رسالة المرأة المسلمة في العيد
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تقبل الله منا ومنكم الطاعات. وكلُّ عام وأنتم بخير.. ويطيب اللقاء بكم في عيد الفطر المبارك ،،
بالأمس القريب ، أطل علينا شهرُ رمضانَ محمَّلاً بعبيرِ الطاعةِ وأريجِ القرآن، ومُحفِّزاً لِهِمَمِ المسلمين نحو المسارعةِ في الخيرات، من صيامٍ وقيامٍ وذِكرٍ وإطعامٍ للفقراءِ والمساكين، وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، وعملٍ لإعزازِ دين الله.
ولكن ما أسرعَ الأيام تنقضي كلمح البصر ، فها هو رمضانُ لملم أوراقَه وفارقنا واطل علينا هلالُ شهر شوال مرة أخرى،وحالُنا كما هو منذ سنوات طوال ، حالُ أمة غير الأمة التي كان يعرفها هذا الشهر أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأيامَ الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين، والتابعين طيلة عهود الدولة الإسلامية العزيزة الكريمة، حيث كان يهل عليهم بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، هلال خير ورشد وبركة، ولكنه يهل علينا اليوم مثلما مر لأكثر من ثمانية وثمانين عاماً منذ هدم الخلافة فنرى الخوف والخطر وغياب حكم الإسلام، وضياع الرشد وقلة البركة.
يطل علينا هلالُ شوال بعد مضيّ هلال رمضان ،، ليرانا للقرآن هاجرين، ولسنة نبينا عليه السلام غير مطبقين، ولسنة الخلفاء الراشدين المهديين مبدلين. يطل علينا ليرانا متفرقين ممزقين، تتنازعنا الأهواء الوطنية والقومية والنفعية والرأسمالية، وتعصف بنا إمرة السفهاء في نحو ستين دويلة مسخ لا تملك من مقومات السيادة شيئاً يذكر، حكامٌ رويبضات في قضايا أمتهم مفرطون، وعلى شعوبهم متآمرون.
يهل علينا بعد أن أطل على السابقين أكثر من ألف مرة وهم للدنيا سادة، وللعالم قادة، وفي كل مجال سراة مبدعون ومتفوقون، وفي دولة واحدة متحدون، وتحت إمرة أمير واحد كالبنيان المرصوص في سبيل الله مقاتلون.
يطل ليرى بلادنا محتلة، ومقدساتنا مغتصبة مدنسة، وشعوبنا مفرقة، وأبناءنا تائهة ضائعة، وثرواتنا مبددة، وقد غرز الكفر في أجسادنا أنيابه، واستفحل نفوذه وعظمت سيطرته.
يطل علينا ليرى جيوش المسلمين قد أصبحت حامية للثعالب التي تمكر بنا، وحارسة على مصالح الغرب فينا. يطل علينا ونحن في إثبات رؤيته مختلفون، وفي صيامنا وفطرنا مشتتون متفرقون.
يطل علينا ومشاكلنا كثيرة كثيرة، والعديد من بيوتنا مفكَّكة، والأزواج فيها متنافرة، والأبناء للآباء والأمهات عاقة، وحوادث البيوت والطرقات وحوادث القتل والسرقة متزايدة. والفقر والحاجة منتشرة ،،كيف لا ؟ وأنظمة الغاب تَحكم بيننا، بل وأصبح تقليد الكفار رقياً وتمدناً !
فللمسلمين في كل مكان أقول بل أصرخ ،،،،
أيروق لكم وضع المسلمين في كل مكان ؟!!
كيف يطيب لكم الاحتفال بمباهج العيد وصرخات المسلمات الأحرار تعلو طالبة نخوة المعتصم ؟!
كيف يحلو لكم الغناء والنشيد وأنات الثكالى والأطفالُ تصم الآذان ؟!
كيف تنعمون في بيوتكم وقصوركم وإخوانكم المسلمون لا يجدون ما يستترون به من حر الصيف وبرد الشتاء ؟!
كيف تأكلون ما لذ وطاب وآلاف الفقراء في بلاد المسلمين يبحثون في القمامة ما يسد جوعهم وثروات بلادهم نهب للغرب والحكام ؟!
كيف تحتفلون واخواتكن المسلمات العفيفات ملاحقاتٌ في حجابهن والتزامهن ؟!
كيف يطيب لكم التنزه والرحلات والكاسيات العاريات والاختلاط منتشر في كل مكان ؟!
كيف يحلو لكم العيش والفساد والظلم والربا وأُكل الأموال بالباطل أصبح عادياً بين الناس !!
أيعجبكم حالُكم وأنتم غثاء كغثاء السيل ؟!
بالله عليكم كيف ترضون ؟!!
بالله عليكم كيف تسكتون ؟!!
لا تقولوا لسنا بساكتين !!
لا تقولوا لسنا بموافقين !!
فمن لا يعمل لإزالة كل هذا هو صامت ،، ساكت ،، موافق !!
الا فتتفيقوا من سباتكم قبل فوات الأوان !!
ألا فلترجعوا إلى طريق الحق البيّن !!
ألا فلتلتفوا حول العاملين لإعادة تحكيم شرع الله بدل شرع البشر ..
ألا فاعملوا على إرجاع العزة والكرامة ،،
فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ،،
عودوا كما أرادكم الله ورسوله !!
عودوا خير أمة أخرجت للناس ،،
إخواني الكرام، أخواتي الكريمات،، هنيئاً لمن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً لوجه الله، وهنيئاً لمن يدرك رمضان القابل في ظل الخلافة، فكونوا من العاملين لها ، عسى أن تكونوا من شهودها.
وإننا لنرجو الله أن يحقق لهذه الأمة ما تصبو إليه من عز وسؤدد ونصر، وأن يقبضنا إليه ثابتين غير مبدلين. واجعل اللهم هلال رمضان هذا آخر هلال يطل قبل إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسلمة