الأربعاء، 29 ربيع الأول 1446هـ| 2024/10/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

كلمة- حقوق من بالضبط ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


منذ بزوغ فجر الإسلام يتعرض المسلمون لهجمات شرسة الهدف منها دحض الحق ، وسبب هذا الهجوم واحد ألا وهو نقمة الكفار والمنافقين من الناس على المؤمنين فقط بسبب إيمانهم ، ولعل ذلك يرسم لنا صورة لحقد هؤلاء الناس على المسلمين فلا أنا أؤمن مثلهم و أريد منهم أن يكفروا ، ولما كان المجتمع المسلم من المجتمعات المميزة في العالم تجده محط الأنظار والحسد من كل ذوي النفوس المريضة ، فعندما يكون المجتمع مكون من أفراد لهم شخصيات إسلامية منضبطة بشرع ربها فتجد أفكارهم ومشاعرهم واحدة ، أقوالهم وأعمالهم يتحكم فيها أحكام الخالق _جل وعلا_ الشرعية ويطبقونها ، وكما النظام الحاكم والقوانين التي تحكمهم يكون مصدرها فقط القرآن والسنة ، تجده مجتمعا متقدما يبارك له الله تعالى في رزقه ووقته وشبابه. والواقع يملي علينا أن هذا النظام الحاكم وهذه القوانين التي يضعها هذا النظام ويلزم الرعية بتطبيقها لرعاية شؤونهم ، هي التي تضمن سير الحياة في الطريق المستقيم ، ولنأخذ مثلا عن ذلك : كون أن ترتدي المرأة الزي الشرعي هو امتثال لأمر الله تعالى ؛ لأنه فرض ، فتجد كل الأسر يعلمون بناتهم ارتداء الحجاب قبل الخروج من البيت وتنفر نفس المسلمين الملتزمين رجالا ونساء ، من رؤية السافرات الكاسيات العاريات في الطريق العام ، فلا تخرج المرأة من بيتها سافرة ، وللنظام الحاكم دور كبير في صيانة عرض المرأة المسلمة بل وغير المسلمة فله الحق في النهي عن منكر السفور في الشارع العام ، في الجامعات والشركات والمساجد وسائر الأماكن العامة ، وهذا ما لا يقوم به الأفراد ، ومثال آخر فالمجتمع يبتعد عن السرقة لأنها حرام ويكره من يسرق ، وعلى النظام الحاكم معاقبة السارق إما بالسجن أو بحد قطع اليد على حسب السرقة ، أما بغياب الحكم بما أنزل الله تعالى ، سرقت الرعية واستحسنوا السرقة ولم يعاقب من يسرق فباتت جزءا من المجتمع ، اسرق ولن يراك أحد وإذا عرفوك سكتوا ولا يوجد من يشتكي إليه المتضرر.


ولذلك يجب أن تتوفر أربعة مقومات لمجتمع مسلم صالح : الفرد المنضبط ، أفكار الإسلام كرأي عام ومشاعر الإسلام كرأي عام وأخيرا نظام يحكم بما أنزل الله تعالى فيعلم الرعية دينها ويعاقب من يخرج عن طاعة الله ويحفظ الحرمات وينشر العقيدة إلى العالم كله كدولة إسلامية.


أما اليوم فبسبب غياب الإسلام كدولة ، تاه الفرد وتاهت مفاهيمه عن الحياة ، وتبلدت مشاعره ، فأصبح المجتمع مجتمعا باهتا لا لون له ، وتفشت فيه المفاهيم الخاطئة فصار الحرام كثيرا وانقلبت الموازين حتى صار السفور حق للمرأة وأعطيت حريتها الشخصية إلا إذا أرادت الإلتزام بالزي الشرعي ، وصار الإجهاض حق لها ولم يعد الإنجاب حق من حقوقها وحاربتها مراكز تنظيم النسل، وصار حق لها أن تغتصب وليس من حقوقها أن تصان ، وذلك لأن دعاة تحرير المرأة قد نالوا من المرأة التي غرتها شعاراتهم وخدعت بها فنادوا بمساواة خيالية بين المرأة والرجل ، والنتيجة أن انقلبت المرأة إلى رجل تعمل مثله في الخارج، وتطالب بتوظيفها في كل مجالات العمل وتركت بيتها ورعاية شؤون أطفالها في الداخل ، فأصبح العمل ومزاحمة الرجال حق لها وجلوسها في بيتها معززة مكرمة ليس من حقها ، وتحت حكم المبدأ الرأسمالي العلماني في المجتمعات أستبيحت الأعراض ، ولنا مثل في الدول الكبرى التي تحكم العالم اليوم ، إما مباشرة ، وإما من خلال عملاء لها ، كحكام دول البلاد الإسلامية اليوم ، فالقوانين العلمانية هي التي تطبق على الناس في العالم كله ، ونتج ذلك الفكر المتعفن ، بالإضافة إلى حقد الكفار على المؤمنين ، عن مجتمعات يشيب الرأس مما يحدث فيها من جرائم ، يريدون تصديرها لمجتمعاتنا المحافظة ، حسدا منهم ، وإليكم هذه الإحصائيات :


هناك بلاغ كل عشر ثوان عن استباحة عرض طفل والعنف ضده ، بنتا أو ولدا ، وتسعون بالمئة منهم يعرفون منتهك عرضهم ويكون من العائلة ، وفي سبعين بالمئة من هذه الحوادث تكون المعتدية أنثى ، وأربعة عشر بالمئة من الرجال في سجون أمريكا الدولة الكبرى كما تسمى ، هم من ضحايا العنف وإستباحة عرضهم عندما كانوا أطفالا ، وستة وثلاثون بالمئة من النساء في سجون أمريكا المتحضرة الحديثة ، هم من ضحايا العنف وهم صغار ، و لكل خمس وتسعين زوجة تقتل على يد زوجها هناك واحد وأربعون زوج يقتل على يد زوجته، كما ويسمح القانون في الغرب بأن تسمي الأم من تريد ، رجلا كان أم إمرأة ، كولي أمر لمولودها بغض النظر عن معرفة أبيه أم عدمه ، فبدلا من مصطلح اسم الأب في شهادة الميلاد يضعون مصطلح ولي الأمر الآخر!


فالمسألة لم تعد مسألة رجل وامرأة وحقوق المرأة، فالجريمة سمة المجتمع الأمريكي ، والإعلام يخدعنا بأنها بلاد الحرية والديموقراطية والتقدم وهي من دول العالم الأول ، وفيها حقوق المرأة محفوظة وبلادنا ليست كذلك ! فالرجل ليس له حقوق أيضا في بلاد كهذه ولا الطفلة ولا الطفل ، وهذا ما يريدون لنا أن نصبح بحجة الحرية والتقدم ! هذا جانب واحد من فشل النظام الاجتماعي في المبدأ الرأسمالي العلماني المتهالك ، هذه هي حقيقة مجتمعاتهم والتي يريدون منا تقليدها ، مجتمعات غير واضح فيها دور المرأة من دور الرجل ، أفراد تائهون مفاهيمهم منحطة ومشاعرهم قاسية ، لا هدف لهم في الحياة غير تحصيل أكبر قدر من المتع وإشباع شهوات بأي ثمن حتى لا يسلم منهم الأطفال الصغار الضعاف .


بالإضافة إلى نظام حكم يحمي هذه المفاهيم المدمرة للإنسان من ناحية أنه إنسان ، نظام لا يهمه إلا مصالحه المادية مهما قتل وأراق من دماء المظلومين ، ليس لديه حل لهذه المشاكل ، حتى صار عدد المجرومين في هذه الدول أكثر من الناس العاديين !
فأي مجتمع هذا ؟


فيا أمة الإسلام : هل ينقصنا أفراد ملتزمون ، بل هناك الكثير من الصالحين والصالحات ، لكن أغلب الناس غافلون بسبب فراغ قاتل فلا هدف سام في حياتهم يهفون إليه لأن نوال مرضاة الله أصبح مرتبة ثانية في خضم هذه الدنيا والركض وراء تحصيل لقمة العيش ، هل تنقصنا أفكار ومفاهيم الإسلام ؟؟ بل هناك بعض ما غشاها من الأتربة فيجب إزالتها فقط ، فمن منا لا يعلم ما هو الإسلام وما هي عقيدته ، إلا أن هذه المفاهيم تطمس وتحرف كليا بإعلام فاسد مفسد ومناهج تعليمية لا تعلمنا اتخاذ الإسلام كأسلوب حياة .


هل تنقصنا مشاعر حب الله تعالى ورسوله ؟ بل يحب المسلمون الله ورسوله _عليه الصلاة والسلام_ فيهرعون للحج والعمرة في كل فرصة يجدونها ، لكن قلوبهم تقسى يوما بعد يوم بسبب تقطع أوصال هذه الأمة الكريمة وفقدان دفء مشاعر الأمة لبعضها البعض ، فصار الفرق بين الناس أجناسهم وبلادهم ومستواهم المادي .


هل تنقصنا الدولة القوية المبدئية التي تعطي المسلمين حقوقهم وتحميهم وتعدل بينهم وتنشر الإسلام إلى العالم كله بالجهاد ؟ نعم هذا ما ينقصنا ، فالأمة ضائعة بسبب ضياع حقوق المسلمين في العالم وثرواتهم المنهوبة وأفواههم المكممة وتهديد أمنهم المستمر دون مدافع عنهم ولا حام لهم ، يجعلهم مترددين خائفين ، زائغة قلوبهم ، فما ينقصنا هو نظام حكم بما أنزل الله ، نظام يأخذ بيد البشرية إلى النور ولو بالسلاسل ، فإلى العمل لإقامة هذه الدولة ندعوكم فبها ،نصنع مجتمعا مميزا يجعل الكفار يعضون أناملهم من الغيظ ! هذه هي حقوق الإنسان وكفى .

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع