الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات-مراتب الهداية

بسم الله الرحمن الرحيم

أن العبد إذا آمن بالكتاب واهتدى به مجملا وقبل أوامره وصدق بأخباره ، كان ذلك لهداية أخرى تحصل له على التفصيل ‏.‏ فإن الهداية لا نهاية لها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ ‏.‏ ففوق هدايته هداية أخرى وفوق تلك الهداية هداية أخرى إلى غير غاية ‏.‏ فكلما اتقى العبد ربه ارتقى إلى هداية أخرى ، فهو في مزيد هداية ما دام في مزيد من التقوى ، وكلما فوَّت حظا من التقوى فاته حظ من الهداية بحسبه ، فكلما اتقى زاد هداه ، وكلما اهتدى زادت تقواه ‏.‏ قال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ‏» ‏ ‏‏وقال تعالى‏:‏ ‏ «‏ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ».وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى ‏» ‏ ‏ ‏‏، وقال ‏:‏ ‏ «‏ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ »،وقال‏:‏«‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ‏» ‏ ‏‏
فهداهم أولا للإيمان ، فلما آمنوا هداهم للإيمان هداية بعد هداية، ونظير هذا قوله تعالى ‏ «‏ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ‏» ‏، وقوله تعالى ‏:‏ ‏ «‏ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً » ‏، ومن الفرقان ما يعطيهم من النور الذي يفرقون به بين الحق والباطل والنصر والعز الذي يتمكنون به من إقامة الحق وكسر الباطل ، فسر القرآن بهذا وبهذا ‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ ‏» ‏‏ وقال ‏:‏ ‏ «‏ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ » ‏ ‏
كتاب الفوائد لابن القيم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع