الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كلمة المهندس هشام البابا التي ألقاها في الاعتصام الذي نظمه المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أمام سفارة أوزبيكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلمة المهندس هشام البابا عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير التي ألقاها في الاعتصام الذي نظمه المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أمام سفارة أوزبيكستان - لندن تحت عنوان "كريموف حاقد على الإسلام" وذلك يوم السبت، 20 رجب 1436هـ الموافق لـ 2015/05/09م

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد...


أيها الأخوة، أيها الناس، أيها الجمهور الكريم،


بينما ينشغل العالم الغربي بهمومه ومشاكله وصراعاته الأورو-أمريكية، فإنه يغض الطرف عن جرائم حكومات موالية له ما كانت لتقع لولا مباركته لها وصمته المطبق على تلك الجرائم المهولة التي تقع يومياً على آلاف المظلومين المقهورين.


إننا نتحدث عما يجري في بلد موجود في العصر الحديث على الكرة الأرضية هذه التي تعيشون عليها! إننا نصف ما يحدث من إجرام في هذا القرن لا في القرون الوسطى! إننا نخاطب سياسيي وحكومات الغرب التي تؤيد أعمال هذا المجرم بسكوتها عنه لأننا نراهم كالأصنام لا ينطقون ولا يتأثرون! ما بال هؤلاء الساسة؟ هل هم بشر أم نحن لم نعد من البشر!!؟ يذبحوننا ويقتلوننا باسم الإرهاب وباسم الدفاع عن مناصبهم وكراسيهم، ولا نسمع كلمة حق من نائب في برلمان أو من صحفي حر كما كان في سالف العصر والزمان!


هل انقضى وولى عصر حرياتكم؟ هل تخليتم عن حقوق الإنسان التي صدّعتم رؤوسنا بها سنواتٍ طوالاً؟ أم أن الحقوق هذه هي لشريحة من البشر ولا تشمل من جئنا هنا لنخاطبكم باسمهم؟. نعم أتينا لنتحدث باسم عثمان وفرهاد، باسم عائشة وزولفيا، باسم الأم التي خطفتها قوات كريموف ولم تعد، باسم الرجل طويل القامة مفتول العضلات حاد الذكاء الذي أراد كريموف إسكاته بأية وسيلة ولم يفلح، فقطع أوصاله وهو على قيد الحياة، باسم الأطفال الذين ما وعوا في زمن الطاغية كريموف إلا الرعب والخوف، باسم النساء اللواتي لم يكل ولم يمل كريموف وهو يسلط عليهن كلابه في الأسواق ليخلعوا عنهن خمار الطهر والعفاف الذي أغاظه وأغاظ بناته الشريرات.


أيها السياسيون الذين تتغنون بأكذوبة لم يصدقها غيركم، نسألكم من هنا من أمام سفارة المجرم كريموف هذه، هل لو كانت أمك التي سلبها كريموف حياتها أو أختك أو زوجتك، هل كنت ستسكت؟


أيها الإعلاميون الذين كسرتم أقلامكم الحرة ونسيتم حقوق مهنتكم عليكم وسكتم عن فضح الظلم والظَلَمَة في تلك البلاد الحزينة، هل كنتم ستسكتون عن المجرم لو أن المقتول هو ابنكم أو أبوكم أو أخوكم؟


أيها العالَم الذي سلم مصيره لما يسمى بمجلس الأمن - بل هو مجلس الخوف والإرهاب - وغاب عن الوعي حتى تحكم بنا وبمصائرنا أمثال هذا المجرم الشيوعي القذر، كريموف، أما آن الأوان كي تثوروا على جلاديكم كما ثار أهل أنديجان بعد أن ضاقت بهم السبل فقابلهم المجرم بالذبح والتقتيل في مجزرة مروعة ما كانت لتحدث لولا وقوف دول العالم وخاصة أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي وراء هذا المجرم؟


أيها الناس، أفي عصر الثورات والمتغيرات التي عجزت حكوماتكم قاطبة عن استيعابها، ما زالت حكوماتكم تأمل بالسيطرة علينا بالحديد والنار؟ ويْحَكُم! ما هذه العقليات الشاذة التي لم تستوعب بعد المتغيرات التي حدثت في العالم؟


فبينما نقف هنا يسقط في أوزبيكستان كل ساعة ضحية ممن لا ذنب لهم إلا كونهم أرادوا الحياة الكريمة وأبوا أن يكونوا كالأنعام، لكن جلادهم كريموف منعهم من ذلك لأنه معتوه مجرم لا يرى حياته إلا بموت غيره.


لا تستغربوا أيها الناس فليس كريموف وحده المجرم وليس وحده من يقتل شعبه المظلوم، بل إن حكوماتكم في أمريكا وأوروبا يمدونه بأسباب القوة، يمدونه بالسلاح وبأدوات التعذيب والقتل، ويمدونه بما هو أخطر من السلاح، بالتعتيم الإعلامي التام، كي يقتل في الظلام ويعذب في العتمة، ويُزهق الأرواح دون حساب.


لهذا نقولها جلية واضحة: إن الأجيال التي ضحت، إنما ضحت من أجل أن يأتي من يتابع مسيرتها فيفضح المجرمين ويأخذ على أياديهم ويعم الأمن والأمان على الجميع، وها نحن - شباب حزب التحرير - أتينا من كل أنحاء المعمورة لنقول إننا نحن المسلمين أمة واحدة لا نقبل بالضيم ولا بالظلم. فإما أن تأخذوا على يد هذا المجرم في أوزبيكستان وإلا فإن التغيير آتٍ لا محالة، فكما ثار المسلمون في الربيع العربي نتيجة دعمكم لحكام مجرمين في ليبيا وتونس ومصر واليمن وسوريا، فإن أمتنا لن تهدأ ولن تسكت حتى يُزال هؤلاء الطواغيت المجرمون وعلى رأسهم المجرم كريموف من الحكم والسلطة ويُحاكم هو وداعموه في محاكم الأمة. ولكم فيما يحدث في بلاد الشام خير درس ليتكم تعتبرون منه. ذلك أنه لا يمكن لعاقل أن يوقف حركة التغيير فإنها من سنن الكون قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.


أيها العقلاء في كل مكان، إن التسلط والقمع والاضطهاد الشديد الذي يتعرض له المسلمون في أوزبيكستان، يُظهر أن الأنظمة لا تحارب فقط أشخاصاً بذاتهم أو جماعات إسلامية معينة، بل هي تعمل على تدمير الإسلام كله هناك. ذلك أنه يشارك في هذه الحرب على المسلمين مليون من موظفي جهاز المخابرات والداخلية، ورؤساء التجمعات المحلية، التي تُشكَّل بحجة رعاية المواطنين، والجيش، وكذلك يشكلون في كل قرية أو ناحية حراساً يحافظون على الأمن فيها. ولو يأخذ الطاغوت العبر من سير الطغاة الذين سبقوه لعلم أن لا فائدة من إجرامه لأنه مهما علا فإنه مبشر بالسقوط، فقد علا فرعون على موسى عليه السلام ثم سقط سقوطاً مروعاً هو وكل جنده، وعلا كسرى على قومه وسامهم سوء العذاب حتى مزق الله ملكه وانتهت أسطورة الدولة الفارسية، وعلت بيزنطة وظلمت الناس حتى أنهاها الله على يد محمد الفاتح فعمهم الخير والأمن والطمأنينة، وعلا القذافي أربعة عقود على شعبه ونكل بهم حتى انتقم الله تعالى منه وأذله وأنهى أسطورته، وها نحن نعيش أياماً نتابعها كالحلم في نهاية أسطورة طاغية لا يختلف عن كريموف، حيث نرى بشار الأسد وهو يتلاشى من على خارطة الشام رويداً رويداً حتى يثلج الله صدور المظلومين في أيام الطاغية الأخيرة وهو يتساقط ويضمحل. فلو يعتبر المجرم كريموف لاعتبر بمن سبقه وبمن عايشه، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره بإذلال المجرمين وبالانتقام منهم على المظلومين، حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر من أصحاب الألباب. حينها ينصر الله تعالى المستضعفين في الأرض ويعيد لهم سلطانهم المغتصب وهذا هو وعد من رب العالمين لا شك فيه، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ . وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾.


وختاماً، أوجه كلماتي التالية لأهلنا وأحبائنا الأبطال والبطلات في أوزبيكستان، الذين تعلمنا منهم دروساً في الثبات والإخلاص والتضحية، نقول لهم ما قاله رب العالمين في كتابه الكريم: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.


إنكم أيها الأبطال شوكة في أعين أعداء الله وأعداء الإسلام، لم يتمكن منكم عدوكم لأنكم أصحاب حق والحق هو الله تعالى، إننا وأنتم أمة واحدة من دون الناس، وإن النصر يتنزل على الذين استقاموا مثلكم كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾.


فاثبتوا ثبتكم الله، فإن في ثباتكم النصر، وإن قوة المسلمين في فكرهم الناصع وفي سلوكهم المنضبط بالحكم الشرعي وإنكم بذلك قد أعييتم عدوكم وحيرتم المتربصين بكم، وهذه تباشير نصر من الله قريب. وإن حزب التحرير الذي اتخذ قضية استئناف الحياة الإسلامية وإعادة أمتنا أمة واحدة تحت قيادة واحدة غيبها الأعداء عنا أكثر من تسعة عقود، اتخذها قضية مصيرية له وحملها شبابه وشاباته بانضباط والتزام بطريقة الرسول ﷺ، لن يكل ولن يمل عن العمل الدؤوب في تبني مصالح الأمة والصراع الفكري مع الغرب والكفاح السياسي مع حكامنا الظلمة بعيداً عن الأعمال المادية التي نهانا المصطفى عنها قبل قيام الدولة، والتي يتمناها لنا عدونا ليسقطنا في أكذوبة الإرهاب.


نعم، لن نهدأ ولن نستقر إلا بإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإن فجرها قد لاح نشمّ شذاها وتلفنا نسائمها، فصبراً أهل أوزبيكستان صبراً فإن موعدنا صبح الخلافة، أليس الصبح بقريب؟!


﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع