سلسلة قل كلمتك وامش - الاقصى مرة اخرى
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس القريب قام كيان يهود بافتتاح ما يسمى بكنيس الخراب بالقرب من المسجد الأقصى المبارك محاولين تثبيت أقدامهم في القدس المباركة ووضع موطئ قدم لهم في الأقصى المبارك الذي تجري الحفريات تحته ليل نهار حتى كاد أن يتهدم على رؤوس من يسمح لهم دخوله للصلاة فيه.
كل هذا يجري وحكام الدول العربية جميعاً لا يبدو عليهم إلا سكون المقابر وكأن القطط أكلت ألسنتهم فهم لا يتكلمون ولا يحركون ساكناً وكأن الأقصى لا يعنيهم والقدس ليست لهم، إنني أجزم بأن القدس ليست لهؤلاء الحكام لأنها للمسلمين من دون الناس.
نعم يقوم يهود بكل هذه الأعمال المعلنة وغير المعلنة وحكام العرب سكوت، أستغفر الله فقد طلع أحدهم وقال أن القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه إنني لا أفهم لهذا الكلام معنى فقد تجاوز يهود هذا الخط الأحمر مراراً وتكراراً ولم نر أي ردة فعل لتجاوز هذا الخط الأحمر فبدلاً من هذه التصاريح المستهلكة وما يصاحبها من استنكار وشجب فبدلاً من ذلك كان يجب تحريك الجيش الخامل في ثكناته والذي يجب أن يتحرك للقضاء على كيان يهود وتلقينهم درساً ينسيهم وساوس الشيطان أو إن لم يكن ذلك فكان يجب إلغاء ما يسمى بمعاهدة السلام التي أباحت البلاد والعباد لجواسيس يهود وصنائعهم وبضائعهم التي تملأ الأسواق.
كما وأن وزراء خارجية ما يسمى بالدول العربية اجتمعوا وليتهم لم يجتمعوا وقرروا إعطاء السلام ومحادثاته فرصة أخرى مقدارها أربعة أشهر فكان هذا القرار سترة نجاة للخونة صبية أوسلو الذين يصرون على التنازل عن البلاد المقدسة ليهود حتى يرضى عنهم أسيادهم الصليبيون الجدد من الأمريكان والأوروبيين نعم لن يهنأ بال هؤلاء الصبية الخونة حتى يوقعوا صكوك الخيانة العظمى صكوك التنازل عن فلسطين ليهود ومع كل هذه المواقف المتخاذلة فإن يهود لم يرضهم ذلك وفي كل يوم وفي كل ساعة يوجهون الصفعات تلو الصفعات لوجوه هؤلاء الخونة من حكام الدول العربية وصبية أوسلو وهكذا فإنك ترى يا أقصانا الحبيب أن هؤلاء الحكام وهؤلاء الصبية لا خير فيهم ولا يؤمل منهم خير لك أو للمسلمين.
وفئة أخرى يا أقصانا كنا نغالط أنفسنا ونقول أنها إن جد الجد وعزم الأمر فإن هذه الفئة ستتحرك وتصدع بما يجب أن يقال، هذه الفئة هي فئة العلماء الذين نراهم ذهبوا مذاهب شتى، فمنهم من آثر السلامة الكاذبة وباع نفسه لأمراء السوء وأخذ يرقص على ألحانهم ويضرب بسيفهم لقاء دراهم معدودة وعرض من الدنيا زائل وصدق عليهم قول القائل بأنهم علماء السلاطين الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، هذا الغير باع البلاد والعباد للعدو الكافر متوهماً أن الأمور ستسير حسب مراده فيبقى جالساً على أربعة أرجل من خشب سوف تتوهج بها ناراً تحرقه في الدنيا قبل الآخرة.
وقسم آخر من العلماء آثر السكوت عن أن يصدع بالحق والأحكام الشرعية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم قرآنا يتلى وسنة شريفة تحتذى ومن كل الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من جماع وقياس تؤخذ الأحكام الشرعية الواجبة التطبيق في أنظمة الحياة كلها من نظام حكم واجتماع واقتصاد وغيرها من الأنظمة التي أنزلها سبحانه لصالح العباد والبلاد، هذه الفئة من العلماء يرهبها ويرعبها سوط الحكام والأنظمة فاختاروا السكوت تاركين وراءهم العهد الذي أخذ عليهم كعلماء ورثة للأنبياء من تبليغ للأحكام والصدع بالحق ومحاسبة الحكام محاسبة شديدة لعدم تطبيقهم لأحكام الشرع الواجب تطبيقها والعمل بها.
وفئة أخيرة من العلماء تدعي بأنها تهتم بأمور أمتها وتصدع بالحق ولكن للأسف الشديد فإن صيحتها واهتمامها تأتي في غير الطريق الذي أراده الله سبحانه وبلغه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وأقرب مثال على ذلك دعوة ما يسمى باتحاد العلماء المسلمين العالمي إلى النفير العام لنجدة الأقصى، إنها دعوة جميلة لو كانت تجد من يستجيب لها، النفير العام يكون الخطوة الأولى للجهاد وفي سبيل الله، فهل غاب عن بال هؤلاء العلماء أن الدعوة للنفير العام لا معنى لها لأنه لا يوجد خليفة للمسلمين يقود الجيش تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ويقاتل الأعداء فينصره الله سبحانه وتعالى وتعود فلسطين المباركة من النهر إلى البحر وتعود يا أقصانا الحبيب إلى أحضان محبيك للصلاة فيك حيث الصلاة بخمسمائة صلاة، ألا يعلم هؤلاء العلماء أنه قبل الدعوة للنفير كان يجب الدعوة إلى خلع هؤلاء الحكام الذي يمنعون المسلمين من الجهاد الواجب عليهم عملاً بالقاعدة الشرعية الأصولية ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وهكذا فإنك ترى يا أقصانا الحبيب أنه لا نجدة في الوقت الحاضر لا من الحكام ولا من العلماء ولا أريد أن أذكرك يا أقصانا الحبيب أن الذي جاءك أول مرة وأخذك من الكفار هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه واسترجعك في المرة الثانية الناصر صلاح الدين فأنت يا أقصانا الحبيب تريد قائداً على مستواك من القداسة والطهارة يسترجعك ويعيدك إلى محبيك المؤمنين.
لهذا فإننا نسألك يا أقصانا الحبيب أن تشاركنا الدعاء وتجأر كما نجأر بالدعاء والابتهال إلى الله العلي القدير أن يعجل بنصره للفئة المؤمنة الموجودة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وأن يهيئ لهم على الحق أنصاراً ليبايعوا خليفة راشداً بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو محمد الأمين