمساعدات البسيطة التي تقدم لهن، فلا يستطعن إيجاد مأوى، وتقول الدراسة بأن مثل هؤلاء النساء حتى وإن كان معهن أطفالهن سينتهي بهن المطاف في الشوارع، وقد وجدت دراسة أجريت في العام 2000 أن نصف الحالات التي تسمى بعديمة المأوى، أي المشردين في الشوارع، تعود بسببها للعنف الأسري، فتنتهي النساء في الشوارع بلا مأوى.
وتزداد مآسي النساء في ظل النظام الرأسمالي الأمريكي إذا علمنا أن نسبة كبيرة من هؤلاء ما هن إلا فتيات في سن المراهقة، أصبحن أمهات لديهن أطفال وتشردن بهذه الطريقة البشعة.
هذه هي ثمرة من ثمرات الحضارة الغربية، وهذه هي ثمرة من ثمار المساواة بين المرأة والرجل التي يروج لها العالم الغربي، وهذا مثال صارخ على أن الدول في العالم الرأسمالي ليست دولا رعوية، وإنما هي دول جباية، وهذه هي قيمة الإنسان لديهم.
فواضح هنا أن الرجل الغربي الفارغ من أي قيم وأي مفاهيم عن الحياة أصبح يعتدي على المرأة بأسوأ الأشكال دون أن تمثل هذه مشكلة لديه وممكن أن يرمي فلذة كبده إلى المجهول دون أن يرمش له طرف. وهذه ثمرة عفنة من ثمار الحضارة الغربية الخبيثة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مالك سلامة - كندا