إن الكريم إذا دعي بليل أجاب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الزهري في تفسير البغوي : كان كعب بن الأشرف يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب المسلمين ، ويحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، في شعره ويشبب بنساء المسلمين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله. فقال محمد مسلمة الأنصاري: أنا له يا رسول الله ، أنا أقتله ، قال : فافعل إن قدرت على ذلك. فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب إلا ما تعلق نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه ، وقال له : لم تركت الطعام والشراب؟ قال: يا رسول الله قلت قولاً ولا أدري هل أفي به أم لا، فقال: إنما عليك الجهد. فقال: يا رسول الله إنه لابد لنا من أن نقول ، قال: قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك ، فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلام وأبو نائلة ، وكان أخا كعب من الرضاعة ، وعباد بن بشر والحارث بن أوس وأبو عيسى بن جبير ، فمشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم ، قال: انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم .
فاقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فقدموا أبا نائلة فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدا الشعر، وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال: ويحك يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم علي ، قال: أفعل ، قال: كان قدوم هذا الرجل بلادنا بلاءً، عادتنا العرب ورمونا عن قوس واحدة ، وانقطعت عنا السبل حتى ضاعت العيال وجهدت الأنفس، فقال كعب: إنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرتك يا بن سلامة أن الأمر سيصير إلى هذا ، فقال أبو نائلة:/ إن معي أصحاباً أردنا أن تبيعنا طعامك ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك ، قال: أترهنوني أبناءكم، قال: إنا نستحي أن يعير أبناؤنا فيقال هذا رهينة وسق، وهذا رهينة وسقين، قال: ترهنوني نساءكم ، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ولا نأمنك ، وأية امرأة تمتنع منك لجمالك؟ ولكنا نرهنك الحلقة ، يعني: السلاح، وقد علمت حاجتنا إلى السلاح ، قال: نعم، وأراد أبو نائلة أن لا ينكر ابن الأشرف السلاح إذا رآه فوعده أن يأتيه فرجع أبو نائلة إلى أصحابه فاخبرهم خبره. فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ليلاً، فهتف به أبو نائلة وكان حديث عهد بعرس فوثب من ملحفته ، فقالت امرأته :أسمع صوتاً يقطر منه الدم ، وإنك رجل محارب، وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة فكلمهم من فوق الحصن ، فقال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة وإن هؤلاء لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، وإن الكريم إذا دعي إلى طعنة بليل أجاب، فنزل إليهم فتحدث معهم ساعة ثم قالوا: يا بن الأشرف هل لك إلى أن نتماشى إلى شعب العجوز نتحدث فيه بقية ليلتنا هذه ؟ قال: إن شئتم؟ فخرجوا يتماشون ، وكان أبو نائلة قال: لأصحابه إني فاتل شعره فأشمه فإذا رأيتموني إستمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه ، ثم إنه شام يده في فود رأسه ثم شم يده ، فقال: ما رأيت كالليلة طيب عروس قط، قال: إنه طيب ام فلان يعني امرأته ، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة فعاد لمثلها ثم أخذ بفودي رأسه حتى استمكن ثم قال: اضربوا عدو لله فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً، قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولاً في سيفي فأخذته ، وقد صاح عدو الله صيحةً لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار، قال فوضعته في ثندوته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ، ووقع عدو الله صريعا.
(( إن الكريم إذا دُعي إلى طعنة بليل أجاب))... صدق كعب بن الأشرف وهو كذوب
كلمة فقد حكامنا معناها هذه الأيام.
كيف لا؟! وبلاد المسلمين مستباحة تُضرب ليل نهار, بل ان ضربهم تعدى النزالات الجهادية الميدانية, بل أصبح الغرب الكافر يضربنا ويغزونا في أفكارنا الإسلامية متحديا سافراً مجاهرا بذلك ولا من مجيب لنزاله أو واقفا أمامه كالطود الأشمّ يذب عن حياض الإسلام والمسلمين.
أيُعقل أن يكون بن الاشرف وهو الكافر أكثر مروءة وشجاعة ونخوة من حكامنا ومن لف لفيهم وهم يدّعون الإسلام؟!!
أوليس هم أحق بهذه الكلمة منه!؟
أين الرجال؟ أين الأبطال؟ أين الفرسان؟
ها هي أميركا تنعق صباح مساء: هل من مبارز؟
وحكامنا الخونة يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ, فإلى متى يا أمة الإسلام؟!
أو عقم رحم الأمة الإسلامية عن إنجاب الأبطال والأشراف والأخيار ذوي المروءة والنخوة والشجاعة؟!
لا والله ما عقم... بل فينا أمثال محمد بن مسلمة وسلكان بن سلام وأبو نائلة والقعقاع
فعن ثابت بن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لصوت أبي طلحة اشد على المشركين من فئة )). أخرجه احمد والحاكم
وكذلك ما ذكره الذهبي من شجاعة البراء بن عازب في حرب مسيلمة عند اقتحامه حديقة المرتدين على ترس و اشتهر عنه أنه قتل 100 من الشجعان مبارزة.
إذن أيها المسلمون:
فلنقتلع حكامنا عن عروشهم قلع الأصطفلينة من الأرض, فإن مثل هؤلاء ليسوا منا ولسنا منهم, ولنبايع حاكما يحبنا ونحبه يدعو لنا وندعو له , نقاتل من وراءه ونتقي به أعداءنا, درعا حصينا, لا خوانا خوارا مهينا, يحكمنا بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام في دولة الخلافة الإسلامية جامعة المسلمين ومفرّقة جماعة الكافرين .
عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ عُمَّالِكُمْ وَشِرَارِهِمْ ؟ " قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ , قَالَ : " خِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لَكُمْ مَنْ تُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّكُمْ وَتَدْعُونَ اللَّهَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ اللَّهَ لَكُمْ , وَشِرَارُهُمْ شِرَارُهُمْ لَكُمْ مَنْ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَدْعُونَ اللَّهَ عَلَيْهِمْ وَيَدْعُونَ اللَّهَ عَلَيْكُمْ ". مسند عقبة بن عامر.
الأستاذ أبو عبد الله الدرابي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته