الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الاحتفال بالسّنة الميلاديّة دخول في جحر الضّبّ من أوسع أبوابه

الاحتفال بالسّنة الميلاديّة دخول في جحر الضّبّ من أوسع أبوابه

بسم الله الرحمن الرحيم

كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن رأس السنة الميلادية، فلا حديث إلا عن كيف وأين سيُحتفل به. وها هم قادة العالم يحتفلون به ويتنافسون على قضاء عطلته في أفخم مناطق العالم وأجملها.

 

الاحتفال بالسّنة الميلاديّة دخول في جحر الضّبّ من أوسع أبوابه

 

 

كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن رأس السنة الميلادية، فلا حديث إلا عن كيف وأين سيُحتفل به. وها هم قادة العالم يحتفلون به ويتنافسون على قضاء عطلته في أفخم مناطق العالم وأجملها.

 

ذكرت "المغرب اليوم" أنّ وجهات رؤساء وزعماء دول العالم لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية 2016 تختلف من رئيس إلى آخر؛ فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اختار أرخبيل في أمريكا الشمالية لقضاء إجازة عيد الميلاد، وسيقضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجازة رأس السنة الجديدة في البيت مع عائلته، أما بالنسبة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي توجهت في مناسبات عديدة إلى منطقة جبلية في إيطاليا برفقة زوجها، فلم تعلن لحد الآن وجهتها.

 

لأنّ الذي يسيّرهم ويقودهم هو النظام الرأسماليّ العالميّ الذي يفصل الدّين عن الحياة، ولأنّ النصرانية ترسّخ هذا التوجّه؛ فقد عمل ساسة العالم على نشر هذه المفاهيم وتركيزها وتثبيتها، ولعلّ هذا الاحتفال برأس السنة الميلاديّة يندرج ضمن هذه السّياسة المنتهجة التي تعمل على إعلاء شأن هذه الدّيانة في الغرب وحتّى في بلاد المسلمين التي يعمل حكّامها على إرضاء الغرب وتنفيذ أوامره ومساعدته على تمرير مخطّطاته.

 

يتوجّه ساسة الغرب إلى شعوبهم بخطابات حماسيّة لدفعها إلى الاعتزاز بهذه الأعياد والاحتفال بها وعدم نسيانها، فذاكرة الشعوب قصيرة، وعليه وللسيطرة على هذه الشعوب لا بدّ من العمل على تذكيرها دوما بهذه المناسبات حتى تحفر في ذاكرتها.

 

بهذه المناسبة تلقي الملكة اليزبيث الثانية ملكة بريطانيا خطابا تتوجّه فيه إلى شعبها لتشحذ فيه الهمم مستشهدة بآيات من الكتاب المقدّس تبيّن أنّ رسالة النصرانية المضيئة يجب أن تنتصر على الظّلام، وهي تلمّح بذلك إلى الإسلام على أنّه تطرّف وأنّه ظلام تنادي به جماعات متشددة، مؤكّدة أنّهم "لن ينجحوا في فرض أجنداتهم المتطرفة"، وتوجّهت قائلة "صحيح أنّ العالم اضطرّ لمواجهة لحظات مظلمة هذا العام، لكنّ الإنجيل يحتوي على آية تبعث على الأمل، بأنّ النور سيشعّ من العتمة وبأنّ العتمة لن تسيطر عليه".

 

بمثل هذه التصريحات يمرّر هؤلاء الساسة فكرهم الخبيث وبها يعملون على النّيل من الإسلام واتّهامه وتحقيره والرفع من شأن ديانتهم ومبدئهم، وكثيرا ما يطفو فكرهم الخاص فيبرز جليا واضحا يفضح حقدهم وكرههم للإسلام وأهله مهما حاولوا إخفاء ذلك لغايات وأهداف سياسية.

 

يتوجّهون لشعوبهم بهذه الرسائل حتّى يثبّتوا ما حاكوه من خيوط المؤامرة ضدّ أمّة الإسلام ويقنعوها بأنّ ما عاشته هذه الأمّة إن هي إلا سنوات ضياع وظلام ولن تضيئها إلا النصرانية، وعلى العالم أن لا يرضى بغيرها نبراسا ينير حياة الناس!!

 

أصبح الاحتفال برأس السنة الميلادية ديدن الغرب ومناسبة مقدّسة وسارّة ينتظرها الرؤساء والزعماء ليقضوها بعيدا عن أعباء السياسة، وهم في واقع الأمر يعملون في السياسة ويركّزون خططهم ومآربهم؛ فهم يدفعون العامة إلى الاقتداء بهم والاحتفال مثلهم بهذه المناسبة، ويرسخون مفاهيم مبدئهم ويثبّتون حضارته ويسخّرون وسائل الإعلام لتنفيذ ذلك...

 

وكعادتهم يتنافس رؤساء وحكام المسلمين لإرضاء قادة العالم والسير على خطاهم واتباع ما يفعلون وإن كان في ذلك ضرب لمفاهيم الإسلام. ولأنّهم يتبعونهم شبرا بشبر ها هو ملك المغرب محمد السادس قد توجه إلى هونغ كونغ - وفق ما ذكرت وسائل إعلام مغربية -، أمّا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد فوجهته إلى مدينة إفران المغربية لقضاء عطلة السنة الميلادية.

 

هؤلاء هم سادة العالم وقادته يتمتعون بهذه العطلة غير عابئين بدماء الأبرياء التي تسيل هنا وهناك في العالم وفي بلاد المسلمين خاصة، غير مكترثين لمعاناة الآلاف من الناس جوعا وخوفا وجزعا، وأقصى ما تقوم به منظماتهم جرد الأرقام وتقديم الإحصائيات آخر كل سنة دون أن تقدّم حلولا جذرية تستأصل بها الداء وتقدّم الدّواء الشافي لما تعانيه الإنسانية والعالم الإسلامي تحديدا. (إحصائيات 2015 عن القتلى والمشردين والجوعى..)

 

أن يحتفل الغرب بهذه المناسبة فذاك أمر نابع من عقيدتهم ومفاهيمهم، ولكنّ الأمر يتحوّل إلى مصيبة إذا تعلّق الأمر بالمسلمين، فكيف لهم الاحتفال بهذه المناسبات والاستعداد لها؟!

 

أن يسير حكّام الأمّة على درب حكّام الغرب فذاك أمر لا يستغرب وقد عُلم ولاؤهم وعمالتهم وخيانتهم لأمتهم، ولكن كيف لأبناء خير أمّة أن يحتفلوا بأعياد أعدائهم؟! أيعقل أن يسعدوا بأعياد من يقتلون إخوانهم؟! كيف لمن يعتنق دين التوحيد أن يشتري شجرة الكريسماس (الخالدة!) وبابا نويل أو كما يسميه البعض سانتا كلوز وهي شخصية خرافية ترتبط بعيد الميلاد وتوجد عند النصارى، والمصيبة أنّ قصّة (سانتا كلوز) مأخوذة من قصة القديس (نيكولاس) وهو أسقف عاش في القرن الخامس الميلادي كان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من الفاعل.

 

هذه هي حقيقة الكريسماس وهذا هو أصل شخصية (بابا نويل)، وقد اتّضح جليّا ارتباطهما ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة النصرانية الباطلة ما أدّى إلى الاتّفاق على حرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم: "وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصّة به فحرام بالاتّفاق" حسب ما ذكر المحقق ابن قيم الجوزية - رحمه الله -.

 

غريب أمر المسلمين!! أَوَصَل بهم حالهم إلى دخول جحر الضبّ؟ ألا يتدبّرون؟ ألا يعون خطورة ما يقومون به؟!! أيساعدون عدوّهم على تركيز مفاهيمه فيهم ورمي مفاهيم دينهم؟! تضبّعوا فتاهوا ولم تعد حياتهم مسيّرة بأحكام ربّهم. فبعد سقوط دولتهم ضلّوا الطريق ولم يعودوا يعملون بالقواعد الشرعية... فأين هم من قاعدة "الأصل في الأفعال التّقيد بالحكم الشرعي"؟ فهل بحث المسلم في حكم هذا الفعل؟ أم أنّه يسير منبهرا بأنوار الغرب يحسبها نورا وهي الظلمات التي أخرجه منها الإسلام؟!

 

«لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ».‏ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ ‏«فَمَنْ؟» (رواه البخاري)

 

يقوم بعض المسلمين بأفعال تدخلهم جحر الضبّ وهم غافلون فيهنّئون بعضهم بشكل مباشر أو عبر رسائل الجوّال أو في الفيسبوك ويتبادلون الهدايا ويحتفلون بهذه المناسبة فرحين بهذه العطلة الرّسمية التي صاحبت المناسبة والتي قرّرها السّاسة لترسيخها في أذهان الشعوب.

 

والمؤلم ما يقوم به هؤلاء العملاء الذين باعوا أبناء جلدتهم بثمن بخس واشتروا رضا الغرب بأغلى الأثمان كلّفهم ذلك ما كلّفهم من أراضي المسلمين وثرواتهم ودمائهم. وحتّى يظهروا هذا الولاء يرقصون على دماء المسلمين وجراحهم بالتّسابق لنيل الجوائز وتحقيق الأرقام القياسية في احتفالهم بأعياد من يقتلون شعوبهم.

 

توجد في دبي أكبر شجرة كريسماس في العالم وقد تمّ في هذه المدينة أكبر احتفال ببرج خليفة... فهل بعد هذا العار من عار؟؟ يتبجّحون بهذه الشجرة ويفتخرون بأنّها غير عادية فهي بقيمة 7 مليون جنيه إسترليني تمّ عرضها في فندق قصر الإمارات في مدينة أبو ظبي. وقد ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية أنها قد تكون أغلى شجرة كريسماس على الإطلاق.

 

كما ذكرت جهات إماراتية أنهم سيتقدمون بطلب لموسوعة جينيس للأرقام القياسية لتسجيلها كأغلى شجرة كريسماس في التاريخ - رحم الله خليفة المسلمين الذي آثر أن تنفق الأموال على فقراء المسلمين على أن تزيّن بها الكعبة الشريفة وما لها من منزلة عظيمة حيث قال "بطون المسلمين أولى بها".

 

واليوم يموت أطفال المسلمين من الجوع والبرد ويتشردون، فلا مأوى ولا أمن، وساسة بلادهم يلهثون وراء رضا أسيادهم أعداء الأمّة وينفقون الأموال الطائلة لمشاركتهم في أعيادهم ومناسباتهم.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

زينة الصامت

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع