الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

يوم  السبع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: بينما رجل في غنمه ، إذ عدا الذئب ، فذهب منها بشاة ، فطَلَبَ حتى كأنه استنقذها منه ، فقال له الذئب : استنقذتها مني،  فمن لها يَوْمَ السَّبْعِ ، يوم لا راعي لها غيري ؟ ) ، فقال الناس : سبحان الله ! ذئب يتكلم ؟ ،  فقال : ( فإني أؤمن بهذا ، أنا و أبو بكر وعمر ، وما هما ثَمّ ) " . متفق عليه -  البداية والنهاية

 

معاني المفردات:

وما هما ثمّ: أي ليسا حاضرين، والمقصود أبي بكر و عمر رضي الله عنهما

استنقذها منه : أي خلّصهما من الذئب

يوم السَّبُع: يوم في آخر الزمان، ينشغل الناس فيه بالفتن عن أمور معاشهم حتى تعدو السباع على الغنم.

 

تفاصيل القصّة:

حاصل القصة أن ذئباً عدا على غنم أحد الرعاة ، فأمسك بإحداها وساقها أمامه ، لكنّ الراعي استطاع أن يلحق بالذئب ويُنقذ شاته ، فجلس الذئب غير بعيدٍ عن الراعي ثم قال : " استنقذتها مني ،  فمن لها يوم السبْع ؟ " ، وهو يوم يأتي في آخر الزمان ، حين تقع الفتن ويكثر البلاء ، فيذهل الناس عن مصالحهم، وتُترك الأنعام همِلاً لا راعي لها كأبي بكر وعمر رضوان الله عليهم ، فتعدو عليها الذئاب والسباع ، وهذا هو المقصود بـ :" يوم لا راعي لها غيري ", فيصدُق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذا الكلام بقوله:" فإني أؤمن بهذا ، أنا و أبو بكر وعمر ، وما هما ثَمّ" أي ولو أنهما ليسا حاضرين فإنهم يصدقون بهذا.

 

عباد الله:

نبوءة تنبئ بها الصادق المصدوق بعد إقراره هذه الحادثة, حين قال الذئب أنه سيأتي زمان على الناس لا راعي لهم ولدوابهم ولا جُنّة. يوم تكون الدواب همِلاً دون سائس يرعى شؤونها ويهتم بأمرها, حتى يطال الأمر بني البشر...

ولأن الشيء بالشيء يُذكر, فهذه دلالة على غياب من يرعى شؤون الناس ويسوسهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

ولقد صدق اللهُ الذئبَ حديثه بالحق, فلا خليفة ولا خلافة... أيها السبع!

ولقد جاء يوم السبع يا سبع, يوم لا راعي للأمة غير عدوها, يسوقها للذبح زمراً!!

فجرعها الذل والهوان أصنافاً, حتى مزقها مزقاً وأصبحت شيعاً, كل حزب بما لديهم فرحون!!

 تُسمع صرخاتُ الأيامى والنساء في جنبات الأرض تدوي وآمعتصماااه ،، ولا ناصر أو مجيب!!

تُغتصب الحرائرُ العفيفات ويحملن في أحشائهن نطف الكفار الحاقدين ولا معتصم أو صلاح الدين!!

تُبقَرُ بطونُ الحوامل في الجزائر وكوسوفا والشيشان ولا من مغيث!!

بيعت فلسطينُ يا سبع!! واحتُلَّت العراقُ وأفغانستان وكشمير, وعدى الكافر على بلادنا وزرع فينا حكاماً نبغضهم ويبغضونا, وندعو عليهم ويدعون علينا ونلعنهم ويلعنونا, فأحكَموا الخناق علينا في جميع مجالات حياتنا حتى أصبح المسلم غريباً مقهوراً, لا يقدر على شيء!!!

 

صدقت يا ذئب... كان ما أخبرتنا به وجاء يوم السبع!!!

يوم استُبيحت بيضتُنا, وشُتم نبيُّنا وهُجر قرآنُنا وعُطّلت سنةُ نبينا!!!

خلت الطرقات والأزقة ممن يتفقد شؤون الرعية ، فيكون لليتيم أباً، ولابن السبيل مطعماً وهادياً، وللمسكين راعياً، وللضعيف قوةً وسنداً، وللمظلوم ناصراً ومنصفاً،  يضرب على يد الظالم ، يحمي الثغور، يقيم الحدود ، ينادي الله أكبر حي على الجهاد...

 

يا سبع هذا حالنا... فأدركِنْا بنُصحٍ علّ القومَ ينتصحُ

ودوِّي صراخاً وعويلاً فإن القوم قد غفلوا

هذا حالنا لم يخفى عليك مُذ عهد,كان فيكم خيرُ الرجال بهم تأتمروا

 

وإنا والله على عهد الله ورسوله ماضون يا سبع, لا يضرنا من خالفنا, وإذن لي أن أبشرك أنه قدم علينا عهدٌ كان أحفادك ترعى مع الشاة جنباً بجنب حين ولي أمر الناس عمر بن عبد العزيز ذلك الخليفة العادل الذي طال عدله الدواب والهوام فما بالك بالمسلمين.

 

حيث ذكر السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء قال: قال حسن القصاب : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم في البادية في خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فقلت : سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها ! فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس. الحلية - لأبي نعيم

 

وقال مالك بن دينار رحمه الله : لما ولي عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قالت رعاء الشاء : (من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة ؟عدله كفّ الذئاب عن شائنا ). الحلية

 

وإن الأرض دائرة وسائرة إلينا كما كانت عليه في السابق يا سبع... خلافة على منهاج النبوّة... ولينصر الله من ينصره

فكما تحقق فينا قولك, يوم السبع! سيتحقق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال فيما أخرجه أحمد في مسنده: عن النعمان بن بشير قال: كنا قعوداً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان بشير رجلاً يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا - الملك العاض: هو الذي يصيب الرعية فيه عسف وتجاوز، ويكون ملكا وراثيا - فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكًا جبرية- ملك الجبرية : هو الذي يقوم على التجبر والطغيان والقوة واستعمال السلاح - فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, ثم سكت )). رواه أحمد

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كتبه للإذاعة

أخوكم أبو عبد الله الدرابي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع