الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مولاي إنا واقفون ببابك، فهل آن أوان فتح الباب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مولاي إنا واقفون ببابك، فهل آن أوان فتح الباب؟

 

 

 

منذ أن هدم الكافر المستعمر دار الأمن التي كنا نعيش فيها، ونتترس بأبوابها، منذ ذلك والأمة كلها تسير في نفق مظلم، وترزح تحت حراب الكفر. منذ ذلك انقسم الناس المؤثرون إلى ثلاثة أقسام:

 

قسم فقد الأمل بعودة الدار، فارتمى وانبطح تحت أقدام الكافر المستعمر يرجو الأمل منه، ويسلم نفسه له تسليمًا، بل وسارع ليكون عميلًا مخلصًا له ينشر فكره العفن، جندًا من أجناده المطيعين، وهؤلاء اكتوت الأمة منهم، وذاقت من خلالهم الأمرّين. وللأسف انخدع بعض الناس بهم، وظنوا أنهم المهتدون، وبيدهم مفتاح الخلاص. وهؤلاء منهم من وصل إلى سدة الحكم يعملون في العلن، ومنهم من يحكم في الخفاء، أمثال أصحاب رؤوس الأموال، والمسئولين الإعلاميين، وتجار البشر.

 

والقسم الثاني، بحثوا وفكروا، وظنوا أنهم وجدوا الباب، لكنه حقيقة الباب الخطأ، لم يستطيعوا فتحه إلا بالوقوع في المحظور، ومن أجل ذلك استنفدوا جهود العباد وضلّلوهم، وأرهقوهم، وبعد أن جمعوا كل طاقاتهم لفتح الباب، تفاجأوا بأن خلف الباب جداراً منيعاً، هو الأمة نفسها، حتى أصاب الأمة الضياع والتخبط والإحباط. لكن ذلك لم يمنعهم من تكرار الأمر نفسه، لم يمنعهم من جمع الناس مرة أخرى من أجل فتح الباب نفسه محدَّث الشكل، بدماء جديدة تمهّد الطريق، مستعجلًا، غير آبه بصحّة الغاية والطريق أو خطئها. هذا القسم هو الجماعات التي تُسمّى إسلامية، وقد تركت الإسلام بمجمله، وتمسكّت ببعض أحكامه سعيًا منها لتطبيق ما لا يمكن تطبيقه، وأملًا منها في تطبيق الحكم تلو الحكم حتى تُطبّق جميعها! ولم تدرك أن الإسلام كامل لا نقص فيه ولا يقبل التجزئة، وتجزئته تعني عدم تطبيقه، واختيار نظام آخر. ولم تدرك أن الإسلام ليس دينًا فقط، بل نظام حياة كامل متكامل، يعالج كل مشاكل الحياة، وما قد يطرأ منها، صغيرًا كان أم كبيرًا، فلا يكفي أن نأخذ الأخلاق مثلًا من الإسلام فقط، ونكتفي بها، ونظن أنها سوف تصلح حالنا. الأمر الآخر الذي لم يدركه هذا القسم هو أن طريق الوصول إلى الغاية يجب أن يكون من الإسلام، تمامًا كالغاية، فكيف نقول أننا على هدي الرسول محمد r، ونحن لا نسير على طريقه؟!

 

والقسم الثالث من الأمة، هم شبابها الواعون المخلصون، أصحاب الفكر المستنير، لجأ قائدهم إلى أمهات الكتب، ودرس السيرة النبوية، وتوصل بعد هذا الجهد الذي لا يقوم به سوى واعٍ ومخلصٍ لهذه الأمة، ورائد لا يكذب أهله، إلى الطريقة الشرعية العملية التي سلكها المصطفى عليه الصلاة والسلام في بناء دولة الإسلام، وجعلِها حصنًا حصينًا، فرسم الطريق إلى باب دار الإسلام، من إنشاء كتلة تتثقف بثقافة الإسلام، وتعمل معه في التفاعل مع الناس، وتنشر الوعي العام بينهم على أحكام الإسلام، وعلى أن الإسلام نظام حياة، ووجوب أن يكون هو في سدة الحكم، دون التنازل عن أي حكم من أحكامه لأي سبب كان. وهذا ليس من نسج الخيال، بل هو الطريق الوحيد للخلاص. واللافت للنظر أن هذا القسم من الأمة وجد الباب الصحيح والوحيد لتلك الدار، ومفتاحه موجود عند المؤمنين الصادقين المخلصين من أصحاب القوة والمنعة فقط، ولم يبقَ سوى أن يتخذ هؤلاء، أصحاب المفتاح، الخطوة لفتحه، بإذن الله وبفضله عز وجل. وإن هذه الطريق لوعرة جدًا، وسلوكها ليس سهلًا، ولكنها الطريق الوحيدة والصحيحة التي توصل إلى دار إسلام، إلى دولة خلافة عدل راشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

د. ماهر صالح - أمريكا

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع