قل كلمتك وامش- شجر اليهود
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد دأبنا على القول من أول يوم أوجدت فيه المنظمات الفلسطينية إنها أوجدت ليصل الكفار الذين أقاموا دويلة إسرائيل من خلالهم أي المنظمات إلى إيجاد الصلح بين أهل فلسطين ودولة يهود.
هذا وقد أثبت هؤلاء قادة المنظمات أنهم عند حسن الظن، فقد قاموا بأعمال عسكرية مهدت ليهود وأعوانهم من استلام ما تبقى من فلسطين قطاع غزة والضفة الغربية، ولقد حاول بعض حكام العرب إعلان بنود الصلح الذي وقعوه في مدينة العقبة أو إيلات، إلا أن الأمريكان عطلوا ذلك ومنعوه حتى يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم الخاصة بالشرق الأوسط.
أما رجال المنظمات الفدائية ورجال منظمة التحرير فقد ساروا في طريقهم المرسوم الموصل إلى الصلح مع دولة يهود، وكان رأس الحربة في هذا الطريق هو الأعمال العسكرية الاستعراضية ليتم لهم أخذ زمام القيادة ليتولوا بعدها تقديم التنازلات للعدو الغاصب.
إننا نفهم أن كل هذه المنظمات الفدائية وعلى رأسها منظمة التحرير السياسية أوجدت قبل الخامس من حزيران عام 1967 أي أنها أوجدت لاسترجاع ما احتله يهود عام 1948 وبالتالي القضاء على دويلة إسرائيل.
لكن الاسطوانة اسطوانة التحرير، انقلبت بقدرة قادر وأصبح العنوان هو استرجاع ما احتله يهود عام 1967 وغاب عن الساحة شعار استرجاع فلسطين المحتلة عام 1948م أو غيبه الرجال المتنفذون في المنظمات الفدائية والذين كان يسيطر عليهم ياسر عرفات بما حوى كيسه من آلاف الملايين من الدولارات التي كان يشتري بها الرجال أو على الأقل سكوتهم عما يقوم به من أعمال لتمكين اليهود في فلسطين.
ولقد بدأت هذه الأعمال لتمكين اليهود حينما تآمر مع الملك حسين على الفدائيين وضربوهم وشتتوهم وما ذلك إلا ليقوي الذراع السياسي للمنظمة ليقوم بما هو مطلوب منه من خطوات للوصول إلى الصلح مع يهود، ولقد تجرأ ياسر عرفات بعد أيلول الأسود والمؤامرة البشعة على حملة البندقية من الفدائيين في السير حثيثا ً للصلح مع يهود، حتى وصل عام 1974م أي أوصل إلى الأمم المتحدة ليخطب في الأعضاء معلنا ً أنه جاء يحمل غصن الزيتون طالبا ً من أعضاء الأمم المتحدة أن لا يسقطوا غصن الزيتون من يده.
توالت الأحداث بعد ذلك وبدأت الاتصالات السرية بين ياسر عرفات وزمرته والأمريكان للتفاوض على عقد الصلح مع الكيان الغاصب للأرض المقدسة، وبقيت هذه الاتصالات مستمرة إلى أن فاجأ العميل أنور السادات العالم بزيارته إلى دولة يهود في فلسطين والتي تمت في وقت كان فيه ياسر عرفات في القاهرة وأغلب الظن أنه كان يعلم بأمر الزيارة ويأمل من ورائها بفتات يناله من نتائج الزيارة ولكنه غاب عن باله أن صحراء سيناء ليست القدس وليست الضفة الغربية التي يسميها اليهود يهودا والسامرة.
بقيت الأمور معلقة إلى أن تم التآمر على الوجود العسكري في لبنان، فقام جيش اليهود باحتلال لبنان إلى أن وصل إلى بيروت، وبعد مقاومة دامت أكثر من ثمانين يوما ً أصدر عرفات أمره بالانسحاب وتم الاتفاق مع الجيش اليهودي على تمكين الفدائيين من الانسحاب من لبنان إلى الشتات في معظم بقاع الأرض، وبهذا يكون الجو قد خلا من عسكر المقاومة ولم يبق في الميدان إلا السياسيين من رجالات المنظمات، وخلال هذه الفترة من عام 1967 وإلى أواخر الثمانينات من القرن الماضي، تخلص ياسر عرفات من العشرات بل المئات من الرجال الذين كان يتوقع مقاومتهم لما يريد أن يقوم به من تنازلات مخزية لليهود لقاء كيان هزيل لا يملك من المقومات شيئا ً.
ظهرت الاتصالات السرية والعلنية بالواسطة إلى أن فوجىء ياسر عرفات وزبانيته بالانتفاضة الأولى والتي كانت انتفاضة عفوية حصلت نتيجة لما يلاقيه أهل فلسطين من غرور وصلف ومعاملة سيئة من اليهود.
تقدم عرفات وزبانيته مستغلين الانتفاضة والرأي العام المحلي والدولي للوصول إلى أوسلو بعد مدريد، وفي أوسلو تم الاتفاق بين المنظمة برئاسة عرفات وكيان يهود الغاصب على بعض الأمور الجوفاء ولكنها تبدو جيدة كالسراب الخادع، وكان من أهم ما حققته أوسلو هو أن جلبت رجال منظمة التحرير لحماية أمن إسرائيل من الأعمال الفدائية الموجعة والتي كانت تحصل داخل ما يسمى بالخط الأخضر.
حضر عرفات إلى فلسطين، وقبل أن يطأ هو ورجاله أرض فلسطين قام يهود بتوزيع بطاقات شخصية عليهم؛ هذه البطاقات الصادرة عن الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولقد قاموا بالمهمة الموكلة إليهم- وهي حماية كيان يهود- خير قيام، وقد تضافرت جهود العالم العربي والغربي على إيجاد رجال أمن مدربين تدريبا ً جيدا ً على حماية الأعداء وقتل الأصدقاء. ولقد أشرف الجنرال دايتون الأمريكي - ولا يزال- على هذه القوة البوليسية التي نسيت أنها من فلسطين، وأن أهل فلسطين هم أهلهم وعشيرتهم فقاموا بالتنكيل والتعذيب بوسائل لا تخطر على بال، أنزلوها بإخوانهم أهل فلسطين وكل ذلك لحماية هذا الكيان الغاصب الواجب إزالته من الوجود.
ولقد حرص رجال أوسلو من عرفات وما بعد حقبة عرفات - أي حقبة محمود عباس- على حماية إسرائيل من كل ما يؤذيها فسجنوا المخلصين، وسلموهم لليهود وتعاونوا مع جيش الاحتلال على اعتقال كل من يمكن أن يفكر في عمل أي عمل عسكري ضد كيان يهود.
وكان من أواخر هذا الحرص على عدم إيذاء اليهود هو وقفتهم وتشجيعهم لجيش الاحتلال لضرب غزة وتدميرها لتركيعها والقضاء على حماس فيها، وبالفعل فقد تم تدمير معظم غزة وقتل من أبنائها ما يقرب من ألف وخمسمائة بطل وجرح الآلاف وتم تدمير آلاف المنازل وتدمير البنى التحتية.
وعندما عينت الأمم المتحدة لجنة تحقيق في جرائم جيش الاحتلال اليهودي في غزة، وصدر ما سمي بتقرير جولدستون وفيه إدانة لجيش الاحتلال لأمريكا به جرائم ضد الإنسانية أصدر الخائن محمود عباس لمندوبه طالبا ً تأجيل مناقشة التقرير في لجنة حقوق الإنسان في جينيف فكانت فضيحة ما بعدها فضيحة، فضحت مخبوء هؤلاء الرجال الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
فإلى متى ستبقى أمتنا ساكتة عن جرائم هؤلاء المجرمين؟
فهل ستتحرك هذه الأمة لتزيل ما لحقها من خزي وعارنتيجة تحكم مثل هؤلاء الرويبضات في شؤونها؟
وفي الختام، فإننا نرفع أكف الضراعة إلى الله أن يوفق المخلصين من أبناء هذه الأمة لجلاء هذه الغمة وأن يهيء لهم على الحق أعوانا ً إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم أبو محمد الأمين