خبر وتعليق على المسلمين أن يتوحدوا في مواجهة الاستخبارات المتطرفة (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
مقاتل "الدولة الإسلامية" الملثم والمعروف باسم "جهادي جون"، الذي تم تصويره في أشرطة فيديو قطع رؤوس رهائن غربيين، تم كشف هويته. هو "محمد أموازي"، بريطاني كويتي المولد في منتصف العشرينات من عمره، من غرب لندن، والذي كان معروفا في السابق لأجهزة المخابرات البريطانية. رفضت الشرطة البريطانية التعليق، نقلا عن التحقيقات الجارية ظهر "أموازي" لأول مرة في شريط فيديو في آب/أغسطس الماضي، فيما يبدو أنه قتل الصحفي الأمريكي "جيمس فولي". وكان يعتقد أنه في وقت لاحق تم تصويره في أشرطة فيديو تظهر قطع رؤوس كل من الصحفي الأمريكي "ستيفن سوتلوف" وموظف الإغاثة البريطانية "ديفيد هاينز"، وسائق سيارة الأجرة البريطاني "آلان هينينج" وعامل الإغاثة الأمريكي "عبد الرحمن كاسيغ". المعروف أيضا باسم بطرس. (المصدر: بي بي سي 2015/2/26)
التعليق:
منذ عام 2001 حوّلت السلطات البريطانية الأضواء بشكل ممنهج بعيدا عن سياستها الخارجية وأجهزتها الأمنية من خلال إلقاء اللوم على المسلمين فقط في ما يخص العنف في الداخل والخارج. ويُزعم أن "محمد أموازي" هو "الجهادي جون" كما يسمونه وهو ما لم يثبت. ونحن كمسلمين يجب علينا اتباع الشريعة الإسلامية في هذا الأمر، والذي يتطلب إثبات هوية شخص وأعماله بشهادة شهود، قبل إصدار الحكم عليه. كان أموازي شابا معروفا لـ"كايج" وهي منظمة مستقلة تعمل لتمكين المجتمعات المحلية المتأثرة بالحرب على الإرهاب. كان محبوبا كثيرا ومعروف أنه كان لطيفا، طيبا، وشابا تقيّا، بآداب متميزة وأخلاق إسلامية. كان أيضا متعلما، وحصل على وظيفة جيدة وكان من المقرر أن يتزوج.
رسائل البريد الإلكتروني بين أموازي ومحامي "كايج"، تثبت أنه تمت مضايقته من قبل الأجهزة الأمنية، بينما كان يعيش في بريطانيا وكذلك أثناء رحلته إلى تنزانيا، وكان الضغط والتهديد من أجل أن يعمل مُخبرا للأجهزة الاستخباراتية البريطانية. وقد أصبحت هذه التجربة مشتركة للعديد من المسلمين في بريطانيا خلال السنوات العشر الماضية. وكان أداة ضرورية لقصة "الحزام الناقل للإرهاب"، ما يجعل الإنسان يخشى على حياته، فإنه يتيح عمليات التمويه ويستخدم كأسلوب لترويج الخوف في أوساط المسلمين بغية إخضاع النشاط الإسلامي وقصد توجيهه بعيدا عن قضايا الدولة والسياسة الخارجية، نحو أشكال مقبولة من العمل الإسلامي مثل العبادات الفردية والأخلاق. ومن المعروف أن مثل هذا الضغط من أجهزة الاستخبارات قد أثرت في "مايكل اديبولاخو" مهاجم وولويش، وقد كان هذا السبب الرئيسي لاستبعاده من لائحة المتهمين بالإرهاب، بعيدا عن الأسباب المعتادة من فقر وانعدام تعليم... وغير ذلك.
منذ رحيل محمد أموزاي من بريطانيا بقي مكان وجوده مجهولا. بغض النظر عما إذا كان هو في الواقع المنفذ المفترض "الجهادي جون"، تظل الحقيقة أن أموازي والعديد من الإخوة والأخوات الآخرين تتم مضايقتهم وتهديدهم يوميا من قبل الأجهزة الأمنية. وتظهر التهديدات في مدارس أطفالهم ومتابعتهم في البقالة وبالطبع مداهمة منازلهم من دون سبب، مما يجعل حياتهم مستحيلة وتركهم بدون وسيلة قانونية لمعالجة وضعهم. في خطاب توني بلير "تغيير وظائف الهدف" سيئ السمعة قبل نحو ثماني سنوات، مكّن "الضحايا التقديرية"، مما سمح لعملاء الاستخبارات بتفسير رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية كما أرادوا، لاعتبار الحضور في مظاهرات كأعمال متطرفة، وتسمية الأفكار والمبادئ الإسلامية الأساسية، مثل الجهاد في سبيل الله، الخلافة ومفهوم الأمة كأفكار متطرفة.
ثقافة الإيذاء تنتشر بشكل عميق في بريطانيا إلى درجة وجود مجتمعات بأكملها لم يعد بإمكانها الوصول إلى الإجراءات القانونية الواجبة، جراء أعمال الأجهزة الأمنية الخارجة عن القانون. كما تم منع الأفراد من السفر ووُضعوا تحت الإقامة الجبرية وواجهوا أسوأ حالات التعذيب والقتل، وفق أهواء رجال الأمن على ما يبدو.
الآن، سوف يعزز مشروع القانون الذي مرّ أخيرا حول الأمن ومكافحة الإرهاب، استراتيجية الوقاية حيث لن يسمح فقط بل سيضمن لمعلمي المدارس والأطباء والمحاضرين وموظفي المطارات وأي شخص آخر لتقييم "التطرف" حسب ما يراه، سواء أكان ذلك الرأي الشخصي لمسلم أو لباسه أو طول لحيته. وقد حدث هذا بالفعل لمجرد إشارة طالب ذي أربع عشرة سنة للعصر الذهبي للإسلام. سيثبت مشروع قانون الأمن ومكافحة الإرهاب أنه الأكثر خطورة منذ خمسينات القرن الماضي "الماكارثية" وسوف يحدث تغييرا جذريا في طبيعة الحريات بالنسبة للمسلمين، في الحرم الجامعي وحتى في المنزل.
من المرجح أن "ترفع" الاستخبارات مستويات التهديدات الوهمية من أجل الاستمرار في تشويه سمعة الإسلام وزيادة التدخل العسكري في العالم الإسلامي والخدمات المخابراتية. لكن التأثير المضاد لهذه الاستراتيجية المتكررة يغذّي دعوات مجموعات قتالية معينة للانتقام، كما هو حال تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي لم يعرب عن رغبته في ضرب المصالح البريطانية حتى حملة قصف التحالف في سوريا والعراق.
المسلمون في الغرب، هم في بداية النهاية لمواجهة بعض ما واجهت الأمة عالميا لعقود من الزمن. حيث إن الحديث ضد الحكام العملاء والممارسات والقوانين غير الإسلامية أدى إلى تشويه السمعة والسجن والتعذيب. والواجب هو الصمود في وجه الضغوطات لتشكيل الإسلام كما يريدون، للوقوف إلى جانب المؤمنين، ولعدم تقديم التنازلات في ديننا ومعتقداتنا وممارساتنا وقيمنا، والاستمرار في الدعوة والعمل من أجل عودة النظام الوحيد القادر على تأمين الحقوق والمساواة بين البشر والعدل... الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن