من الصحافة السودانية أمريكا تنشط لسلخ دارفور عن السودان بعد اعلان دولة الجنوب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أوردت صحيفة القوات المسلحة العدد (2042) يوم 16/12/2010 مقالاً في صفحة آراء وأفكار تحت عنوان: (أمريكا تنشط لسلخ دارفور عن السودان بعد اعلان دولة الجنوب) جاء فيه:
نشطت إدارة أوباما في حملتها التقسيمية الثانية ضد السودان لتهيئة الأجواء لفصل دارفور بعد جنوب السودان، وذلك استمراراً في تفتيت السودان على غرار اتفاق نيفاشا الذي وقعته حكومة الانقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005م، التي صممت لتكون انموذجاً لحل قضايا جميع أقاليم السودان، قال النائب الأول لرئيس الجمهورية آنذاك علي عثمان محمد طه في ندوة تنويرية في حدائق البرلمان السوداني عقب توقيع اتفاقية نيفاشا قال: (هذه الاتفاقية ستعمم على جميع ولايات السودان).
ومما يدل بشكل صريح على مؤامرة أمريكا لسلخ دارفور وأهله من السودان هو استعداد أمريكا المبكر هذا العام لتحريك ملف دارفور، فقد أوردت الجزيرة خبراً في 02/02/2010 بعنوان: (أوباما يتوعد بالضغط بشأن دارفور)، جاء فيه: (قال أوباما رداً على أسئلة قدمت إليه عبر موقع "يوتيوب" على الإنترنت إن الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودولاً أخرى تعمل من أجل التوسط في سلسلة اتفاقات لتحقيق الاستقرار في السودان والسماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم في دارفور. وأضاف "نواصل ممارسة ضغوط على الحكومة السودانية وإذا لم يبدوا تعاونا في هذه الجهود فسيكون من المناسب ممارسة ضغوط إضافية على السودان من أجل تحقيق أهدافنا". فلأمريكا أهدافاً يعرفها الأعمى والأصم وهو تفتيت السودان بسلخ جنوبه ثم دارفور وشرق السودان إلى دويلات عرقية جهوية قبلية وغيرها من النعرات النتنة التي تستخدمها قوى الغرب المستعمر لتفتيت الشعوب والأمم. قال المبعوث الأمريكي سكوت غرايشن: (إن التقسيم في السودان يمكن أن يطال دارفور وشرق السودان بعد الجنوب) الاهرام اليوم العدد (353).
ومع تزايد التركيز الأمريكي مؤخراً حول دارفور، يكثف المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غريشن من نشاطه على إجراء استفتاء تحديد المصير في جنوب السودان، لتتفرغ الولايات المتحدة بالكامل لاستلام ملف دارفور وعدم نسيانه.
إن الولايات المتحدة كانت تغض الطرف عن الحديث حول حلول سياسية لمشكلة دارفور، وتحاول في كل مرة تبريد الأجواء المسخونة من أوروبا، وتطمين المجتمع الدولي بهدوء الأحوال في المنطقة مع علمها التام بسخونة ملف دارفور، قال كرتي؛ وزير الخارجية السوداني في تصريحات للشرق الأوسط 27 سبتمبر 2010 العدد (11626): (بعد اتفاقية أبوجا لحل مشكلة دارفور «أنا كنت شاهدا على اتصال تليفوني بين الرئيس البشير والرئيس الأميركي بوش. شكر الرئيس البشير على تعاون السودان لحل مشكلة دارفور، ووعد بإعلان سياسة جديدة، وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات، وغير ذلك. وجاء مسؤولون أميركيون وذهبوا، ولم نسمع شيئا. حتى جاء أوباما، وتكررت المسرحية نفسها. وأخيراً، سمعنا أنهم سيعلنون سياسة جديدة). وهكذا فإن أميركا حاولت التغطية على هذه الكارثة (مشكلة دارفور)، بالاكتفاء بالتصريحات، قال القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم جيرالد كالوشي منتصف شهر مايو عام 2004م بأن الأوضاع في إقليم دارفور غرب البلاد تمثل موضوعاً حيوياً في ملف حقوق الإنسان في السودان، وأضاف أنه يتحفظ على ربط عملية السلام في الجنوب بتحقيق السلام في إقليم دارفور. وكان ذلك يشير إلى أن أمريكا تسعى إلى إتمام الترتيبات لفصل الجنوب أولاً ثم تنتقل إلى التركيز على موضوع مناطق الشمال ومنها دارفور.
وهكذا كانت أمريكا تماطل في سياستها تجاه دارفور آنذاك لحين الفراغ من ملف الجنوب. لأنها لا تريد انشغالها بملف الجنوب وملف دارفور في آن واحد فتركت ملف دارفور مشتعلاًً إلى حينه. وكانت تتناول فقط الملفات الانسانية والأمنية وموضوع النازحين دون جدية في حلها، بل لم تتطرق أصلاً لحل سياسي لموضوع دارفور، أوردت صحيفة الشرق الأوسط في عددها (11594) 26 /08/ 2010 (أن غريشن طرح في زيارته الأسبوع الماضي بعض الأفكار على الحكومة لتضمينها في الاستراتيجية، تتعلق بتأمين العمل بدارفور وتقديم تسهيلات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جانب خطة الحكومة لنزع السلاح ومعالجة أزمة معسكر «كلمة» للنازحين في جنوب دارفور).
أما الآن فقد اقتربت ساعة اعلان دولة الجنوب الصهيوصليبية بعد الاستفتاء المزمع في يناير المقبل، فقد أعلن غريشن الاثنين 13/12/2010 تعيين مستشار أميركي خاص للوضع في دارفور، هو السفير الأميركي المتقاعد دين سميث. وجاء إعلان تعيين سميث خلال زيارة غريشن الذي أجاب عن أسئلة الصحافيين عبر دائرة هاتفية أمس ليوضح جهود الإدارة الأميركية في السودان) جريدة الشرق الاوسط (العدد 11704). وردا على سؤال للشرق الأوسط في نفس العدد، حول تعيين سميث، الذي كان سفيراً لدى السنغال ونائب رئيس بعثة في الخرطوم سابقاً، قال غريشن: «إنني مسرور جداً لأنه أصبح جزءاً أساسياً من فريقنا.. هو الشخص الذي نحتاجه ليضع التركيز على دارفور)، وأوضح غريشن: «سيكون لدى السفير سميث الفرصة لقضاء مزيد من الوقت على الأرض والعمل مع قوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وحكومة السودان».
إن الولايات المتحدة لا تريد أن يفلت ملف دارفور من يدها لصالح أوروبا ولا لصالح أهل دارفور، إنما تتحين الفرص بل وتصنعها لتحقيق أهدافها المتعلقة بالدين والثروة وبسط النفوذ في هذا الإقليم، فالدين والنفط جعلتا السودان في سلم أولويات الإدارة الأمريكية. أشار الرئيس البشير في مقابلة أجراها معه د. محمد قواص مدير قناة اي ان بي الاخبارية في الخرطوم اوردته ميدل إيست أونلاين قال البشير: (أبلَغَنا سياسيون أميركيون نافذون بأن الولايات المتحدة تعتبر ان نفط السودان لها)، وأضاف: (النفط هو واحد من أهم الاشكاليات في العلاقة مع الولايات المتحدة بالاضافة الى التوجه الاسلامي للسودان). فهلا أدركتم سياسة أمريكا تجاه السودان؟!
إن الموقف الذي يجب أن يتخذه أهل البلاد من هذه المؤامرات لايقاف تساقط أقاليم السودان هو الآتي:
أولاً: إن التمادى في الباطل والاستمرار في سياسة التنازلات، والاعتماد على أمريكا في معالجة قضايا البلاد، وجعل البلاد ميدان صراع بين أمريكا وأوروبا أمر لا يقبله الإسلام. ويجر البلاد إلى مصيبة كبرى: من الذل والضعف، والفرقة والتفكك والخراب، وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ثانياً: إن التنازل عن أي شبر من أرض المسلمين ليكون تحت سلطان العدو الكافر هو جريمة كبرى في الإسلام، وهو يشجع المناطق الأخرى على الانفصال، فالمطلوب ايقاف انفصال جنوب السودان بالغاء نيفاشا، حتى لا تفكر أمريكا في دارفور ولا في غيره.
ثالثاً: وجوب معالجة مسألة وحدة البلاد على أساس أنها قضية مصيرية لا يجوز التفريط فيها بحال، فهي قضية حياة أو موت.
رابعاً: وهو الأهم والأساس أن تحل الدولة مشاكل دارفور بحكمة ووعي، وإحسان رعاية شؤون، فتعمل على توفير المراعي لأصحاب الأنعام، وتوفير متطلبات الزراعة والري لأصحاب الأراضي، ساكني القرى، وذلك بأن تجمع الفرقاء في دارفور وترعاهم دون تمييز وتحول دون جعل المشاكل مجالاً للتدخل الأمريكي الأوروبي، مستندة في ذلك إلى عقيدة الإسلام التي لا تفرق بين الناس، وتعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة، تنال بها الدولة رضا الرحمن قبل رضا الناس.