الأربعاء، 23 صَفر 1446هـ| 2024/08/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ردا على مقالة عبد الرحيم علي "مصر تخوض حرب وجود حقيقية..."

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ردا على مقالة عبد الرحيم علي "مصر تخوض حرب وجود حقيقية..."

 

 


نشر موقع البوابة بتاريخ 31/8/2015 مقالة لعبد الرحيم علي تحت عنوان: "مصر تخوض حرب وجود حقيقية.. "الخلافة" ليست جزءًا من العقيدة الإسلامية.. الدعوة لعودة الخلافة بدأت مع الدولة السعودية الثالثة".


لقد ادعى الكاتب في عنوان ما نشره بالصوت والصورة ثلاث ادعاءات عارية عن الحقيقة، فأي قول لا يعتبر حقيقة إلا إذا تطابق مع الواقع؛ فمصر بلد من بلاد المسلمين وهي جزء أصيل من الأمة الإسلامية ووجودها مرهون ببقاء هوية أهلها لا بالحرب على هويتهم، ومصر منذ أن من الله عليها بالإسلام وهي سد منيع في وجه كل من حارب الإسلام وأهله، فهي باقية ما بقي الإسلام فيها وليس كما يتصور الكاتب وغيره من المتأثرين بالفكر الغربي أنها باقية ببقاء حدودها وتلك الأسلاك الشائكة التي وضعها الإنجليز والفرنسيون، ولا ببقاء الفكر القومي والوطني الذي لا يصلح أن تبنى عليه أفكار ترعى بها مصالح الناس. فمصر بلد يسكنه مسلمون يؤمنون بالله ورسوله وبقاؤها مرهون بتمسك أهلها بكتاب الله وسنة رسوله، فعليهما تبنى أرقى الأفكار لرعاية المجتمع؛ ولهذا يعتبر كل من منع كتاب الله وسنة رسوله من الحكم بين الناس محارباً حقيقياً لوجود مصر.


أما ادعاؤه الثاني أن الخلافة ليست جزءا من العقيدة الإسلامية فهو نابع عن خطأ عنده في مفهوم العقيدة ومفهوم الخلافة؛ فالعقيدة اصطلاحا هي التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، والقرآن والسنة النبوية قام الدليل على أنهما حقيقتان جازمتان متطابقتان مع الواقع، والكاتب لا يختلف معنا في ذلك فهو من المسلمين ولكنه يجهل أن كل خبر ثبت ثبوتا قطعيا أنه من الكتاب أو السنة فهو من العقيدة لأنه جاءنا عن طريقين أصليين قطعيين؛ فنحن نؤمن بالملائكة وإن لم ندركهم لأن خبرهم القطعي ذكر في أصل قطعي، وتصديق وجود الملائكة مبني على التصديق بالقرآن والكفر بوجودهم كفر بالقرآن، وكذلك الإيمان بوجوب الحكم بما أنزل الله مبني على أخبار قطعية ذكرت في القرآن والسنة القطعية مثل قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ فهكذا تعرف العقيدة.


وأما الخلافة فهي رئاسة عامة للمسلمين، وهي نظام الحكم الذي أنزله الله على رسوله ﷺ نظام حكم يحكم به بين الناس ولم يكن نظاما من عند نفسه ومنعه من اتباع أهواء البشر في الحكم. والخطاب للرسول ﷺ خطاب لأمته ما لم يرد دليل بالتخصيص والخطاب للرسول ﷺ باعتباره حاكما هو خطاب لكل من حكم المسلمين من بعده ولا يجوز لأحد من بعده أن يتبع ما منع النبي ﷺ من اتباعه فيكون قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ خطاباً لكل من حكم المسلمين، وقد بين لنا رسول الله ﷺ هذه الآية وغيرها من الآيات في سنته التي هي أيضا وحي من عند الله، بينها لنا في حديثه الذي رواه البخاري (حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون» قالوا فما تأمرنا قال: «فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم».


وقد منع أن يكون للمسلمين أكثر من حاكم، روى مسلم في صحيحه في باب الإمارة (وحدثني وهب بن بقية الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما».


فهل يعتقد الكاتب أن الرسول ﷺ قد أباح قتل نفس من عنده أم بأمر من الله؟ وهل يعتقد الكاتب أن هذا الحاكم الواحد للمسلمين جميعا له أن يحكم بينهم بغير ما أنزل الله على رسوله ﷺ؟! ومن هنا يتبين لنا أنه لا يجوز أن يحكم المسلمين أكثر من حاكم ولا يجوز لهذا الحاكم أن يحكم بغير ما أنزل الله، وهذا معنى أن الخلافة رئاسة عامة للمسلمين ولهذا نقول له الخلافة من الدين والإيمان بها من الإيمان بالآية السابقة وغيرها من الآيات وكل ذلك من العقيدة.


أما ادعاؤه الثالث أن الدعوة للخلافة بدأت مع الدولة السعودية الثالثة فناتج عن عدم إدراكه لأحداث التاريخ القريب؛ فالدولة السعودية الثالثة التي هدمت على يد آل رشيد وجند الخلافة هي الحلقة الثالثة من حلقات هدم الخلافة لا عودتها كما يدعي، فآل سعود في دولتهم الأولى على يد بن محمد بن مقرن وصديقه بن عبد الوهاب ثم عبد العزيز بن محمد بن مقرن وبن عبد الوهاب هي أول خروج حقيقي في العصر الحديث على دولة الخلافة والدولة الثالثة التي تأسست بموافقة الإنجليز بناء على الخطاب الموجه من العزيز بن عبد الرحمن بن سعود إلى المفوض السامي البريطاني هي الحلقة السعودية الثالثة من حلقات الحرب على دولة الخلافة لا إقامتها، والحروب التي مارسها آل سعود ضد دولة الخلافة وتكفيرهم للمسلمين ولدولة الخلافة وما سفكوه من دماء في طريقهم لهدمها لا يخفى على أحد، وليرجع الكاتب إلى كتاب "تاريخ نجد" يجد فيه خطأ ادعائه مسطورا فيه.


يا أهل الكنانة، يا من نصرتم الإسلام في مواطن كثيرة: لا تغرنكم مثل تلك الأقوال المرسلة العارية عن الصحة واستمسكوا بدينكم وانصروه كما نصرتموه من قبل، واعملوا مع المخلصين العاملين لنصرة الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي وعدنا بها الله سبحانه وتعالى وبشرنا بها رسوله الكريم ﷺ.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عبد المهيمن - مصر

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع