مع الحديث الشريف - لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّىْ يُحِبَّ لأَخِيهِ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ رواه البخاري ومسلم
جاء عند الإمام ابن رجب في جامعه بتصرف يسير " وكان محمد بن واسع يبيع حمارا له فقال له رجل أترضاه لي قال لو رضيته لم أبعه وهذه إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه وهذا كله من جملة النصيحة لعامة المسلمين التي هي من جملة الدين ... وهذا يدل على أن المؤمن يسوءه ما يسوء أخاه المؤمن ويحزنه ما يحزنه وحديث أنس الذي نتكلم الآن فيه يدل على أن المؤمن يسره ما يسر أخاه المؤمن ويريد لأخيه المؤمن ما يريد لنفسه من الخير وهذا كله إنما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغش والغل "
بالنصيحة يحصل التحابب والائتلاف، وبضدها يكون التباغض والاختلاف، وأقصى موجبات التحابب أن يرى الإنسان لأخيه ما يراه لنفسه، قال ابن علية في قول أبي بكر المزني ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة ولكن بشيء كان في قلبه، قال الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل، والنصيحة في خلقه.
وقال الفضيل بن عياض ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدر والنصح للأمة .
وقال الحسن قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله أن أحب عباد الله إلى الله، الذين يحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة .
وبالنصيحة وقبولها تؤمن الفضيحة قال المناوي رحمه الله من قَبِلَ النصيحة أمن الفضيحة ومن يأبى فلا يلومن إلا نفسه.
إن لم يكن للنصيحة إلا هذا الخير لكان حري بكل عاقل أن يطرقها من كل أبوابها فما بالكم أن بها الأجر العميم والثواب الجزيل فكان حق على المسلمين عامة أن يأتوها وعلى حملة الدعوة خاصة أن يعضوا عليها بالنواجذ ولا يفرطوا بها