نشر موقع بي بي سي نت خبرا حول لقاء صحفي تم في اليمن مع الداعية الاسلامي المصري عمرو خالد , وصف فيه الرئيس اليمني بانه " رجل طيب " , وقال خالد في لقاءه الصحفي "هدفي الاكبر هو اقتلاع جذور الارهاب في اليمن، وتشجيع الناس على الروح الايجابية، ومواجهة المتطرفين والقول لهم: نحن لا نريدكم في بلادنا".ويدعو خالد بحسب الخبر الى اسلام حديث معاصر وتقدمي، ويشجع على التعايش بين الاديان، وينصح المسلمين بكيفية ادماج عقيدتهم بالعالم المعاصر.
ان النظام اليمني القمعي , قد اثبت فشله السياسي والعسكري والاقتصادي في ادارته لشؤون البلاد , فهو لا يحكم بالاسلام ولا يتخذه اساسا للحكم , ويسوس الناس بانظمة الكفر , ناهيك عن تبعيته السياسية المطلقة لبريطانيا العجوز , التى انشأته ليكون اداة لها في تنفيذ سياساتها في المنطقة , ومرتعا خصبا لنهب الثروات وسرقتها , وقد اثبت هذا النظام عدم اهليته وقدرته على ادارة دفة الحكم وانزلاقه في الفخاخ الامريكية التى نصبت له وما زالت .
وانه وبسبب موقعه الاستراتيجي المتعلق بالنشاط التجاري والممرات البحرية وثرواته الطبيعية , واسباب اخرى تصب في مصلحة امريكا وتعينها على تنفيذ مآربها الاستعمارية في افريقيا والجزيرة العربية , كل هذا جعل واشنطن مصممة على قلع النفوذ البريطاني من اليمن واستبداله باستعمار جديد , يكون فيه البيت الابيض هو السيد الحقيقي بدل داونينج ستريت .
وان المتابع للاحداث يلاحظ ولوغ امريكا في محاصرة هذا النظام عبر اساليب متعددة للايقاع به سياسيا وعسكريا واقتصاديا , وليس آخرها تسريبات ويكيليكس المتعلقة بقيام الطائرات الامريكية بدون طيار بقصف اليمنيين بتنسيق كامل مع الرجل الطيب ( علي عبد الله صالح ) كما وصفه الداعية .
ان اقوال عمرو خالد في ما اسماه محاربة التطرف والارهاب , تتوافق مع الاطروحات الغربية المضللة , سواء أكان ذلك بعلم منه ام جهلا , تلك الاطروحات التى قسمت الاسلام الى معتدل ومتطرف , باعتبار مقياس الاعتدال هو مدى القبول بالهيمنة الغربية على بلاد المسلمين , ومقياس التطرف هو مدى رفض هذه الهيمنة والعمل على انهائها والقضاء عليها , ولذلك كان الاجدى بهذا الداعية ان يقول لامريكا وجنودها الرابضين في حاضرة الرشيد وكابول واليمن نفسها , لا نريدكم في بلادنا , وان يخاطب بريطانيا التى يدور نظام " الرجل الطيب " معها حيث دارت , ان يقول لها لا نريدكم في بلادنا .
ان مستقبل المنطقة لن يصوغه الا الاسلام متمثلا بدولة الاسلام التى أظل زمانها وحينها لن يكون لامريكا وبريطانيا مرتعا في بلادنا , لذلك كان واجبا على العلماء والدعاة ان يكونوا في صدارة هذا المشروع العظيم ليفوزوا بعز الدنيا والآخرة .