الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كلمة بالنيابة عن عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كلمة بالنيابة عن عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبكستان
(مترجم)

 


على الرغم من المعاناة المستمرة والإذلال والإهانة والاضطهاد، لم تستطع أي قوة أن تنتزع الإسلام من قلوب الناس في أوزبكستان، بل على العكس، فإن حب الإسلام قد ازداد عندهم، ولذلك أضحى الإسلام كابوساً مزعجاً بالنسبة للنظام.


إن السلطات الأوزبكية، وتحت ذريعة "محاربة التطرف" قد أعلنت الحرب ليس فقط ضد الحركات الإسلامية، بل ضد المسلمين جميعاً، مستغلة ما نفذته بأيديها من أعمال إرهابية في 16 شباط/فبراير 1999م.


إن إعلان الحرب على الإسلام والمسلمين يزداد يوماً بعد يوم؛ فعلى سبيل المثال، يتعرض السجناء للتعذيب بطريقة وحشية؛ حيث يُدفنون تحت الأرض، ويَصبون عليهم أكسيد الكالسيوم والماء، ويعلقونهم من أيديهم وأرجلهم، ويتعرضون للاغتصاب والإذلال الجنسي، يُخنقون بواسطة أكياس بلاستيكية وبأقنعة الغاز، ويوضعون في العزل الانفرادي بسبب صلاتهم، أو لرفضهم كتابة طلب استرحام للرئيس.


يوجد في سجون أوزبكستان ومعتقلاتها، بحسب بعض المصادر، عشرون ألفاً من المسلمين، من بينهم حوالي ستة آلاف عضو في حزب التحرير، حكم عليهم بالسجن وفقا لقانون الجرائم "الدينية"! وهؤلاء يتعرضون أكثر من غيرهم للتعذيب الوحشي، مما أدى بالبعض منهم إلى الجنون.


على سبيل المثال، المعتقل جمال الدين كريموف، من مواليد 1977م، حكم عليه بالسجن 18 عاماً بموجب المادة 159 من القانون الجنائي "العمل على قلب نظام الحكم الدستوري لجمهورية أوزبكستان". ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2001م تنقل بين سجنين هما الأكثر رعبا في نافوي، في قرية جسليق في كاراكالبكستان، ومعتقل مدينة أنديجان. وفي عام 2003م حين كان جمال الدين كريموف في جسليق، انهال السجانون عليه بالضرب في جميع أنحاء جسده، فكسروا ذراعه... فأصيب بصدمة مؤلمة أفقدته عقله.


في معتقل 64/71 في جسليق، حيث لا يزال كريموف محتجزاً هناك، جميع السجناء يعانون من أمراض عقلية نتيجة التعذيب. إحدى طرق التعذيب هناك، هي اغتصاب السجناء بهراوة ملوثة بالإيدز.


يعاقبون "الملتزمين دينياً" في السجون بمنعهم من الصلاة، وإذا أمسكوا بهم وهم يصلون، فإنهم يقومون بتعذيبهم جسديا، وإذا حاول المعتقل الدفاع عن نفسه يعاقبونه مرة أخرى.


السجناء الدينيون، وخصوصا أعضاء حزب التحرير، يحرمون من حريتهم عند انتهاء مدة محكوميتهم؛ ويتم تجديد اعتقالهم بتهم ملفقة تتعلق بانتهاك النظام الداخلي ومخالفة الأوامر. ولا يخرج من السجن أو يشمله العفو إلا من يوافق على شروط (مثل استنكار الأعمال الدينية، أو خدمة الأجهزة الأمنية أو المخابرات الأوزبكية)، أو أولئك الذين يكونون في وضع صحي متدهور جداً. فعلى سبيل المثال، في 11 شباط/فبراير 2015م أطلق سراح 16 سجينا، شملهم العفو.


أما أوضاع أخواتنا في سجون ومعتقلات نظام الطاغية، فلا يمكن وصفها بدون أن تُذرف الدموع. مؤخرا كتبت إحدى المظلومات رسالة مناشدة، ذكرت فيها أن 7 أو 8 موظفين قاموا باستجواب إحدى زميلاتها في الغرفة، وأثناء التحقيق معها ضربوها بالعصي، وشدوها من شعرها وضربوا رأسها بالحائط وطلبوا منها أن تكتب أسماء كل من يساعدها مالياً، ثم اغتصوبها بواسطة العصي. وكانوا قد طلبوا من امرأة أخرى الأمر نفسه وهددوها بأنها إن لم تنفذ ما يطلبون فسيخلعون ملابسها بالكامل أمام الجميع ثم يجرّونها في ردهات السجن وهي على تلك الحالة ويضربونها بالعصي، وإذا رفضت بعد ذلك فسيغتصبونها أمام أعين أخيها وأولادها. لاحظوا إذا كان هؤلاء الطغاة يعذبون النساء المستضعفات لأخذهن مالاً من أحد بسبب وضعهن المادي المزري، على الرغم من أن مساعدتهن هي واجب تتحمل الدولة مسؤوليته، فما الذي يمكن أن يفعلوه بمن لا يعترف بنظام كريموف وعصاباته الإجرامية؟


أما خارج السجون؛ في الأماكن العامة، وأماكن العمل، وفي المدارس فإن الحكومة تمنع الخمار، وتهدد من تلبسه بالطرد من التعليم والفصل من العمل.


خلال الأشهر الستة الأخيرة، وفي مناطق عدة في أوزبكستان، تم اعتقال العشرات بتهم ملفقة. ففي وادي فرغانة بالتحديد تم اعتقال أكثر من70 شخصاً لأسباب دينية. وأثناء التحقيق تمارس الأجهزة الأمنية أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي من أجل الحصول على اعترافات من المشتبه بهم؟ فعلى سبيل المثال، حصل أن قاموا بتعرية الزوجات على مرأى من أزواجهن وهددوهم باغتصابهن، يتم اعتقال عائلات المتهمين بدون وجه حق، ويساومونهم على إطلاق سراح العائلة مقابل الاعتراف. وقد استخدموا الحقن، وضربوا الأبناء أمام آبائهم، وصعقوا أجسادهم عن طريق أفواههم وأيديهم بالكهرباء.


المسلمون الذين يسعون للعيش بحسب الإسلام، يجبرون على مغادرة البلاد، وفراق آبائهم وأبنائهم وعائلاتهم، والابتعاد عن بيوتهم وأعمالهم.


إن القمع والاضطهاد الشديد الذي يتعرض له المؤمنون المسلمون، يُظهر أن السلطات لا تحارب فقط أشخاصاً بذاتهم أو جماعات إسلامية معينة، بل هي تعمل على تدمير الإسلام كله.


يشارك في هذه الحرب على الإسلام مليون من موظفي جهاز المخابرات والداخلية، ورؤساء التجمعات المحلية، التي تُشكل بحجة رعاية المواطنين، والجيش، وكذلك يشكلون في كل قرية أو ناحية حراساً يحافظون على الأمن فيها.


وفي الختام، فإنني وبالنيابة عن أعضاء حزب التحرير في أوزبكستان أقول لكم بأنه حتى تعود دولة الخلافة على منهاج النبوة، فإن قلوبنا لن تهدأ، وكما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: «... حتى يظهره الله أو أهلك دونه»!

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع