- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عمل شابات حزب التحرير شرف عظيم
لا ينبغي لحكومة بنغلاديش الخادمة للغرب أن تقوم به
(ضمن حملة المعتقلات في بنغلاديش)
إن الصراع بين الحق والباطل صراع أبدي منذ أن خلق الله الأرض إلى أن يرثها ودائما الحق ينتصر ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا. وفي ظل العمل الدؤوب لحزب التحرير لتبصير الأمة بقضيتها المصيرية (إقامة دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) دعا حزب التحرير بنغلاديش لمؤتمر عبر الإنترنت وقام شبابه، مجاهدو كلمة الحق التي تقض مضاجع الباطل دائما، بتوزيع منشورات للدعوة للمؤتمر، وهم يقومون بذلك تم اعتقال فتاتين من شابات حزب التحرير في بنغلاديش، يوم الأحد 30 آب/أغسطس الماضي، من قبل حكومة حسينة وبلطجيتها. والتهمة هي الدعوة لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتوزيع منشورات، هذا الشرف العظيم الذي لا ينبغي لحكومة حسينة الخادمة للغرب وبرامجه أن تقوم به، وهذه الحكومة التي تدعي أنها تقوم بمجهودات جبارة لما يسمى بتمكين المرأة وإعطائها كافة حقوقها السياسية والاقتصادية وغيرها، حسب ما يمليه عليها المجتمع الدولي عبر برامج لا تتوقف، مع العلم أن معظم السكان مسلمون يعتنقون عقيدة، لها أفكار ومفاهيم ومقاييس عن الحياة.
ولكن حكومة حسينة تصر على أن تكون خادمة مطيعة للغرب وثقافته السطحية المادية، وتقف حجر عثرة في وجه كل من يدعو للخلافة، وها هي تتجرأ باعتقال أختينا عضوتي حزب التحرير رغم أنهما ما فعلتا إلا ممارسة حقهما السياسي بالدعوة بالفكر الرصين؛ فكر الإسلام العظيم لحل معضلة المرأة وكل المسلمين بتشريع من خالق البشر بأساليب ووسائل سلمية مشروعة (توزيع منشور)، ولكن فرعونة بنغلاديش قالت ﴿ما أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرشاد﴾.
إن بنغلاديش تفتح الأبواب للمنظمات الدولية الخاصة بحقوق المرأة والتي تصدر دوريا تقارير مطولة عما أسموه ضحايا العنف والعنف المنزلي وانتهاك لحقوق المرأة، وتجرى البحوث التي تتحدث في خصوصيات الأسر والعائلات، وتسهب في ذلك بأيدي المنظمات النسوية التي تبث سمومها الفكرية فتجعل من المرأة عدوا للرجل، لا هم لها إلا فتح البلاغات ضده وتقديمه للمحاكمات بوصفه هاضما لحقوقها التي لم تدرك حقيقة من أضاعها، بل عمي عليها حتى تناست أنها ستر للرجل والرجل ستر لها، كما حض دين الإسلام الحنيف الذي تعتنقه، مما يدل على أثر ما تفرضه الدولة من قوانين وثقافة غربية ضحلة فاسدة أفسدت على الناس حياتهم وزادت من نسب الطلاق والخلافات الأسرية، ويتم ذلك بمساعدة وإسناد من الحكومة التي تقدم كل التسهيلات. فأصبحت أداة لتفريق الأسر والزج بها في مهاترات ومحاكم لم يعهد لها مثيل، والتي لم تحل مشكلة بل أزّمت المشكلات، خدمة لثقافة التحرر ومساواة المرأة بالرجل التي يكتوي الغرب بنارها، ويكاد يشيخ مجتمعه بسببها والمنظمات النسوية فرحة طربة وهي تعزف على أوتار العلمانية في بلاد المسلمين وترى أن هناك تقدما في مجال حقوق المرأة بالمقياس الغربى وتطلب المزيد.
وسط كلّ الإشادة العالمية التي حصلت عليها بنغلاديش لبرامجها الرامية إلى تقليص (معدلات الفقر) والعنف ضد المرأة في بنغلاديش، والدمج بين الفقر والعنف ضد المرأة، هو تسويق لبضاعة الغرب التي طال كسادها عند المسلمين، رغم الأوضاع الحرجة التي يعيشونها، وسط هذه الإشادة الدولية هناك حركة قوية لحقوق المرأة على الأساس الديمقراطي، دافعت عن إصلاحات في القانون على مدى عقود. وقاد ذلك إلى خطوات ملموسة باتجاه إصلاح القانون بل تغييره لمجاراة المجتمع الدولي وشرائعه الفاسدة والتي ترعاها الحكومة بعين بصيرة وتحتضنها بكلتا ذراعيها وتبذل جهدا مضنيا في سبيل ذلك، وعلى سبيل المثال:
1/ المذكرة الخاصة التي أصدرها البنك الدولي في عام 2005 أن بنغلاديش أحرزت تقدمًا مذهلاً في التنمية البشرية في مجالات التعليم والمساواة بين الذكور والإناث في التعليم والحد من النمو السكاني.
وهنا خلط الحابل بالنابل ودس السم في الدسم، والدليل في مجال التعليم؛ ففي الثمانينات من القرن العشرين، مولت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برنامج المنح التعليمية للإناث من أجل تشجيع الطالبات على الالتحاق بالمدارس الثانوية بموجب برنامج مساعدة المدارس الثانوية للبنات، كانت رواتب المعاشات تمنح إلى الفتيات بغض النظر عن ثروات عائلاتهن من أجل تسديد الرسوم المدرسية على أساس ثلاثة شروط يجب أن تلبيها الفتيات: الحضور إلى المدرسة بنسبة لا تقل عن 75 بالمئة من السنة الدراسية، الحصول على معدل لا يقل عن 45 بالمئة من العلامات في الامتحانات النهائية، والبقاء غير متزوجات حتى إكمال التعليم الثانوي، وهنا مربط الفرس لا تهم الدرجات المتدنية، فقط على الطالبة أن لا تتزوج والمنحة المعيشية توفر لها استقلالاً عن الأسرة. أى درجة من شيطنة المجتمع يريد الغرب أن يوصل المسلمين لها؟ إنه يريد أن يعيش المسلمون نفس نمط عيشه ويسلكون ذاك المنحدر الذي يسلكه.
أفضى برنامج المساعدات هذا أيضاً إلى تحقيق زيادة مبهرة في التحاق الإناث بالمدارس الدينية وحوّل نظام المدارس الإسلامية المسجلة في البلاد من نظام يسيطر عليه الذكور إلى نظام تعليم مختلط! اختلاط في المدارس الدينية هل ينتج علماء وعالمات دين أم يجفف الدين عند منابعه؟
قاتل الله حكومة حسينة التي تستجدي وتستجيب للغرب الكافر الحاقد على الإسلام.
وأعلن حينها أن برنامج المساعدات هذا خفض من نسب الخصوبة ووفيات الأطفال وتعزيز المساواة بين الجنسين (داونى بالتي كانت هي الداء) أين محاربة الفقر بين النتائج، لا مهتمة بالفقر ولا الفقراء، حكومة بنغلاديش يهمها كرسيها المعوجة قوائمه والغرب تهمه أفكاره الباطلة ومعالجاته الفاسدة؟
انتهت هذه الخطة الأمريكية للمساعدات المشروطة في 2001م والمرحلة الثانية منها انتهت في 2008م والآن يجري العمل بنسخة معدلة من برنامج المساعدات الأمريكية.
2/ في العام 2010م، أصدرت بنغلاديش تشريعاً وصف بأنه تاريخيٌ للحماية من العنف الأسري، والوقاية منه، يعترف ببعض أنواع "الخسائر الاقتصادية" للنساء المتزوجات كشكل من أشكال العنف الأسري. ويمنح النساء الحق في الإقامة بالبيت الزوجي والمطالبة بنفقة مؤقتة طارئة ولكن لم تبحث أسباب الفقر والأوضاع الاقتصادية الخانقة التي تمس المرأة والرجل جراء تطبيق الرأسمالية التي لا ترحم البشر ولا الشجر ولا الحجر، ولم يبحث أثر الحكومة ومسؤوليتها تجاه الفقراء من النساء في مصانع النسيج التي تنتج أرقى الملابس القطنية للتصدير للغرب بأجور غاية في الزهد وأولئك اللاتي يمتن من نقص الرعاية الطبية والفقر والجوع في أصقاع بنغلاديش الخصبة التربة الغنية بالثروة التي تستأثر بها الطغمة الحاكمة ومعارضتها وهم يلعبون لعبة السلطة القذرة على الأساس الرأسمالي.
3/ وفي العام 2012م دعمت وزارة العدل والشؤون البرلمانية بحث اللجنة القانونية في بنغلاديش لتوصية إصلاحات على قانون الأحوال الشخصية قالت هيومن رايتس ووتش إن على حكومة بنغلاديش أن تصلح فوراً قوانين الأحوال الشخصية، وأن تركز على الحقوق الاقتصادية للمرأة. قامت لجنة التشريع في بنغلاديش مباشرة باتخاذ خطوات وصفت بالمهمة ترمي لمراجعة قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالزواج والانفصال والطلاق، وأوصت في عام 2012م بتغييرات أسهمت المدافعات عن حقوق المرأة (حركات نسوية) وأكاديميون في عملية المراجعة هذه، وطال ضغطهم منذ فترة طويلة من أجل هذه الإصلاحات الاجتماعية وهم شركاء الغرب والحكومة في التغريب.
الحكومة في بنغلاديش تبحث عن تعديلات للإجراءات في محاكمها بكل جدية. وفي بيان شديد اللهجة صدر في أيلول/سبتمبر، جدّدت سبع منظمات رائدة لحقوق المرأة مطالبتها بإصلاح قوانين الأسرة، تعهدت الحكومة ضمن المبادرة العالمية الجديدة "مبادرة الشراكة للمستقبل المتساوي" بأن تقوم بعمل ملموس لتعزيز حقوق المرأة من خلال تطوير خطط عمل لتطبيق القوانين والسياسات القائمة.
ولكن كل هذا لا يكفي بل تزيد المطالب من كل الجهات الآنفة بأنه ينبغي تحقيق أكثر من ذلك. وأنه حان الوقت كي تتخذ الحكومة إجراءات تهدف إلى إنهاء التمييز القانوني وضمان مساواة حقوق المرأة في الممتلكات الزوجية، وتنظيم إجراءات محكمة الأسرة. في إشارة واضحة لقانون الأحوال الشخصية.
إن حكومة بنغلاديش بهذه الأعمال، يتحقق فيها أنها عميلة بامتياز للغرب وثقافته التي أزكمت الأنوف، وبهذا الحال هي عدوة للإسلام والمسلمين، بالعمل على تقويض الثقافة الإسلامية والدعوة والدعاية للثقافة العلمانية الفاسدة.
لهذا لا بد من الصدع بالحق في وجه هذه الحكومة التابعة الذليلة، هذا الوجه الكالح الذي لا يخشى الله ولا يتقيه، وما تلاقيه أخواتنا المعتقلات هو سهم أسهمن به في نصرة دين الله من يدفعه يعلو عند الله وخلقه، فآسيا بنت مزاحم وماشطة بنت فرعون وسمية وغيرهن نساء سطرن أسماءهن بمداد من نور ولقين فقط ما قدره الله لهن بقلوب صابرة محتسبة. فهنيئا لمن صبر واحتسب، اللهم صبر أخواتنا المعتقلات على دينهن، وانصرهن نصرا عزيزا تعز به من نصرك، وتذل به حسينة وحكومتها في الدنيا والآخرة كما ذل فرعون والطغاة أجمعون بنهاية مؤلمة لمعاندتهم الحق والحقيقة وكذلك سينتهي كل مزيف للحق ضال.
قال تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ * وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ * يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ * وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [سورة غافر: 26-33].
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار - أم أواب