رسالة إلى المسلمين في سجون الظالمين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيراً، الله أكبر.
اللهم لا راد لفضلك، اللهم أنت تحكم لا معقب لحكمك، يا من تجير ولا يجار عليه، اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك، فعاملنا بالإحسان، فالإحسان منك وإليك، يا فارج الكرب العظام يا الله فرج كرب المسلمين.
في هذا الرمضان الكريم الحبيب أوجه رسالة إلى الأخوة الأحباء القابعين في سجون الظالمين أقول لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم بلغهم منا السلام يا الله واجعل السلام يحل عليهم فرجا قريبا بإذنك.
يا من سرتم سير الصديق يوسف عليه السلام الذي توعدوه بالسجن { قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ* فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} يوسف
اللهم إن ندعوك في هذا الرمضان العظيم وفي هذه الليال المباركة أن تجعل لإخواننا في السجون دعوة تستجيب فيها لنا يا رب العالمين فتصرف عنهم كيد الظالمين.
إلى الأخوة في سجون سوريا وفي سجون تركيا وفي سجون فلسطين وفي سجون العراق وفي سجون السلطة الظالمة.
إلى الأخوة الأحباء في غوانتانمو في سجون الظالمين الصليبيين الحاقدين، إلى الأخوة في سجون تركستان الشرقية، في أوزبكستان، في كل الدنيا، إلى الأخوات الكريمات التائبات العزيزات الرحيمات في سجون فلسطين وفي سجون العراق وفي سجون السلطة الظالمة، بارك الله فيكن وجزاكن الله عن المسلمين خيراً، وفرج الله كربتكن وجعل الله لنا بأسا ويوما ننتقم فيه لكن، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لكم في رمضان وأن يجعل الله لكم مخرجا وأن يجعل الله لكم سلطاناً.
ولكم أيها الأخوة الأحبة في سيرة شعيب عليه السلام عبرة لعل الله سبحانه وتعالى يخفف فيها عنكم، {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ * وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ* وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ }الأعراف.
تلك هي نهاية الظالمين وذلك جزاؤهم والعاقبة لهم خسرانا وخزياً في الدنيا والآخرة، يا من أبيتم أن تكونوا من ملة الظالمين فتبرأتم منهم فزجوا بكم في السجون ومارسوا عليكم كل أنواع الظلم والظلام وكنتم مشاعل النور وشهداء حق في سيرة الصالحين الذين يريدون أن يعيدوا حكم الإسلام إلى الأرض، يريدون أن يستظلوا بظل الخلافة ففدوها بالنفيس والغالي فأزهق الظالمون صحتكم واشتد عليكم بأسهم فكنتم من الصابرين المحتسبين، لم تفكروا ولا لوهلة أن تعطوا للظالمين فرصة واحدة يأملون فيها أن يبقوا جاثمين على صدور المسلمين فسيكون لكم الفوز بإذن الله والنجاح والفلاج والنجاة بإذن الله سبحانه وتعالى.
اللهم يا رب خذ حاجتك من شباب حزب التحرير ومن شباب الإسلام ومن أمة الإسلام صبراً على البلاء، خذ حاجتك يا الله حتى تعرف وأنت علام الغيوب أننا نحن رجالك وأننا نحن جندك الذين سينتصرون لدعوتك وسنكون بعهدك موفون ولأماناتنا راعون فلن نحكم بإذن الله بغير شرعك ولن ندين بالولاء لغيرك ولن نحكم إلا كتابك وسنة رسولك وما أمرتنا به يا رب العالمين.
اللهم اجعل هذه الكربة وهذا الصبر فرجا علينا وعلى أخواننا وأخواتنا في السجون، كن لهم مغيثا يا الله.
اللهم هذه رسالتنا إليهم في هذا الشهر العظيم الكريم الذي نرجو فيه منك والرجاء منك فلاح والطاعة لك نجاة يا رب العالمين أن تجعل لنا مخرجا وأن تجعل لنا سلطانا، رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
اللهم يا رب العالمين وحكم فينا كتابك وسنة نبيك وعجل لنا بخليفة رجلاً مسلماً لك من الطائعين وعلى البلاء لك من المحتسبين ولجنتك من الراغبين ومن عذابك وحرامك من الفارين وعن كل ذنب لك من التائبين، اللهم أبدلنا من بعد خوفنا أمنا، اللهم تقبل منا في هذا الشهر العظيم واجعله شهر فرج على أخواننا في سجون الظالمين في كل بلاد المسلمين، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا ودعاؤنا إليك واجعل البركة في حمل دعوتنا حتى نكون من الفالحين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأستاذ أبي النعمان