الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
عمل المرأة في بيتها أصلٌ لا تعلوه الفروع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عمل المرأة في بيتها أصلٌ لا تعلوه الفروع

 

ما زلنا نصبح ونمسي هذه الأيام على كمٍّ من المصطلحات التي باتت تعشش في العقول الضعيفة، من مثل: كيان المرأة، وتحقيق الذات، والخروج للحياة، وأن أشعر بأني حية، وتغيير الأنماط الاجتماعية، وتوزيع الأدوار، وعدم تخصيص الأعمال حسب الجنس، ... وهلم جرا من ألفاظ ومفاهيم تعج بها مقالات وندوات وتصريحات الحقوقيات النسويات، وتزخر ببنود حقوق المرأة وتوصيات بكين، وسيداو وغيرها.


كما أصبحنا نلحظ بوضوح التسفيه والتقليل من شأن المرأة التي اكتفت بأن تكون ربة بيت، لا بل واعتبارها محسوبة على البطالة، وإضافتها لنسبة غير العاملين في أي بلد، كما ونُفي مصطلح (المهنة: ربة بيت)... على اعتبار أن هذا عمل ليس بعمل أو كما اصطلح عليه ليس (career) ولا يحقق للمرأة كينونتها الإنسانية.


فأن تقوم المرأة بوصفها أماً أو أختاً أو بنتاً، بتنظيف البيت وتوضيبه وتجميله، وأن تعد الطعام نظيفا طيبا آمناً لأفراد أسرتها، وأن تغسل لهم ثيابهم وتعدها جميلة أنيقة طاهرة أو أن تشرف على مذاكرة بنيها، أو تحضر بيديها لمأدبة طعام لضيوف زوجها، وكل ما جرى مجرى هذه الأمور والأعمال وشابهها، كله لا يحقق للمرأة الحياة، ولا يبني لها شخصية مستقلة لا بل يطحنها في طاحونة القهر والظلم والاستعباد!!... هذا جزء يسير من تصور النسويات (إن صح التعبير) لعمل المرأة في بيتها، وهذه الأفكار كغيرها بُثّت باجتهاد عبر كل السبل، مناهج وإعلام وهما أهم سلاحين، وكتب ومقابلات وندوات وصحافة ومواقع تواصل، وظهرت النتائج على كل من الرجل والمرأة وحتى الأنظمة، فأصبحت المرأة التي اختارت أن تكون ربة بيت فقط فاشلة، ورجعية وغير متطورة، وأصبح طلب الرجل أو الابن يقابل برد معتاد (لست بخادمة) إن طلب من زوجته أو أمه أن تخدمه بشيء، أما الرجل فأصبح من شروط الزواج عنده عمل الزوجة، ومشاركتها الجبرية في نفقات المنزل، هذا إن لم يكن في نفقات الزواج، وما زالت مطالبة بعمل المنزل، وإن أرادت مساعدة فعلى نفقتها الخاصة، هذا إن كان زوجا، أما الولي أباً كان أم أخاً فأصبح يعضل البنت من الزواج، ليبقى من حقه راتبها، وهذا قطعا ليس من باب تبرير فعل أي من الطرفين إنما هو جانب من واقع أسدل بليله على المرأة التي ظنت أنها حازت النور يوم استقت حقوقها من منبع آسن...


ففي اتفاقية سيداو المادة الخامسة البند (أ): تغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات العرفية والاعتقادات التي تنص على أن أياً من الجنسين أفضل من الآخر أو الدعوة لأدوار نمطية للرجل والمرأة.


أما المادة العاشرة البند (ج): القضاء على مفهوم النمطية لدور الرجل ودور المرأة في جميع مراحل التعليم وأشكاله عن طريق تشجيع التعليم المختلط وغيرها من أنواع التعليم التي تساعد في هذا.


إذن ها هي سيداو تعلن صراحة عن رفضها لأي دور نمطي للمرأة والرجل، وتدعو لمحاربته وقلب الأدوار أو تسليمها للآخرين تترك المرأة عملها في بيتها لتثبت ذاتها في الخارج، وتترك بيتها لخادمة من ملة وثقافة ووجهة نظر مختلفة، وإن كان لا ضير شرعا من وجود الخادم المساعد في شأن البيت، ولكن هل بقيت الخادمات مجرد مساعدات؟؟ إنهن الطباخات والمنظفات والمربيات ووو، وهذا كله لا يمت لشرع الله بصلة، ويعتبر مخالفة صارخة ليس فقط للطبيعة البشرية بل لشرع الله في الأرض. لا بل ويعد من مقدمات الفساد والانحلال لأن تلك البنود لا تدعو فقط لتغيير الأنماط الاجتماعية بل تدعو أيضا للاختلاط ليساعد على ذلك، مع التنويه إلى أن الدول الموقعة على هذه الاتفاقية ملزمة بالبنود ومنها الأردن!


ورأي الإسلام هنا يلخصه حكم رسول الأمة وقائدها عليه الصلاة والسلام، حيث جاءته ابنته الغالية عليه فاطمة الزهراء رضي الله عنها تشكو له ثقل عمل البيت، وتطلب من علي كرم الله وجهه خادما فقضى عليه طيب الصلاة وخير التسليم «على فاطمة بخدمة البيت وعلى علي ما كان خارج البيت»، والشكوى من ثقل الشيء تعني أنه واجب، فلولا وجوبه لتركته دون أن تشتكي.


ولكن نرى من فحوى هذه الحادثة أنه كما أوجب على المرأة العمل في البيت أوجب على الرجل فوق عمله للحصول على الرزق مساعدتها فيما يخص عمل البيت في الخارج كقضاء احتياج البيت، وتأمين مستلزمات عمل المرأة المنزلي وما يقتضيه لراحتها من أجهزة حديثة وما شابه في حدود قدرته.


كما أن الإسلام حدد للمرأة عملها الأصلي في الحياة بأنها أمّ وربة بيت وعرض يجب أن يصان، وهذا ما جاء في المادة ١١٢ من كتاب مقدمة الدستور ص٣١٥ وهو من منشورات حزب التحرير، ونستذكر هنا قوله عليه الصلاة والسلام «تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأمم» رواه أحمد بإسناد حسن، وهذا يوضح دور الأمومة، وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام «يا عائشة أطعمينا ثم قال يا عائشة اسقينا»، وهل نساء العالمين أكرم من عائشة يأمرها نبي الله عليه صلاة الله وسلامه بخدمته ضيوفه؟ وهي أم المؤمنين وابنة أبي بكر راوية الحديث وصاحبة المواقف السياسية والرأي في شأن الأمة، لا بل وأحب نساء الرسول r إليه، أم كُنّ نساء المسلمين يومذاك سيترفعن عن خدمتها إن وجبت؟؟


بيد أنه وجب التنويه إلى أن الإسلام لا يرفض بحال عمل المرأة، فأول منصب في دائرة قضاء الحسبة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان للشفاء بنت عامر! تقضي في شأن السوق والتجارة وتحاسب من غش ومن سعّر رجالاً كانوا أم نساء، وكان حينها الصحابة شهوداً على ذلك فوافقوا وأطاعوا.


وها هن حاملات الدعوة في حزب التحرير طبيبات ومعلمات وموظفات وغير ذلك من صاحبات الوظائف، أضف إلى ذلك ربات البيوت اللواتي من الله عليهن بهذا الفكر الراقي، إذن أجيز عمل المرأة في الإسلام ولكنه جائز بينما عملها في بيتها فرض وهو الغالب في حال عدم القدرة على التوفيق، بيد أن المسلمة يجب أن تعي حاجة المجتمع للمرأة في ميادين العمل فكان لا بد من جهد مضاعف في ترتيب وتنظيم الوقت فيؤدى واجب الأم وربة البيت على أكمله، وتؤدي وظيفتها التي يحتاجها المجتمع معلمة أو طبيبة أو غير ذلك بمنتهى الإتقان؛ فعمل المسلم يميزه الإخلاص والإتقان، والناظر لحال النساء في الغرب كيف افتقدن شعور الأمومة نتيجة كونهن اخترن طريق العمل خارج البيت، والكثير من الأطفال أضحت أمه بالنسبة له فقط أماً (بيولوجية)، أما العاملة أو المربية فهي الأم الفعلية بكل ما تحمله هي من مفاهيم تنقل النشء بسلاسة، وهذا لا يختلف كثيرا عن وضع العاملات في الأقطار العربية والإسلامية للأسف، وهنا ننوه إلى أهمية دور ربة المنزل وعظمه، فإذا كان العمل في الخارج سيحقق للمرأة ذاتها كما يدعون، فعملها المتقن في منزلها سيحقق لها ولكل من هم في رعايتها شخصيات فعالة، فالبيئة المحيطة الهانئة الصحية التي توفرها ربة المنزل، وما يمزج مع عملها من مشاعر تربطها فيمن ترعى، فلا ماديات ولا مصالح، إن هو إلا عمل تقوم به لتحقق قيمة إنسانية عظيمة، وغاية عليا لا بعدها ولا قبلها سوى إرضاء ربها في عملها، يقول رسول الله r «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها...».


إنه لعمل عظيم وليس بالسهل أن تكوني ربة بيت؛ إن شئت تكتفين به عملاً، وإن شئت اقرنيه بما أباح الله لك من أعمال، ولكن لا يقلّلنّ ناعق من شأن هذا العمل الأهم الذي هو الأصل في المرأة؛ عمل حقا يتيح لكل امرأة أن تكون في وضع يناسب طبيعتها ويجعلها تشرف عن قرب على بناء شخصيات إسلامية يُعتز بها.


تحية لكل ربة بيت أتقنت عملها واعتزت بهذا التكليف الرباني ووفته حقه، وكل الإجلال والتقدير لكل ربة بيت قرنت عملها بوظيفة تخدم فيها الأمة في حدود ما شرع الله لها وتحت الضوابط الشرعية للحياة العامة، فهي مهمة جسيمة تحتاج جهداً عظيماً، سيعينها عليه بإذن الله إخلاصُها لله وتوجهها بكل عملها لوجهه الكريم، أما رائدات الأمة ممن حملن على عاتقهن مهمة استئناف الحياة الإسلامية عاملات أو ربات بيوت، فعلّمهن هذا الفكر الراقي معنى الإتقان وتنظيم الوقت فتخرج كل الأعمال على أكملها لائقة لتقدم في صحيفة الأعمال.


فهيا معهن لتقوم للأمة قائمتها ويأتي ولي أمرها الذي بشرع الله سيُرجع الأمة إلى نصابها وكل يرجع لدوره المنوط دون أن يتعرض لتلاعب العلمانية وشراذمها لمفاهيم عمّقتها في النفوس عقيدةٌ عصماء وحمتها وطبقتها دولة راشدة.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

صابرين عمير

 

3 تعليقات

  • khadija
    khadija الجمعة، 22 نيسان/ابريل 2016م 09:03 تعليق

    جزاكم الله خيرا وتقبل منكم.

  • محمد ابو يوسف
    محمد ابو يوسف الجمعة، 22 نيسان/ابريل 2016م 08:28 تعليق

    قال صلى الله عليه وسلم :
    " إذا صلَّت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصَّنت فرجها ،
    وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ "
    رواه ابن حبان وصححه الألباني ..

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 22 نيسان/ابريل 2016م 01:37 تعليق

    بوركت أختاه

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع