مع الحديث الشريف - الْعَبْدُ إِذاَ نَصَحَ لِسَيِّدِهِ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ" رواه مالك في الموطأ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم .
جاء في المنتقى شرح موطأ مالك " قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ يُرِيدُ حَفِظَهُ وَأَنْمَاهُ وَامْتَثَلَ أَمْرَهُ فِي الطَّاعَةِ وَالْمُبَاحِ وَلَمْ يَخُنْهُ وَأَحْسَنَ مَعَ ذَلِكَ عِبَادَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ يُرِيدُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ لَهُ أَجْرُ عَامِلَيْنِ ; لِأَنَّهُ عَامِلٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَعَامِلٌ بِطَاعَةِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَأْمُورٌ بِذَلِكَ , وَقَدْ رَوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ وَالْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ ثَلَاثَةٌ لَهُمْ أَجْرُهُمْ مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ آمَنَ بِي وَالْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَدَّى حَقَّ مَوَالِيهِ وَرَجُلٌ لَهُ جَارِيَةٌ أَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا .
وجاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود " ( إِنَّ الْعَبْد إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ ) : أَيْ أَخْلَصَ الْخِدْمَة أَوْ طَلَبَ الْخَيْر لَهُ مِنْ النَّصِيحَة وَهِيَ طَلَب الْخَيْر لِلْمَنْصُوحِ لَهُ . قَالَ الطِّيبِيُّ : نَصِيحَة الْعَبْد لِلسَّيِّدِ اِمْتِثَال أَمْره وَالْقِيَام عَلَى مَا عَلَيْهِ مِنْ حُقُوق سَيِّده
( فَلَهُ أَجْره مَرَّتَيْنِ ) : أَيْ مُضَاعَف, فَإِنَّ الْأَجْر عَلَى قَدْر الْمَشَقَّة وَهُوَ قَدْ جَمَعَ بَيْن الْقِيَام بِالطَّاعَتَيْنِ, وَفِي الْحَقِيقَة طَاعَة مَالِكه مِنْ طَاعَة رَبّه."
مستمعينا الكرام
بيّنا في الحلقات السابقة عظم أجر النصيحة وحاجة الأمة لها وفي الحديث المذكور آنفا بيّن عظم أجر الناصح، فكيف بالمنصوح إذا قبل النصيحة ووضعها موضعها خاصة أن النصح قد يخالطه في الغالب الذم وتقبيح الفعل وقد تكون ممن هم دون المنصوح منزلة وشأنا ولذلك فإن النصيحة مر طعمها لا يقبلها إلا أولو العزم ذوي الهيئات الرجال الرجال. قال ميمون بن مهران: قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: قل لي في وجهي ما أكرهه، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكرهه. وقال مالك: النصيحة لله في أرضه هي التي بعث الله بها أنبياءه، ومن أمر الإسلام القصد والنصيحة لعباد الله في أمورهم، والنفوس مستثقلة للنصح نافرة عن أهله مائلة إلى ما وافق هواها. وكان يقال: أخوك من احتمل ثقل نصيحتك.