خبر وتعليق نعم؛ إن من يدعو لمدنية الدولة فهو يناهض الخلافة نظام الحكم في الإسلام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
قال الدكتور عبد العاطي أحمد محمد، أستاذ العلوم السياسية أن الإمام محمد عبده، قاد حركة تنويرية كبيرة نحو المواطنة والمدنية، وربما لم تكن بنفس الكيفية التي تناقش بها هذه القضية في عصرنا الحالي، وإنما كان ينادي بالسلطة المدنية مناهضا لفكرة الخلافة، ونادى بالحرية والشورى واحترام دولة القانون. وتابع بأن أكبر جرم ارتكبه الإمام في حق نفسه أنه لم يخلق لمدرسته التنورية ذراعًا سياسية تنتهج فكراً مستنيراً نحو مدنية الدولة، وطالب بأنه يجب أن نفرق بين الدين والفكر الديني المعتمدة على اجتهادات وتفسيرات البشر للمعاملات الدينية، كما ينبغي على الدولة المدنية أن تحترم صحيح الدين ودوره في تقويم النفس الإنسانية. جاء هذا خلال ندوة "الإمام محمد عبده.. المواطنة والدولة المدنية"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب .[بوابة فيتو 2015/1/31م]
التعليق:
1- لقد قاد محمد عبده بالفعل حركة كبيرة ليرسخ في الأمة مفاهيم غربية بعيدة كل البعد عن الإسلام، ومن التضليل أن يطلق عليها حركة تنويرية، فقد كانت فكرة الوطن والوطنية من الأفكار المنحطة التي نهى عنها الإسلام باعتبارها نتنة لا يصح أن تربط الإنسان بالإنسان إذا أراد أن يسير في طريق النهوض، وكانت معول هدم استعمله الغرب لهدم الدولة الإسلامية وتفتيت الأمة واستبدال الرابطة الوطنية التي تربط الإنسان بالأرض والتراب برابطة المبدأ، وتجعل المسلم غريبا في بلاده وبين أبناء أمته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل على عصبية أو دعا إلى عصبية فمات عليها فميتته جاهلية».
2- غريب عجيب أن يرى الدكتور في مناهضة الشيخ محمد عبده للخلافة من خلال مناداته بالدولة المدنية أمرا جديرا بالمدح، والأغرب أن يعتبر أن عدم تأسيس الشيخ محمد عبده لحركة سياسية تنتهج ما أسماه بفكر مستنير نحو مدنية الدولة جريمة لا تغتفر. إذ إن جريمته في حق الأمة تفوق ذلك بكثير؛ فقد كان رأس الحربة للإنجليز في مصر ورجل اللورد كرومر ورائد ما أسموه بزعماء الإصلاح في مصر الذين قادوا عملية التغريب والتي تجاوزوا بها عملية التوفيق بين الحضارة الغربية والإسلام إلى ما هو أشد خطرا منها ابتغاء أن تقبل الأمة أفكار الغرب ومفاهيمه ويستبدلها بأحكام الإسلام التي أنزلت من عند حكيم خبير.
3- يريد الدكتور إمعانا في التضليل التفريق بين الدين والفكر الديني المعتمدة على اجتهادات وتفسيرات البشر للمعاملات الدينية ليبرر لنفسه ولمن يريدون إقصاء الدين عن واقع الحياة، ليبيح لنفسه ولهم إعمال سكينهم في ذبح الدين وحشره في زاوية الأخلاق والعبادات ليصنعوا إسلاما كهنوتيا لا يختلف كثيرا عن النصرانية التي أقصيت تماما عن الحياة وأفسحت المجال للرأسمالية المنحطة لتذيق البشر وبال أمرهم وتسقطهم صرعى في معركة التنافس على المغانم والمنافع والمتع الجسدية. وما كان للإسلام وعقيدته العقلية التي ينبثق عنها نظام ينظم كل شئون الحياة أن يكون كالنصرانية المحرفة، فهو الدين الخاتم والرسالة العالمية التي جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.
4- ستظل فكرة الخلافة مشروع الأمة العظيم عصية على الكسر والتشويه، برغم السهام المسمومة التي توجه لها صباح مساء من قبل أعداء الأمة وأذنابهم في بلاد المسلمين، ولسوف يبزغ نورها على الدنيا عما قريب لتخرس كل الألسنة التي أرادت أن تُفرغها من مضمونها وتقطعها عن النصوص الشرعية في دين رب العالمين، دين الإسلام العظيم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر