الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إيران إلى أين..؟ (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إيران إلى أين..؟ (1)

 

إيران ديمغرافيًا وجيوسياسيًا:


اسمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والشعار الوطني لها الاستقلال والحرية. والجمهورية الإسلامية، مساحتها 1.648.195 كم مربعًا، وعدد سكانها 79.853.000 مليون نسمة، وعاصمتها طهران، وهي أكبر مدنها، ولغتها الرسمية هي الفارسية، ومعترفة رسميا بلغات هي: العربية، والآذرية، والكردية، والإكليلية، وتم إعلان الجمهورية الإسلامية بتاريخ 1 نيسان/أبريل 1979 بعد نجاح الثورة الخمينية وطرد الشاة وإسقاط الملكية.


تقع إيران في غرب آسيا، وهي ما كان يعرف ببلاد فارس، وهذا الاسم معروف ثقافيًا وحضاريًا، واسم إيران معروف سياسيًا، أهمية موقعها الجيوسياسي كنقطة التقاء لثلاثة مجالات آسيوية (غرب آسيا، ووسطها وجنوبها). وإيران قوة إقليمية، وهي تحتل مركزًا مهمًا في أمن الطاقة الدولية، والاقتصاد العالمي بسبب احتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي، حيث يوجد في إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، ورابع أكبر احتياطي مؤكد من النفط.


إيران دولة وحضارة:


إيران هي موطن لواحدة من أقدم الحضارات في العالم، وقد انتهت تلك الحضارة بعد الفتح الإسلامي في عام 651م، أثرت الفلسفة الفارسية، والأدب، والطب، والفلك، والرياضيات، والفن في الدولة الإسلامية، وإيران هي أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وحركة عدم الانحياز أوبك. النظام السياسي في إيران، استنادًا إلى دستور عام 1979، ويضم العديد من الهيئات الإدارية المترابطة بشكل معقد. أعلى سلطة في الدولة هو المرشد الأعلى، والإسلام هو الدين الرسمي، والفارسية هي اللغة الرسمية، ونسبة المسلمين 99.6%، كانت الزرادشتية الديانة الوطنية في إيران لأكثر من ألف عام قبل الفتح الإسلامي.


إيران قبل الثورة الخمينية عام 1979م:


بقيت إيران مركزًا أقلق دولة الخلافة منذ تم فتحها، وقد أكدت السلالات الإيرانية مبكرًا على الاستقلال الإيراني، وهذه السلالات هي الدولة الطاهرية والدولة الصفارية والسامانيون والبويهيون.


انبثق حكم السلالة الصفوية عام 1501م، والتي جعلت المذهب الشيعي الجعفري المذهب الرسمي لدولتهم لتضع بذلك نقطة تحول مهمة في التاريخ الإيراني والإسلامي. وفي إطار الثورة الدستورية الفارسية، أنشئ أول برلمان في عام 1906م، كجزء من النظام الملكي الدستوري. وبعد الانقلاب عام 1953، أصبحت إيران تدريجيا بلدًا أكثر استبدادية إبان حكم عائلة الشاه، وبلغت المعارضة المتنامية للنفوذ الأجنبي ذروتها خلال الثورة الإيرانية الخمينية التي أدت إلى إنشاء جمهورية إسلامية في 1 نيسان/أبريل 1979.


إيران والشيطان الأكبر:


منذ أن ترك الخميني العراق متجهًا إلى فرنسا، وعمل من هناك على استكمال التحريض ضد الشاه والذي كان عميلاً إنجليزيًا بامتياز، والذي كان يمثل شرطيًا للمنطقة، وعلى علاقة حسنة مع العراق البعثي وبقية دول الخليج التي كانت مستعمرة من الإنجليز، وبقيت على علاقات وثيقة بهم، كانت المنطقة تنعم بهدوء جيد نسبة إلى ما بعد الثورة، واتخذت الثورة شعارات من أهمها "أمريكا الشيطان الأكبر" و"تصدير الثورة" و"اجتثاث إسرائيل" و"نصرة المظلومين". وهيأت لمجموعة من الطلبة الإيرانيين احتلال السفارة الأمريكية، وكان مشهدًا دراماتيكيًا وكارزميًا معقدًا دام لسنوات، وبقيت شعارات صلاة الجمعة، وكل المظاهرات تضج بهتاف: "أمريكا الشيطان الأكبر"، وحتى صدور مسودة مشروع الدستور الإيراني، والذي كشف للمتابع أن إيران دولة قومية فارسية بامتياز، واشتعال الحرب الإيرانية العراقية، والتي دامت قرابة ثماني سنوات، وحصدت مئات الألوف من أرواح أبناء المسلمين في كلا البلدين، بدأ الوجه الحقيقي يظهر للمتابع السياسي المبدئي، وخصوصًا بالربط مع تحركات ووجود الخميني في فرنسا قبيل نجاح الثورة، ومنذ السنة الأولى للثورة فقد كشف حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله العلاقة والعمالة "الإيرانية - الأمريكية" والتي بقت لسنوات مخفية على الكثير من المتابعين والمحللين السياسيين، وخصوصًا مع شعارات تحرير فلسطين، ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية والمظلومين عالميًا، ومن ثم إيجاد ما سمي بجبهة المقاومة والممانعة، فإن كل ذلك أوجد تعمية على المسلمين ونوعًا من القبول وخصوصًا مع ظهور حزبها اللبناني المقاوم لدولة يهود، والذي كشفت وجهه الحقيقي ثورة الشام بعد الربيع العربي، ومؤخرًا الاتفاق النووي بين إيران والغرب، ورعاية أمريكا له، وعليه بدأ ينكشف التضليل السياسي للقاصي والداني بأن الشيطان الأكبر هو السيد والصديق الأكبر.


وسنأتي لاحقًا - بمشيئة الله - على عناوين ومراحل مهمة، وبنظرة فكرية وسياسية مبدئية على إيران، و"قضية الاتفاق النووي" والقضية المشهورة بـ"إيران - غيت" و"التعامل مع يهود"، و"إيران ونصرة المظلومين"، و"إيران واستغلال الدين" و"الملالي المعممين" و"قضايا فكرية وسياسية أخرى" تهم كل مسلم مخلص لدينه، ويعمل لنصرته ونهضته وبناء دولة إسلامية خلافة على منهاج النبوة ومن ثم سيرة الخلفاء الراشدين، حتى نستبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونسعى جاهدين لبناء دولة إسلامية حقيقية، مخلصة لله تعالى ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم، دولة لا ترفع شعارات زائفة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب المهين، والتقتيل لأبناء المسلمين، وخصوصًا بعد أن وعى الغرب أهمية الدولة الإسلامية للإسلام وللمسلمين، وأن لا حياة ولا عزة لهم بدونها، فأخذ يتعامل مع الإسلام المعتدل والإسلام الوطني والقومي وبمسميات إسلامية فارغة المضمون، ولتقتيل المسلمين بسلاح بعضهم بعضًا، فالمقتول يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله"، والقاتل يقول: "بسم الله، الله أكبر"، ولا يدري لماذا يدور القتال بينهما ولعدم وجود وعي سياسي كاف على مخططات الكفار، والله تعالى نسأل أن تزول الغمة بين المسلمين ويتوحدوا تحت راية خليفة واحد لقتال الكفر والكافرين وهداية البشرية إلى النور والهدى، وإخراجها من الظلمات إلى النور... آمين يا رب العالمين!!

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات

 

 

 


 

لقراءة الجزء الثاني اضـغـط هنـا

 

لقراءة الجزء الثالث اضـغـط هنـا

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع