الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

تلخيص كتاب سرعة البديهة- الحلْقةُ الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الذكاء وسرعة البديهة


الذكاء وإن احتاج إلى تعريف، ولكنه مثل كلمة سرعة البديهة، فإنه قد يكون من النوع الذي يحتاج إلى ‏تعريف، وقد يكون من النوع الآلي. وجعله كله من النوع الآلي أفضل، وإن كان يستحسن تعريفه لأنه قد ‏يكون مفيداً. لهذا فإننا ولو عرفنا الذكاء، ولكننا نبقى عند حد كونه آلياً، وأكثر الناس يميزون الذكي من ‏غير الذكي.‏


والذكاء هو سرعة الإحساس وسرعة الربط. فالعقل هو نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحس، ومعلومات ‏سابقة تفسر هذا الواقع. فسرعة الحس تعني سرعة نقل الواقع إلى الدماغ، والمعلومات السابقة تعني الربط، ‏وعلى هذا فالذكاء هو سرعة البديهة. لهذا فلا حاجة لعلاج بالغي الذكاء. فيبقى العلاج لباقي الناس أي ‏لعامة الناس وأكثر الناس، وهؤلاء لديهم الذكاء الكافي لسرعة البديهة، والأمر معهم يحتاج إلى علاج، ‏وعلاج سرعة البديهة يعالج سرعة الإحساس وسرعة الربط، فوجود الذكاء من حيث هو ضروري لإيجاد ‏سرعة البديهة، وانعدام الذكاء ينعدم معه العمل لإيجاد سرعة البديهة. ‏


والذين يطلب إليهم في العلاج أن يكونوا سريعي البديهة، والذين يدربون على سرعة البديهة بالأسئلة، كل ‏منهم لديه ذكاء، فيستعمل هذا الذكاء في العلاج، إما باستعمال الشخص نفسه لذكائه، أو بجعل الأسئلة ‏التي تلقى على الشخص من النوع الذي يمس الذكاء. والحقيقة أنه في كلا الحالين يكون الشخص نفسه ‏استعمل ذكاءه، إلا أنه قد يستعمل هذا الذكاء دون مؤشر أو مؤثر، وقد يستعمله بمؤشر أو مؤثر. ‏واستعمال الذكاء هو الأساس في سرعة البديهة.‏


كيف يمكن استعمال الذكاء؟ الجواب عليه هو لما كان الذكاء هو سرعة الإحساس وسرعة الربط، فالخطوة ‏الأولى نحو استعمال الذكاء، ألا وهو الإحساس، وسرعة هذا الإحساس إنما تأتي من الانتباه إلى الشيء ‏المحس. أما سرعة الربط، آتية من استعمالك لمعلوماتك السابقة، فسرعة الإحساس التي جاءت من الانتباه ‏هي السبب في إيجاد الربط، وبالتالي سرعة الربط.‏

 


‏ قد يقال أن الخطر هو الذي يسرّع بالربط، والجواب على ذلك هو أن الخطر يدفع للإجراء الذي ينبغي ‏أن تتخذه وليس دافعاً لسرعة الربط، فالإسراع في الربط سببه أن الواقع الذي أمامك يحملك على الربط، ‏وهذا هو الذي أوجد الإسراع. ولذلك يقال أن سرعة البديهة هي استعمال الذكاء أو هي نتيجة ‏لاستعمال الذكاء.‏


إن المفاجآت لا بد من اتخاذ إجراء تجاهها، وهذا الإجراء يتوقف نفعه أو ضرره، أو مجيئه في وقته ومحله، أو ‏تأخيره عن وقته ومحله، على واقعه، فلأجل تصحيح هذا الإجراء وجعله إجراء سليماً كان لا بد من إيجاد ‏سرعة البديهة.‏


‏ سرعة البديهة لدى الناس تختلف باختلاف ما لديهم من ذكاء قوة وضعفاً، بل يختلف إيجاد سرعة ‏البديهة لديهم باختلاف ما يتمتعون به من ذكاء، فالذكاء هو الأصل، ولكن نفس الإجراء وإن كان ‏الدافع إليه هو سرعة البديهة، أو استعمال الذكاء، فإنه بحاجة ماسة إلى الذكاء، فكما أنه ضروري في ‏سرعة البديهة (وضروري في استعمال الذكاء) فكذلك هو ضروري في اتخاذ الإجراء. ‏

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع