شعارات ودعوات هدامة في مجتمعات المسلمين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...
هناك شعارات و دعوات ترفع في بلاد المسلمين وينادى لها يجب محاربتها و الوقوف أمام أصحابها, يراد بها صهر المسلمين في بوتقتها لإبعادهم عن دينهم والتخلي عن عقيدتهم, والمسلمون مسئولون عن مواجهتها و التصدي لدعاتها.
من هذه الدعوات والتي تتردد على ألسنة البعض الدعوة إلى العولمة, والدعوة إلى التعددية, والدعوة إلى الحريات العامة والدعوة إلى المجتمع المدني, والدعوة إلى حقوق الإنسان بالإضافة إلى الدعوة إلى الديمقراطية.
الديمقراطية هذه الأكذوبة التي تتردد على كل لسان حيث فهمها الكثير على غير مرادها التي جاءت من اجله, فهي نظام حكم في المبدأ الرأسمالي تفصل الدين عن الحياة و تمنح السيادة و حق التشريع للبشر, وتحل الإنسان محل الخالق, إلا أن الداعين لها في بلاد المسلمين يحاولون إخفاء حقيقتها بتشبيهها بالشورى, أو بتصويرها على أنها نقيض الدكتاتورية, والواقع يكذب ذلك.
أما الدعوة إلى العولمة, والتي أصبحت تتردد أيضاً على أسماع المسلمين, فتعني تعميم النموذج الأمريكي على العالم في الاقتصاد و السياسة وفي طريقة الحياة إلى جانب الانفتاح الإعلامي و الثقافي, وهي دعوة مفتوحة لاختراق المجتمعات و سلب خصوصيتها, و خلخلة تماسكها, وبالتالي تحقيق هدف أمريكا في الهيمنة على العالم, ويا لهول المصيبة إن تحقق لأمريكا ذلك, فكم ستجوع شعوب وكم ستشقى شعوب, وكم ستموت شعوب تحت ظل هذا النموذج الأمريكي الشيطاني!!
أما الدعوة إلى التعددية, فتهني حرية الإنسان في اعتناق أية فكرة والدعوة إليها في ظل نظام يفصل الدين عن الدولة وعن الحياة, فمجتمع التعددية لا يسمح فقط بالارتداد عن الإسلام, بل يمنح المرتدين حق الدعوة إلى ردتهم وإلى كل ما يحرمه الإسلام, فهو مجتمع يجيز وجود أحزاب سياسية تدعو لعقائد الكفر, وأخرى تقوم على الدعوة إلى الوطنية والقومية أي العصبية التي وصفها رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنها منتنة.
كما تسمح التعددية بالدعوة إلى الشذوذ الجنسي وتحلل المرأة، وتسمع كذلك بالصلح مع اليهود، فلا شيء ممنوع مع التعددية .
وقبول المسلمين بهذه الفكرة قبول لوجود دعوات الكفر في بلادهم، وقبول لكل دعوة تبيح ما حرم الله .
أما دعوة للحريات العامة، فتشمل الدعوة إلى حرية العقيدة، وحرية الرأي، وحرية التملك والحرية الشخصية .
أما حرية العقيدة، فتعني أن الإنسان أن يؤمن بأي مبدأ أو أي دين، وأن يكفر بأي مبدأ أو أي دين، فله أن يرتد عن دينه مع أن الإسلام يحرم ذلـك، ويعتبر المرتد كافرا وحكمه القتل أن لم يتب.
أما حرية الرأي فتشمل حرية الجهر بالكفر وإنكار وجود الخالق، والدعوة لأي فكرة تتناقض مع الإسلام، وصحفنا تطفح بهذه الدعوات، كمان أن حرية الرأي تسمح بالدفاع عن الأفكار التي تدعو إلى الانحلال والرذيلة والفساد، وتقويض قيم الشرف والعرض .
وأما حرية التملك، فتعني حرية تملك المال وصرفه كيف يشاء وجمعه من أي جهة حتى لو كانت حراماً فللإنسان أن يتملك ما يريد حتى لو خالف أحكام الإسلام كتملكه خمراً مثلاً أو مخدرات أو لحم خنزير، وله أن يسعى كذلك ككسب المال عن طريق فتح دار للبغاء، وليسمها إن شاء "ملهىً ليلياً "، وله أن ينفق ماله في صالات القمار كذلك .
وأما الحرية الشخصية، فتجيز لكل شخص أن يعيش كما يشاء، فله أن يتزوج وأن يعاشر أية امرأة دون زواج ما دام ذلك برضاها، وله أن يمارس الشذوذ الجنسي ما دامت هذه ممارسه ليس فيها طرفٌ قاصر، وواضحٌ هنا في هذه الحريات من خروج على الإسلام وتضييع لأحكامه، وواضح كذلك أن فيها إطلاق لغرائز الإنسان ليصبح عبداً لأهوائه وشهواته، وهذا ما يبرز الفرق بين الإسلام الذي نؤمن به وبين الكفر الذي يراد إدخالنا فيه .
أما حقوق الإنسان التي يروجون لها، فهي حقوق ارتبطت بوجهة النظر الغربية ومجتمع الرأسمالية .
وإعلان حقوق الإنسان هو نتاج غربي، ومحاولتهم لجعل هذه الحقوق عالمية تعتبر محاولة لنشر حضارتهم وتشكيل العالم من جديد بمفاهيمها .
ولذلك فأن محاولات البحث عن حقوق الإنسان في الإسلام ومقاربتها مع ما يطرحونه، تعتبر محاولات للتوفيق بين الإسلام والكفر، وانسياقا وراء طريقتهم في البحث والتفكير مما يجعلنا نتقمص شخصيتهم، ونتصور المشكلات الإنسانية وحلولها من خلال عرضهم لها، مع أن ديننا يحتم علينا أن نتعرف على مشكلاتنا وحلولها بناءً على ما تمليه علينا عقيدتنا، لا ما يمليه علينا هؤلاء الملطخة أيديهم بدمائنا ودماء البشرية كلها من أجل تحقيق مصالحهم الذاتية تحت دعوى "حقوق الإنسان" .
أما المجتمع المدني الذي يقول به فيعني في الفكر الغربي المجتمع العلماني، فمدني يعنون بها غير ديني، أو بمعنى دنيوي، والمجتمع المدني هو الذي لا سيطرة للدين عليه ولا دور للدين فيه، ويسير من خلال مجموعة من المؤسسات، أطلقوا عليها مؤسسات المجتمع المدني، كالنقابات مثلاً، وكالجمعيات,وكالأحزاب وغيرها .
أما المجتمع الإسلامي فيقرر " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه" فهذا يعني أن المجتمع يجب أن يكون على العقيدة الإسلامية وأن الدولة يجب أن تقوم على العقيدة الإسلامية وأن الحياة يجب أن تسير وفقاً لأحكام الإسلام وتعاليمه، وهذا هو الفارق بين مجتمع إسلامي ومجتمع مدني .
هذه الدعوات التي عرضنا لها أيها المسلمون، وهذه الشعارات التي ينادى بها بيننا ينظمها خيط واحد، هو المبدأ الرأسمالي الذي يطلقون عليه "المبدأ الحر" لأنه يتخذ من فكرة الحرية أساسا, دون اعتبار لما تجره هذه الكلمة معها من فوضى وانحلال, وكل هذه الدعوات يراد عولمتها وبالأخص بين المسلمين، وهي تتمحور حول مسألتين اثنتين, التحرر الفكري والتحرر الاقتصادي, فإذا تحررنا من أفكار الإسلام فذلك يعني الدخول في كفرهم بأتباعنا لدعواتهم، وإذا استجبنا لدعواتهم بالتحرر الاقتصادي، وذلك بإعفاء شركاتهم ومؤسساتهم العملاقة من الضرائب والجمارك وتوفير البنى التحتية لها، وضمان حقها بالتصرف برؤوس أموالها فذلك يعني الدخول في الفقر الذي يريدون إيصالنا إليه .
مما يعني أنما ينتظر المسلمين من خلال استجابتهم لدعوات التحرر الفكري, والتحرر الاقتصادي "الكفر والفقر" وبذلك يخسرون الدين والآخرة.
وهذا ما يدفع المسلمين لمواجهة هذه الأفكار بينهم والقضاء عليها لبيان زيفها، وتسلحهم بأفكار الإسلام، وإلا فأن الغرب بمبادئه الفكرية هذه يعد نفسه للإجهاز علينا وعلى عقيدتنا، وخطر الفناء بات يهددنا أكثر من أي وقت مضى، فالمصير المظلم يكاد يلقي بظلاله علينا والمعركة التي يتقرر فيها مصير هذه الأمة قادمة لا محالة, فأن لم تستعد لها كما يطلبه الله منها فمعنى ذلك أنها تخسر الدارين .
يقول الله تعالى :"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار، وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون "13هود.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين .
بقلم أبو الإمام