الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق  أردوغان وجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 الخبر:

نشر موقع 'يورآكتف‘ الإخباري (www.euractiv.com.tr) بتاريخ 09/03/2010م خبراً جاء فيه: "توجه رئيس الوزراء أردوغان إلى المملكة العربية السعودية لتلقي 'جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام‘ وأثناء زيارته صرح قائلاً: 'ستقوم مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمنحي جائزة خدمة الإسلام وذلك بسبب عملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي التي أطلقناها في بلادنا، وبسبب مساعينا من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ومن أجل منح الشعب الفلسطيني حقوقه. وأنا بدوري سأقبل هذه الجائزة نيابة عن الشعب التركي العزيز‘".

 

التعليق:

          بادئ ذي بدء يتوجب القول بأن حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان منذ أن وصلت إلى الحكم، وبعبارة أدق منذ أن تمكنت أميركا من إيصالها للحكم، وهي تقوم بالعديد من عمليات الإصلاح المزعومة، وذلك لتقويض نفوذ وهيمنة الجيش المعروف بولائه المطلق للإنجليز منذ أن أسست الجمهورية التركية العلمانية، بالإضافة إلى الإجهاز على النفوذ الإنجليزي داخل المؤسسة القضائية. وبالرغم من أن حزب العدالة والتنمية لم يتمكن حتى الآن من تحقيق نجاحٍ كاملٍ، إلا أنه تمكن من إيجاد أجواء تصب في صالح أهدافه.

          وفيما يتعلق بقيامه بأعمال وسيط للسلام في الشرق الأوسط، ودخوله من أجل ذلك في أجواء توتر مع كيان يهود الغاصب؛ فإن ما يثير الاستغراب والاستهجان أن أردوغان لم يقم بأي من ذلك من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين، بل قام بكل ذلك في نطاق تنفيذ سياسات أميركا العدو اللدود للإسلام والمسلمين. وكذلك الحال بالنسبة للإصلاحات المزعومة التي تم تنفيذها في تركيا، فما هي إلا إصلاحات تمت في نطاق الحريات والديمقراطيات الفاسدة التي أزكمت رائحتها الأنوف والتي تسعى أميركا لترويجها في المنطقة، وهي مناقضة للإسلام مناقضة تامة.

          أضف إلى ذلك أن أميركا بالرغم من أنها قتلت مئات الآلاف من المسلمين في هجماتها الوحشية في العراق وأفغانستان التي تنفذها باسم العمليات المشتركة بالتعاون مع حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، والتي كان قد أطلق عليها بوش الابن في فترة حكمه اسم "الحرب الصليبية"! بالرغم من كل ذلك بدلاً من أن يحرك أردوغان الجيش التركي لحماية الإسلام والمسلمين والذود عنهم، نجده لا يصف أميركا رأس الإرهاب والعربدة بالإرهاب، بل يدافع عنها ويساندها ويشاركها في عملياتها ويدعو لجنودها بالعودة سالمين إلى ديارهم، وهذا يبرز للعيان مجدداً، مِن أجل مَن يتحرك في المنطقة، ومِن أجل مَن يسعى لإحلال سلام في الشرق الأوسط، ومِن أجل مَن يقوم بجولاته المكوكية.

          وأما ردة فعله الصاخبة على كيان يهود؛ فما هي إلا تمثيلية مصطنعة لتسليط الأضواء عليه وجذب أنظار ومشاعر شعوب وقيادات البلاد العربية وبخاصة أهل فلسطين، وذلك لملء الفراغ الذي تركته أميركا في الشرق الأوسط نتيجة لانشغالها في أزمتها الاقتصادية ولانشغالها في المستنقع العراقي والأفغاني اللذين علقت فيهما، أي أن ردود فعله ليست ردود فعل المسلم الصادق الناقم على جرائم يهود في أرض فلسطين المباركة! فبالرغم من تلك الجرائم الوحشية التي يرتكبها يهود تجاه إخواننا المسلمين في فلسطين جهاراً نهاراً وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع فهو يواصل علاقاته الدبلوماسية مع (إسرائيل) بل ويسعى لتوطيد ورفع مستوى العلاقات المتبادلة الأخرى.

          ومما يظهر حقيقة حكومة حزب العدالة والتنمية التي يترأسها أردوغان هذا ومعاداتها للإسلام والمسلمين؛ قيامها بتصنيف حزب التحرير في قائمة المنظمات الإرهابية، وهو الحزب التقي النقي الذي ما وجد إلا استجابة لأمر الله سبحانه والذي لا يبغي إلا استئناف الحياة الإسلامية وحمل الإسلام إلى العالم أجمع، ومن ثم قيامها بحملات اعتقال ظالمة مظلمة متتابعة تجاه شباب الحزب الذين يعملون لتطبيق أحكام الإسلام في الحياة منتهجين طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا تخالطها أية أعمال مادية بتاتاً، وقد كانت آخر مظالمها ما قامت به الجمعة الفائتة بتاريخ 05/03/2010م من خلال أجهزتها الأمنية باعتقال السيد يلماز شيلك الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في ولاية تركيا أثناء خروجه من صلاة الجمعة دون أدنى حياء من الله، وقيامها في اليوم ذاته باعتقال عدد من كُتَّاب مجلة التغيير الجذري ليس إلا لأنهم نشروا آراءهم الصادقة التي هي رأي الإسلام، والذين كان من بينهم أخت كريمة حامل في شهرها الرابع وأم لطفل في الثالثة من عمره وزجهم جميعاً بالإضافة إلى زوجها في السجن.

          إن قيام المملكة العربية السعودية بتقديم مثل هذه الجائزة لمثل هذا الشخص ليس بالأمر المستهجن، فكلاهما من الطين نفسه! كيف لا وهي الدولة التي ولاؤها للكفار المستعمرين منذ أن أنشأوها، وهي الدولة التي فتحت أراضيها لضرب المسلمين وقتلهم في العراق. وحالهم هذا ينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة "، صدقت يا حبيبي يا رسول الله، فها نحن نراه رأي العين.

 

في 12/03/2010م  

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع