- الموافق
- 2 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم مضلل: الأمن قبل الإيمان!!!
كلما اشتدت الهجمة الشرسة من الكفار وعملائهم على الإسلام عقيدة وأحكاماً، شاعت أفكار مضللة ينتجها الخبثاء ويروج لها البسطاء من الناس عن جهل مطبق على خطر هذه المفاهيم على أبناء الأمة في إحداث شرخ في عقيدتها، وتأبيد السيطرة للأنظمة القائمة عليها وكأن الفساد بكل أشكاله وصوره لم يأت منها ولم يكن ثمرة من ثمارها!!
ومن هذه المفاهيم المضللة مفهوم (الأمن قبل الإيمان)، وهو يحمل في طياته خطورة كبيرة، فهو يصطدم مع نصوص قرآنية دلالتها واضحة وصريحة وقطعية على أن الأمن هو ثمرة من ثمار الإيمان بالله والالتزام بشريعته، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، فهذه الآية الكريمة تبين بكل وضوح أن الإيمان بالله وبكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة إذا لم يَشُبْهُ ظلم (احتكام إلى غير شريعة الإسلام) فإن من ثمار ذلك تحقق الأمن بكل أشكاله وصوره، كالأمن النفسي والأمن الغذائي والأمن السياسي وغيره؛ فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وليس هناك ظلم أبشع ولا أفظع ولا أشد من وضع قوانين البشر لتحل محل قوانين خالق البشر في الحكم ورعاية شؤون الناس والله وحده هو الذي يعلم كل ما يصلح الإنسان ويفسده في كل زمان ومكان، قال الله تعالى: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]، فبالإيمان والالتزام بالأحكام الشرعية وتطبيقها في كل شؤون الحياة عن طريق دولة الخلافة الراشدة يتحقق الأمن المنشود، فهو ثمرة من ثمار الإيمان وليس سابقاً له. فالأمن الحقيقي لا يتحقق إلا بوجود الإيمان الذي يزرع الخوف من الله في نفوس الناس فيلتزموا بشريعته، فيكون الأمن ثمرة من ثمار تطبيقها عليهم، ولا يمكن أن يوجد الأمن في ظل الأنظمة البشرية كالرأسمالية أو غيرها لأن مفهوم الأمن لدى الأنظمة البشرية مفهوم خاطئ، فهو تحقيق الهدوء والاطمئنان والسكينة للطبقة الحاكمة وأتباعهم فقط دون الناس الآخرين، وهؤلاء في نظر الأنظمة لا يشملهم الأمن، وإذا لم يخضعوا لهم فإن القتل والدمار والاعتقال والإذلال والمعاملة القاسية من نصيبهم. ففرعون كان مفهوم الأمن في تصوره هو الاطمئنان على عرشه وملكه وعائلته وربوبيته المزعومة، ومن أجل المحافظة على ذلك فقد قتل حتى الأطفال، وحقا إنه كان عاليا من المسرفين.
وفي العصر الجاهلي قبل بزوغ فجر الرسالة كان العالم يموج بالمفاسد، وكان الأمن معدوما تماما، فلما جاء الإسلام وأقام الرسول ﷺ دولته ونشر رسالته عم الخير والأمن كل البلاد التي وصل إليها، حتى كان الراكب يسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه. فالإسلام هو الذي حول اللصوص وقطاع الطريق إلى حراس يحافظون على حياة الناس.
وفي زماننا في بلاد آسيا الوسطى استطاع شباب حزب التحرير أن يحولوا مناطق كانت مشهورة بالجرائم كالسرقات والقتل وتجارة المخدرات وغيرها، وكان الأمن شبه معدوم فيها، إلى مناطق انتشر فيها الأمن بقوة وذابت تلك الجرائم حتى أصبحت ضئيلة جدا، وكان ذلك ثمرة زرع الإيمان والخوف من الله في قلوبهم، فوجد الأمن في بلادهم، فإذا كان هذا تأثير حزب رغم ملاحقة الأنظمة لشبابه والزج بالآلاف منهم في المعتقلات، فكيف سيكون تأثير دولة الخلافة القادمة في إيجاد الأمن في جميع البلاد؟؟؟ بينما نجد الأنظمة الرأسمالية عندما حكمت وما زالت، أنهت شيئاً اسمه الأمن، فلم يعد له وجود وحلت مكانه الفوضى الخلاقة!!
والخلاصة أن مفهوم (الأمن قبل الإيمان) مفهوم خاطئ ومناقض للعقيدة ويخرج صاحبه من الإسلام إلى الكفر إذا لم يكن جاهلا بالحكم الشرعي... وانتشاره يساعد في تأبيد سيطرة الأنظمة القائمة المستبدة لتكون حائلة دون عودة الإسلام إلى الحكم.
وعليه، فالأمن ثمرة من ثمار الإيمان يوجد بوجوده ويذهب بذهابه؛ فهو مربوط به دائما. وإن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله هي التي ستعيد الأمن الحقيقي المنشود إلى الأرض كلها بعد غيابه قرناً من الزمن عندما تطبق الإسلام في جميع شؤون الحياة فيعم الأمن والعدل والخير كل جنبات الدنيا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شايف الشرادي - صنعاء
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بارك الله فيكم وفي قلمكم