- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تحمله الراية من معاني العقيدة والوحدة والنظام الإسلامي
أسقطته الأعلام الوطنية، فلا ترفعوها
ما قبل سقوط الخلافة يمكن أن تعبر عنه راية رسول الله ﷺ من نظام ودولة ووحدة. وما بعد سقوطها تعبر عنه الأعلام الوطنية من تقسيم وعلمانية واقتتال وعمالة حكام واستعمار والحال كما ترون.
مصيبة هذه الأعلام ومصيبة الحكام ومصيبة العلمانية ومصيبة الحدود بين المسلمين لا يحتاج إلى تفكير عميق حتى يُدرك بل ينطق به الواقع.
هذه الأعلام تمثل الوطن وهو مقدس لدى الأنظمة كما أن العلم مقدس. ومَن لا يؤدي تحية العلم فهو خائن عندهم ومن يمس وحدة الوطن فهو خائن أيضًا ينطبق عليه أحد بنود الدستور العلماني بأنه ارتكب الخيانة العظمى ويُقتل. ومع تحية العلم هناك النشيد الوطني وفيه تمجيد للوطن مما أدى إلى مقولتهم المغلوطة "حب الوطن من الإيمان". وهكذا عاشت أجيال ولا زالت من جيش وشرطة وتلاميذ ووحدات أمنية. مع أن هذا كله محرم شرعًا إذ هو محافظة على التقسيم الاستعماري ودعوة إلى عصبية ورابطة ضيقة منخفضة أدت في كثير من الأحيان إلى تسهيل الاقتتال بين المسلمين.
يقولون إنه علم الاستقلال، لكن الكل يعلم الآن أن الاستعمار هو الذي قسم بلاد المسلمين بعدما أزال ما يوحدها وحدد العلم وحدد الدستور وعلمانية الدولة، بل الكل يعلم أيضًا أن الاستعمار لم يخرج. ومن هنا فإن التمسك بالعلم الوطني هو تمسك بالاستعمار. ورفع العلم الوطني هو إقرار بالتقسيم وهذا محرم شرعًا. والمضحك المبكي هو رفع هذا العلم والمطالبة بوحدة المسلمين عند البعض في نفس الوقت.
وهل يوجد حاكم وطني فعلًا مع نبذنا للوطنية؟ بين الحكام والاستعمار اتفاق بموجبه يضمن الاستعمار بقاء الحاكم في كرسيه مقابل أن يمكِّن الحاكمُ المستعمرَ من خيرات البلد والامتيازات العسكرية أو حتى وضع قسم من جيش الوطن تحت إمرته. وهل تدافع الجيوش عن الوطن والمواطنين أم هي سيف مسلول بيد الحاكم على هذا المواطن إن أراد الخروج من هذا القالب الاستعماري؟
وفي إطار محاربة الإسلام ربطت هذه الأوطان تاريخ الوطن بما قبل الإسلام. فتاريخ تونس مثلًا رُبط بالقرطاجيين وتاريخ مصر رُبط بالفراعنة وطُمست فترة الحكم بالإسلام.
وفي ثنايا هذه الثورات إذا رفع المتظاهرون الأعلام الوطنية فرح العلمانيون والحكام ووسطهم السياسي وفرح من خلفهم الغرب. وإذا رُفعت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله غضبوا جميعًا وأصابهم مس من الجن وحركوا آلياتهم الحربية وجندوا إعلامهم وعلماء السلاطين ليشنوا حربًا على من رفع راية العقاب راية الإسلام ودولة الإسلام واصفين إياهم بالتطرف والإرهاب. وقد رُفعت راية العقاب في كل الثورات وفي كل التظاهرات ولكنها لم تكن هي الغالبة إلا في ثورة الشام التي سرعان ما تفطن أهلها إلى حقيقة العلم الوطني وما يرمز إليه فتخلوا عنه ورفعوا راية الرسول ﷺ بشكل دائم مع هتافات سيخلدها التاريخ من مثل "هي لله" و "قائدنا للأبد سيدنا محمد". وهنا تحالف الغرب والشرق وحكام الأوطان لحرق الشام حتى هتف أهلها بما يعبر حقيقةً عن واقعهم "ما لنا غيرك يا الله".
ومما يدل على أهمية الراية ودلالتها تجري الآن محاولة لإدخال راية "استقلال سوريا" ليرفعها الثوار مكان راية رسول الله تمهيدًا لدخول الائتلاف بوجه علماني، وهنا نذكر الثوار بتضحياتهم الغالية ونشد على أيديهم ناصحين ومخلصين النصح بأن رضا الله مرتبط برفع راية نبيه وأن كل النصر والخير فيها والهدف والغاية هو في رمزيتها والعدو يعرف ذلك جيدًا. ثبتكم الله ونصركم ومكنكم من أعدائكم ويسر قيام دولة الإسلام دولة الخلافة على منهاج النبوة على أيديكم وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي