الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الدافع وراء هجرة الشباب لتنظيم الدولة هو تطلعهم للعيش في ظل أنظمة الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الدافع وراء هجرة الشباب لتنظيم الدولة هو تطلعهم للعيش في ظل أنظمة الإسلام

 

 


أوردت صحيفة المجهر الصادرة في 2015/7/5م بأن حزب المؤتمر الوطني اتهم جهات بقيادة عمل استخباراتي لإغراء الشباب بالالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، من بينها كيان يهود، بيد أنه قال إنها لا تظهر للسطح، وشدد على أن من نتائج ذلك إمكان المجتمع الدولي اتهام السودان بأنه دولة تصدر الإرهاب.


وقال أمين الأمانة العدلية بالحزب "الفاضل حاج سليمان" في تصريح لـ(المجهر) السبت، إن انضمام طلاب من جامعة العلوم الطبية لـ(داعش)، أصبح مخيفاً، وذكر أن التحاق الطلاب بالتنظيم له دوافع مختلفة، داعياً الدولة لوضع حد لذلك، إلا أنه عاد وقال: لا بد أن ننظر لذلك بالمنظور الفكري والشرعي، ومقارعة الشباب بالحجة حتى يثيبوا للصواب، وأضاف (على الدولة أن تضع في حسبانها بأن المعالجة تتم عبر قراءة الواقع بصورة صحيحة). وقطع "الفاضل" بأن هناك خلايا تغرر بالطلاب، وقال: إن واجب السلطات أن تتحرى عنهم حتى تتضح الحقيقة، وتساءل عن ماهية الهدف الذي تسعي داعش لتحقيقه، فضلا عن هل هي مؤهلة لقيادة تغيير في العالم الإسلامي.


وحول الاتهامات بتواطؤ بعض العناصر الأمنية في مطار الخرطوم مع تنظيم الدولة إبان سفر طلاب من جامعة العلوم الطبية لتركيا بغية الانضمام للتنظيم الأسبوع الماضي قال "الفاضل": (هذا كلام غير مؤسس، وهي تهمة خطيرة دون دلائل)، وأضاف (إنها مسألة تحتاج لتدقيق قبل أن نطلق الاتهام جزافاً)، وقطع بأنه تحليل يتبناه البعض بدوافع مختلفة.


انضمام عدد من الطلاب السودانيين إلى تنظيم الدولة من خلال السفر إلى تركيا ومن بينهم فتيات أمر أصاب بعض الأسر بالهلع والخوف على مصير أبنائها الذين غادروا صوب التنظيم، ولا يبدو أن موسم الانضمام الطلابي للتنظيم قد انحصر على جامعة بعينها بقدر ما أنه أصبح في كثير من الجامعات السودانية، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة من بينها: لماذا هذه الهجرة، وهل الانضمام إلى هذا التنظيم كان بين الطلاب النابعين من أسر غنية وميسورة الحال فقط، أم تجاوزهم إلى طلاب آخرين خارجين من أسر فقيرة؟، ويتساءل الكثيرون عن الدوافع التي تجعل هؤلاء الطلاب يعبرون الحدود والبحار مناصرةً للتنظيم؟، وتتسابق إلى الذهن أسئلة من قبيل الجانب النفسي والديني والاجتماعي لهذه الشريحة التي تخرج في صمت وبصورة تفاجئ الجميع حتى الأسر.


وكذلك نشرت يوم 02 تموز/يوليو 2015 ذكرت مصادر متطابقة لـ"التغيير الإلكترونية" أن عدد الذين انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع هذا العام هو 200 شاب معظمهم من أسر فقيرة. وأضافت تلك المصادر والتي فضلت حجب هويتها أن "عدد الشباب الذين انضموا فعليا لداعش وغيرها من التنظيمات المتشددة مثل القاعدة وجماعة النصرة كبير جدا ولا يقارن بالأعداد التي انضمت من جامعة العلوم الطبية".


وأشارت تلك المصادر الرسمية إلى أن "عددا كبيرا من الشباب من المناطق الطرفية والمنحدرة من أسر فقيرة انضمت لتنظيم الدولة" بحسب إحصاءات مستمرة فإن ما يقرب من 170 شابا انضموا للتنظيمات بشكل مستمر وهي في ازدياد. هنالك شبكات منظمة ورجال دين معروفين ولهم صلات بهذه التنظيمات تعمل في تجنيد هؤلاء الشباب.


وتركز وسائل الإعلام المحلية والعالمية على انضمام الطلاب من جامعة العلوم الطبية والذين يحملون جنسيات غير سودانية للتنظيم. وزاد التركيز أكثر بعد أن انضمت ابنة مسئول رفيع في وزارة الخارجية وهي ابنة الناطق الرسمي للوزارة إلى التنظيم بعد أن خرجت من مطار الخرطوم دون أن يكون اسمها على لائحة المسافرين، ثم سفره إلى تركيا للبحث عنها.


وكونت السلطات الرسمية لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات خروج هؤلاء الشباب عبر مطار الخرطوم وتوصلت في تحرياتها الأولية إلى وجود شبكة من كبار الضباط تساعد الشباب على الهرب مقابل دفع الأموال.


غير أن المصادر تقول أن العدد الأكبر من الشباب يخرج من البلاد عبر الحدود الليبية ومنها ينضم لهذه الجماعات في ليبيا ومالي وسوريا والعراق "مع التركيز على المنضمين من جامعة العلوم الطبية ينسي الكثيرون أن العدد الأكبر يخرج عبر الحدود المشتركة وليس عبر المطار" وتابعت "هنالك شبكات متخصصة تقوم بدفع أموال وبالعملة الصعبة لهؤلاء الشباب وأسرهم حتى يلتحقوا بالتنظيمات المتطرفة.. دائماً ما يبحثون عن الشباب المتدينين والذين يرتادون المساجد بصورة دائمة في مناطق مثل الجريف والكلالكة والدروشاب والحاج يوسف".


هذا الكلام إنما يدل على حب هؤلاء الشباب للإسلام وتطلعهم للعيش في ظل دولة الخلافة ولكنهم ضلوا الطريق، والأولى أن تصب جهود هؤلاء الشباب في الطريق الصحيح لاستئناف الحياة الإسلامية. نحن ندعو هؤلاء الشباب للعمل للخلافة الحقة فالناس يدركون الخلافةَ الشرعية، ويميزون بينها وبين الخلافة المزعومة، فـ"الخلافةُ الحقة ليست مجهولة.. إنها نظامٌ مميز بيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، فليست الخلافة امبراطورية أو ملكية، ولا جمهورية رئاسية أو برلمانية، ولا دكتاتوريةً أو ديمقراطيةً تشرّع من دون الله، ولا أيَّ نوعٍ من الأنظمة الوضعية، ولكنها خلافة عدل، وحكامُّها خلفاءُ أئمة، يُتَّقى بهم ويقاتل من ورائهم.. إنها خلافةٌ تحمي الدماءَ، وتصونُ الأعراضَ وتحفظُ الأموالَ، وتفي بالذمة.. تأخذ البيعةَ بالرضا والاختيار لا بالقهر والإجبار، يهاجرُ لها الناسُ آمنين لا أن يفروا منها مذعورين".


لقد صارت العودةُ إلى الإسلام تعني بالضرورة إقامةَ الدولة الإسلامية؛ دولة الخلافة، وباتت مسألة العودةِ إلى الإسلام واستئنافِ الحياة الإسلامية هي الشغل الشاغل لأبناء الأمة الذين دبَّ فيهم الوعي. وباتت مسألةُ طريقة وكيفية الوصول إلى ذلك الهدف محلَّ البحث والنظرِ منذ أمد غيرِ قصير، على اعتبار أن في الشريعة الإسلامية من القرآن والسنةِ وإجماع الصحابة المعالجة الصحيحة للمشكلة القائمة، وهي مسألة كيفية إقامة الدين من منهج الصادقِ الأمين. ولا بد أن يتخذ العاملون وحمَلةُ الدعوة الإسلامية معياراً دقيقاً في تبني الأفكار والمفاهيم ذاتِ الصلةِ بكيفية إنهاضِ الأمة وإقامة الدولة ولا بد من التأكيد بكلام سريع أن إصلاح حالِ الأمة يكون أولاً بتفهُّم الإسلام وما يلزم منه لإقامة الدين تفهماً صحيحاً ومركزاً من قِبل المسلمين، وما يستوجب ذلك من إقامة تكتل سياسي يستهدف أخذَ الحكم، ثم مباشرة إقامة الدولة على أساس الإسلام في بلاد المسلمين، وهو ما سوف يعالج أمورَهم من جذورها، ويُصلحُ حالهم جميعاً جملةً واحدةً في الكليات والجزئيات! وهذا هو معنى استئناف الحياة الإسلامية، وكان من فضل الله وحده أنه تمدَّد اليومَ حزب التحرير بفكره وفهمه ودعوته في مجتمعات كافة أقطار البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً على اتساعها، بل وصار له وجود في كافة أنحاء العالم. وهو ما أهَّله ليكون رائدَ هذه الأمة اليومَ في مسألة وجوب استئناف الحياة الإسلامية، وهو ما يعني عنده إيصالَ الإسلام إلى الحكم بإقامة دولة الخلافة، واسترجاع سلطان الأمة من طواغيت الأرض والأعداء الماكرين. فنسأل الله تعالى أن يكرمنا بشرف إيصالِ هذه الأمة إلى هذا المستوى من الرفعة والعز والسؤدد والكرامة في الدنيا وفي الآخرة، كما يرضى ربُّ العالمين لأمة خيرِ المرسلين.


إن دولة الخلافة التي يعمل لها حزبُ التحرير منذ عقود دون كلل ولا ملل، وعلى رأسه أميره الحالي العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، حفظه الله، إنما هي تلك الدولة الإسلامية الحقيقية غير المشوَّهة، والتي تقوم على موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، أي تلك الدولة التي تُعلي كلمةَ الله حقيقةً وتطبق الإسلام تطبيقاً حقيقياً يُنهي نفوذ الغربِ في بلاد المسلمين، ويمنع تغلغلَ نفوذ الأعداء في الأمة مجدداً. هي تلك الدولة التي سوف تجسد وحدةَ المسلمين وتُحسن الرعايةَ وتعيد للأمة عزتها ورفعتها، هي تلك الدولة التي تُذل الكفرَ وأعوانه وتُعز الإسلام وأهله. هي تلك الدولة التي تلغي الوطنيات والقوميات وكل الحواجز التي صنعها المستعمِر بين المسلمين في بلادهم. هي تلك الدولة التي ستغير وجهَ العالم إذ لن تقيم وزناً لمنظمة الأمم المتحدة، ولا لصندوق النقد الدولي، ولا لغيره من المؤسسات الاستعمارية الغربية. هي تلك الدولة التي ستُلغي الجامعة العربية، وتزيل الأنظمة العميلة في البلاد الإسلامية. هي تلك الدولة التي سوف تزيل كيان يهود وتعيد فلسطين إلى أصالتها جزءاً من الدولة الإسلامية يقع في الصميم، في عقر دار الخلافة. هي تلك الدولة التي سوف تغير الجغرافيا رغم أنف الأعداء، وترفع رؤوسَ المسلمين - جميع المسلمين - في العالم، وتقهر أعداء الله ورسوله. هي تلك الدولة التي تحمل الهدايةَ والنور إلى الناس كافة... هي تلك الدولة التي سوف تُبدع في مجالات العلم والصناعة والزراعة على أعلى مستوى... هي تلك الدولة التي سيكون لها واقع على الأرض من حيث وجود الحاضنة الشعبية وسند الأمة، ومن حيث وجود الرعاية والقوة والمنعة والجيش... وكل مقومات الدولة. وبهذا يكون معنى عودةِ المسلمين إلى الإسلام اليومَ في هذا الزمان إنما هو بإقامة دولة الإسلام على أساس عقيدة الأمة ولا ريب، وبالطريقة التي جاء بها الوحي ولا بد، إذْ كلُّها أحكام شرعية واجبة في الإسلام وبذلك يفوز الشباب بخيري الدنيا والآخرة ويطمئن الأهل بل سيدفعون أولادهم للجهاد قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.


فيا شباب الأمة كونوا كمصعب بن عمير حامل الدعوة الذي صبر على الأذى وترك النعيم وحياة الترف والملذات، كل ذلك في سبيل الله كان داعية ناجحا وغازيا مجاهدا ما أدرك وقت الفتوح ولا الغنائم ولا كثرة الأموال حتى ما وجدوا شيئا يغطون به جسده عند استشهاده محتسبا أجره عند الله.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ريم جعفر (أم منيب)

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع