- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
النداء قبل الأخير... من حزب التحرير
(1)
بشائرُ نَزُفُّها ومُعَوِّقاتٌ نُذَلِّلُها بإِذن اللّه
جمعةٌ رمضانيةٌ استثنائيةٌ بكل ما للكلمة من معنى، أضفت على رمضان كلِّه نكهةَ النصرِ لأُمتنا، رائحةُ بدرٍ تفوحُ مع دقات عقارب ساعات هذا الشهر الكريم، نعم هكذا كانت الجمعة الأولى من شهر الخير والبركة هذا العام، فالصوت قادم من هناك من غرفةِ عملياتٍ انعقدت منذ عشرات السنين وعلى مدار الساعة ترعى شؤون الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية عن طريق الحكم بما أنزل الله، بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، إنها غرفة عمليات "حزب التحرير" الرائد الذي لا يكذب أهله، فصوته يملأ المكان كلَّه كما ملأ آذاننا بصوتٍ كلُّه عطاءٌ مثمرٌ بإذن الله بصوت أمير حزب التحرير يبشِّرنا بنداءٍ هو النداءُ قبل الأخير للأمة ولأهل القوة والمنعة فيها.. ستقوم الخلافة، وسنسير إلى بيت المقدس فاتحين، وإلى مكة مكبرين مهللين فلا تأشيراتٍ من آل سعود بعد اليوم، ولا حدود تمنعنا. نعم أمتنا أوشكت أن تُولد من جديد، سنرفع الأذان في أُذنها عن اليمين ونُقيم الصلاة في أُذنها عن الشمال، لترفع سبابتها فيستظل بظلالها كلُ عالمنا الإسلامي وهي تُردد ونُردد معها "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله"، فالحمد لله وحده الذي نصر عبده ﷺ، والحمد لله فها هو ينصر أحباب عبده ﷺ، فيهتز العالم كله وتتبعثر أوراقه ويختلط ترتيب الأمم كلها بولادة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، أمة الإسلام لا تخافي حيَّ على الفلاح انهضي فمكانك ما زال شاغرًا، فليس هناك من يملؤه بالحق والعدل والحب والسلام إلا أنتِ ورجالك، انهضي أمتنا فالبحر والمحيط يشتاق قبطانك، والقِفار تَحِنُّ إلى سماع سنابك عادياتك وهي تثير الأرض نقعاً، انهضي أمتي فقد أَطلت علينا الغياب، انهضي أمتي فقد تجمع لاستقبالك كل الأحباب؛ أحباب رسولك محمد ﷺ.
هكذا كانت الجمعة الأولى من هذا الشهر الفضيل فعلاً حين استقبلنا وأمتنا هذا النداء قبل الأخير من حزب التحرير، صرنا نُحدث أنفسنا الحمد لله فلم يبقَ إلا النداءُ الأخير، فيقول أحدُنا لا يا أخي لم يبقَ إلا البيانُ الأول الذي نعلن فيه ولادة دولتنا العملاقة، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، كيف تجتاحنا آمالٌ تداعب خواطرنا، فبعضنا يحس أننا أبرمنا بيعة العقبة الصغرى، وبعضنا يسأل ترى أين سيذهب مصعب بن عمير ليهيئ المكان، وبعض آخر يقول لا لسنا بحاجة إلى مصعب في حالنا هذه فقد كنا كلَنا مصعب طوال الوقت الماضي كله، فنحن موجودون في كل مكان، لقد تجاوزنا كل هذه المرحلة وهيأنا المكان بمن فيه، وما بقي علينا إلا أن يكرمنا الله بإعلان قيام الدولة على لسان أميرنا، آمالٌ وبشائرُ تسري في نفوسنا، تتحاور بداخلنا العقول مع القلوب، نحن نعرف حزبنا حق المعرفة؛ كيف سار ويسير وسيسير بإذن الله ثابتَ الخطوةِ إلى هدفه لا يستثير فينا العواطف ولا يبث فينا الأماني والآمال، بل يسير بنا صادقا بقوله وفعله، يقدر لكل أمرٍ قدْره، فيقول العقلُ: هذا النداء بشارة واضحة ما دام قد قدَّرَ له حزبنا أن يكون النداءَ قبل الأخير، ويطمئنُ القلب لذلك بحجة أن قلوبنا لم تعهد على الحزب ولو مرة واحدة أنه شحذ همتنا بآمال وأماني عريضة لا واقع لها، وهكذا فقد تهيأت النفوس والأفئدة والعقول وكأني أرى شبابنا وشاباتنا في حزب التحرير وعلى عادتهم قد بدأوا هذه المرة يرصون الصفوف وينظمونها لقادم العمل والجهد الكبير المنتظر منهم.
نعم إنها البشارة وأي بشارة للأمة بدنو لحظة عزها ونصرها بإذن الله، وهي الإشارة وأي إشارة لشباب الحزب وشاباته بأن تهيأوا لهذه اللحظة التاريخية التي عملتم طوال السنين الماضية للوصول إليها، إشارة تطلب منا مضاعفة الجهد والعمل لرفع معنويات الأمة وبث الوعي اللازم لاستقبال هذا المولود بما يستحق من حفاوة وتكريم... وأنت أيها الحزب العظيم أبشر بما بشَّرتَ به وزيادة، فها هم شبابك كما عهدتهم رهن الإشارة في المنشط والمكره، تَجهَّز كل واحد منهم ليكون وحده جيشاً طيعاً رهن إشارتك، فسر بنا على بركة الله فنحن إن شاء الله أحباب محمد ﷺ الذي فاخر بنا أصحابه، ولن تجدنا إلا مثل ما وجد محمد ﷺ من أصحابه، امضِ بنا يحفظك الله ويسدد على طريق النصر خطاك، فوالله لو خضت بنا عباب البحار والقفار لخضناها معك، امضِ بنا إلى وعد رسولنا وحبيبنا محمد ﷺ خلافة على منهاج النبوة، واعلم أنه لا يوجد فوق الأرض الآن من هم كرجالك ونسائك بقوة إيمانهم وفكرهم وسياستهم ورحمتهم على أمتهم وشجاعتهم وثباتهم أمام أعداء الله، فأبشر بمثل ما بشرت وأكثر.
ولأننا نعرف حجم المخاوف وأنواعها لدى أبناء أمتنا من أنظمة الكفر التي جثمت وما زالت تجثم على صدورهم وسامتهم سوء المعاملة كلما قربوا أو اقتربوا من إسلامهم ليعيشوه، فلأننا نعرف ذلك وأكثر فقد رأينا أن نساهم في محاولة تبديد هذه المخاوف من قلوب ونفوس بعض أبناء أمتنا، كي لا تكون هذه المخاوف حائلا دون أن يلتحقوا بنا وينصرونا وينصروا دينهم. وقبل أن نخوض في محاولة تبديد هذه المخاوف فإننا سنجملها كنقاط رئيسية لمسناها ووقفنا عليها خلال سيرنا وتفاعلنا معهم، وبعد إجمالها سنقوم بتناولها واحدة تلو الأخرى بحيث نخصص لكل عنوان من عناوين المخاوف هذه حلقة خاصة بها كي نجليها على أفضل ما يكون، ذلك أن أبناء أمتنا في غالبيتهم الساحقة يتفقون معنا على أن قيام الخلافة الإسلامية أمر لا يعارضه أحد، لا بل هو قمة من قمم أمجادهم التي ما زالوا يعيشون على ذكراها عندما يحسون بأن هويتهم تكاد أن تضيع، فكل أبناء أمتنا يتغنون بأبي بكر الصديق خليفة رسول الله ﷺ، والفاروق عمر وذي النورين عثمان وأبي الحسن علي رضوان الله عليهم جميعا، ولكن المشكلة عند بعض أبناء أمتنا أنهم في غالبيتهم لا يعرفون كيف يأتون بأبي بكر أو بعمر أو بعثمان أو بعلي، ففي نظرهم أن هذه الكوكبة أتى بها الله وهيأهم لنبيه ﷺ كما هيأ الحواريين لعيسى، فهم لا يستطيعون أن يتصوروا أن مثلهم سيعود بنفس هذه المواصفات التي يعرفون، لا سيما وأنهم يؤمنون بأن محمداً ﷺ هو خاتم الأنبياءِ والمرسلين، هذا بالإضافة إلى ما خضع له أبناء أمتنا وعلى مدار قرابة القرن من الزمان من غزو فكري وثقافي لتجهيلهم بإسلامهم، ثم احتلال عسكري لتركيع كل قواهم الحية، ثم بحكم بغير ما أنزل الله ليعتادوا على نمط عيش على طريقة أهل الكفر وأعداء الإسلام، الأمر الذي ساعد إلى حد بعيد في شل قدرتهم على مجرد التخيل أن الإسلام نظام حياة وليكتفوا بزيارة المساجد كما يزور النصارى كنائسهم، هذه العقود من الزمان التي كان هدفها إلحاق الهزيمة النفسية وزعزعة الثقة بالنفس وبالدين، ناهيك عن الدور السلبي الذي لعبه علماء السلاطين من تكريس حالة الجهل والتضليل لبعض أبناء أمتنا وحرفهم عن الطريق الصحيح لفهم دينهم والالتفاف حوله.
من أجل ذلك فسوف نأتي فيما يلي على عناوين المخاوف التي تكتنف نفوس وقلوب البعض من أبناء أمتنا، نأتي عليها بكل جرأة لنميط اللثام عن كل هذه المخاوف المزعومة ونبين أنها ما هي إلا وهم صُنع وما زال يُصنع في أذهان أبناء أمتنا كي تعشش هذه المخاوف في أذهانهم لتحول دون أن يستفيقوا ويلتفوا حول إسلامهم كما فعل أسلافهم، وكي يبقى الكافر ومعه أزلامه من بعض أبناء جلدتنا المأجورين له يسرحون ويمرحون وينهبون ويسرقون دونما حسيب أو رقيب، وفيما يلي عناوين الحلقات القادمة التي سنأتي عليها بشيء من التفصيل كي يحيا من حي عن بينة، فلا يبقى لدى أي منا عذر لعدم نصرة دينه.
• الهزيمة النفسية التي لحقت ببعض أبناء أمتنا وجهل بعضنا بأن الإسلام دين فيه العبادة وفيه نظام الحياة.
• كيف تصدق وكيف تؤمن بالعقل أن دعوة حزب التحرير ونداءه قبل الأخير هذا هو خطوة باتجاه إقامة دين الله في الأرض؟.
• الدولة الحديثة ودواليبها والديمقراطية وعيوبها المشاهدة بالحس، ونمط الحياة الفاسد الذي تفرضه على الناس وأثرها في بعد أهل الإسلام عن إسلامهم.
• الخوف من الأنطمة الحاكمة في حالة الرغبة بتلبية نداء حزب التحرير ونصرته والخوف من مواجهة السلطة والخوف على الأهل والرحم والرواتب والأرزاق والمعاشات.
• الخوف من الأنظمة الحاكمة في حالة قيام دولة الخلافة، والخوف من أمريكا والغرب وكيان يهود وأساطيلهم العسكرية حال قيامها.
• هل يمكن أن يقبل أهل القوة والمنعة هذا النداء فيلبوا مسرعين؟.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرؤوف بني عطا - أبو حذيفة
لقراءة الجزء الثاني اضـغـط هـنا
لقراءة الجزء الثالث اضـغـط هـنا
لقراءة الجزء الرابع اضـغـط هـنا
لقراءة الجزء الخامس اضـغـط هـنا