الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 4 تعليقات
المرأة المسلمة تتجرع الأفكار الغربية الهدامة من إعلام تابع مضلل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المرأة المسلمة تتجرع الأفكار الغربية الهدامة من إعلام تابع مضلل

 

جرى وما زال يجري على الأمّة الإسلامية ما تشيب من هوله الولدان وتنهدّ من خبثه الجبال، ولكن في كلّ مرّة تكون النتيجة عكس ما أراد المتآمرون، وفق سنّة أرادها الله حاكمة لصراع الحقّ والباطل عبر التاريخ، قال الله تعالى: ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ [النحل: 26]، وهذه الأيّام في بلادنا بدأ النّظام الرّأسماليّ المفروض على المسلمين بقوّة الحديد والنّار يصطنع أجواء جديدة ويتحصّن عند خطّ دفاعه الأخير باسم العلمانيّة آخذا في يده ما يُسمّى بالإسلام "المُخفّف" و"المعتدل"، والعلمانيّة شأنها شأن كلّ المفاهيم المُتحكّمة في الحياة السياسية دخيلة مفروضة مُسقطة جاءت في السياق الاستعماريّ والعسكريّ وما تبعه من استعمار ثقافيّ، وهذا أمر بيّن لكلّ واع مُستنير، وغير خافٍ على الجميع الأموال الطّائلة التي تضخّها الدّول الغربيّة الكافرة المستعمرة لجهات مشبوهة لتنفخ الحياة في هذه المفاهيم وتُجمّلها وتُزيّف بها وعي النّاس المتسارع إلى وجوب الحكم بالإسلام ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]، وإصرار هؤلاء العلمانيين هو إصرار على عصب الحياة للنّظام الرّأسماليّ الليبرالي الذي لم تختره الأمّة يوما. فجوهر العلمانية هو وجوب فصل الدّين عن الحياة ولو بالإقصاء والقهر.

 

إن مفاهيم العلمانيّة ومرادفاتها هي مستوطنات فكريّة شبيهة بالمستوطنات العسكرية، مغتصبة من الأمّة بالقهر السياسي والفكريّ ويُراد توسيعها لتصبح احتلالا للفكر الإسلامي والفقه والتدين في مظاهره العامّة، والتضييق عليه في مظاهره الفردية. ومثال ذلك أن العلمانية لا تراعي مواعيد العبادة ومواقيتها إن كانت تخالف التوقيت الإداري أو "المصلحة" العامّة؛

 

فمثلا في السودان وفي شهر رمضان المعظم يبثون برنامجاً على قناة الخرطوم التابعة للنظام بعد الإفطار مباشرة بعنوان (نشرة نسوان) يصف حال المرأة في الجاهلية ليس إلا، حيث يظهرون في هذا البرنامج أن المرأة في السودان همها الوحيد أن تتبرج وتنقل الأخبار وتفشي الأسرار وتغتاب هذه وتنمّ على تلك... ونقول لهم كذبتم والله!

 

فالمرأة في السودان ذات همة عالية في طلب العلم بكل أنواعه وحفظ القرآن خاصة في رمضان؛ إذ تمتلئ الخلاوي بالنساء، وتمتلئ المساجد بهن للصلاة، وهمها تربية أبنائها تربية صحيحة، وعلى أساس الشرع، ولكن كيف ذلك والغرب عن طريق وسائل الإعلام، يختار لها دور السذاجة!

 

كل ذلك نتيجة تطبيق العلمانية التي تحكم البلاد.

 

فهؤلاء العلمانيون قد فطنوا لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع، ولذلك أيقنوا أنهم متى ما أفسدوا المرأة ونجحوا في زعزعة ثقتها بنفسها وتغريبها وتضليلها، فحين ذلك تهون عليهم حصون الإسلام بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة في غياب الراعي الحاكم المسلم الذي يحميهن؛ يقول شياطين يهود في بروتوكولاتهم: علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية.

 

وأهم الوسائل لدعم هذا الاتجاه وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، من صحافة وإذاعة وتلفزيون وأفلام ومجلات متخصصة في الأزياء والموضة ومن مجلات نسائية وملحقات نسائية وغير ذلك، إذ إن الإعلام يوجِد القدوة، ويصنع الآراء، ويكيف العقول، ويُوجد الرأي العام خاصة إذا كانت هذه العقول فارغة لم تُملأ ولم تحصن بما أنزل الله عز وجل، والصحافة والمجلات نجد فيها أموراً فظيعة منكرة، منها صورة فتاة الغلاف؛ التي أصبحت أمراً لازماً لا تفرط فيها أي من تلك المجلات، وفتاة الغلاف هذه لا تتكرر إذ يؤتى في كل أسبوع أو في كل شهر بفتاة جميلة عليها أنواع الزينة والأصباغ ثم بعد ذلك لا تأتي مرة أخرى، وهذا إذلال للمرأة وإغراق في الرق وعودة حقيقية إلى عصر الظلم لها إذ تعامل على أنها سلعة ليس لها مقابل سوى دريهمات معدودات!!

 

فالعلمانية لا تراعي الضوابط الشرعية للباس المرأة المسلمة في الحياة العامّة... ومن مقتضى العلمانيّة حقّ المرأة المسلمة في الزواج من الكافر ومنع الأبوين من تأديب أبنائهم بحكم أنّ القانون يحمي حرّيّة الفرد ولا يراعي الوازع الديني، وقس على ذلك أن الله أراد للمرأة أن تكون سياسية واعية بقضايا أمتها وما يُحاك ضدها.

 

وهم يريدون بهذه البرامج الساذجة أن يشغلوا المرأة المسلمة عن أن تلتفت لواقعها المرير الذي تعيشه؛ فالمرأة في السودان تعيش في بلد تشوبه الحروب وتندلع فيه النزاعات المسلحة والفتن بين جنوبه وشماله وانفصالهما، وما ينتج عن ذلك من ضياع للأسر وتبديد للمدخرات وتشتيت وتهجير للآمنين، وما يتبع ذلك من وضع اقتصادي مزرٍ يطال الرجال والنساء، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة، والفقر المدقع، والطلاق، وتهجير النساء من العمل الرسمي، فالكثير من النساء أُرغمن على امتهان مهن بظروف صعبة مثال ذلك "ستات الشاي" اللاتي يجلسن على ناصية الطريق طوال اليوم، والكثير منهن حرمن من التعليم نتيجة للظروف الاقتصادية والكثير من النساء لا يعرفن عن دينهن ولا حتى المعلومات من الدين بالضرورة بسبب وسائل الإعلام التي تنشر مثل هذه البرامج الهدامة، أما البرامج السياسية مثل الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي ترسم الخط المستقيم أمام الخط المعوج والتي يقيمها شباب وشابات حزب التحرير فالإعلام أمامها صمٌ بكمٌ عميٌ!

 

ولننظر إلى حال الجاهلية القديمة والحديثة (العلمانية) وكيف ينظرون إلى المرأة، هل هي نظرة احترام وتقدير أم نظرة اشمئزاز واحتقار؟ فنقلب شيئاً من صفحات الأمم السابقة لنرى كيف هو كلامهم عن المرأة، وكيف أنَّهم يجردون هذه المرأة من جميع حقوقها الإنسانية.

 

فقد كانتِ المرأة في الجاهلية، تُعَدّ من سقطِ المتاع لا يُقامُ لها وزن، ولكن جاء الإسلام ورفعها إلى منزلتها اللائقة بها، وجعلها مكافئة للرجل في كثير من شؤون حياته، إلا ما خصَّ الله عزّ وجل به الرجل، أو خصَّ به المرأة على حدِّ سواء.

 

وقد حرَّر الإسلام المرأة من أغلال الجاهلية، ورفع من شأنها وأكرمها بالقرآن والسنة، وجعلها في كثير من الآيات مثلاً يقتدى به وسيرة يحتذى بها، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "والله إنَّ كنَّا في الجاهلية ما نعدُّ للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهنَّ ما أنزل، وقسَّم لهن ما قسم".

 

قال المصطفى ﷺ: «إنَّما النساءُ شقائقُ الرجال» (رواه أحمد وأبو داود وصححه). وبايع النبيُّ ﷺ النساء على الصفا بعد ما فرغ من بيعةِ الرجالِ على الإسلام والجهاد.

 

إن تبعية وسائل الإعلام للغرب وأفكاره جعلته يسوق المفاهيم المغلوطة عن المرأة ودورها الحقيقي، فوسائل الإعلام اليوم نجدها قد تعددت صورها وتنوعت أشكالها وتشعبت طرقها واستخدمت أحدث تقنيات العصر لخدمتها؛ ما جعلها تملك إمكانية تغيير المفاهيم وخلط الأفكار حتى فاقت في قدرتها على التأثير الأيديولوجي على الشعوب قدرة الاستعمار العسكري المباشر بما كان يملك من جنود وسلاح وعتاد.

 

فهذا الإعلام والذي تقوم دول الكفر الكبرى بفرضه على دول العالم أجمع هو إعلام خطير تتحكم به بضع دول عدوة للإسلام والمسلمين، يعمل على تغيير جانب من عقليات أبناء المسلمين وبناء نفسياتهم وفق مزاجه، فيسمح بتمرير المعلومات أو يمنعها كما يحلو له، ويغير ويبدل في الحقائق والأسماء والمسميات كما يشاء، وواقع الأمر أن الله سبحانه وتعالى قد كرم المرأة المسلمة، وأنزلها منزلةً رفيعةً تليق بها، وحرّرها من قيود الظلم والقهر، فلم تعد مقهورة مضطهدة كما في الجاهلية الأولى، وهي ليست سلعة رخيصة ولا مطية تتسلق فوقها وباسمها أفكار الديمقراطية الرأسمالية الغربية العفنة وروادها. ولم يكن هذا التكريم فيما خصّها بأنها أمٌّ وربةُ بيتٍ وعرضٌ يجب أن يصان فحسب، بل جعل لها أدوارا في الحياة من خلال أحكام شرعية خاطب بها المرأة والرجل على السواء، يقولُ تعالى: ﴿يَا أيُّها الناسُ إنّا خَلَقناكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعارَفوا، إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُم، إنَّ اللهَ عليمٌ خَبيرٌ﴾ [الحجرات: 13].

 

فكان الأحرى بوسائل الإعلام أن تعرّف الناس بأمور دينهم كالأحكام الشرعية العامة التي خاطب بها الله تعالى المرأة والرجل على السواء، ووعدهم على إقامتها جزيل الثواب، وهو العمل السياسي، الذي يشمل أموراً عظيمةً مثل حملِ الدعوةِ وتحمُّلِ الأذى في سبيلها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل في حزب سياسي على أساس الإسلام لمحاسبة الخليفة إن لم يُحسن تطبيق الإسلام، ولاستئنافِ الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة إن لم تكن قائمة.

 

إن الواجب علينا بوصفنا نساء اليوم أن نتأسّى بسيرة أمهات المؤمنين العظيمات، وأن نعمل كما عملن لإيجاد الحياة الإسلامية والنهوض بالمسلمين، حتى يظهر الله أمره ويعز دينه، وإذا شهدن قيام خلافة المسلمين الثانية على منهاج النبوة، لا يتركن العمل السياسي، بل يواظبن على نصحِ المسلمين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ولا يتقاعسن بإذن الله عن محاسبة الخليفة وأعوانه والنصح لهم، حتى يرضى الله عنهن، ويحشرهن في زمرة المسلمات الأوائل، وهذه الدولة سيكون لها إعلام صادق ينشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة العطرة لترتقي بالإنسانية جمعاء.

 

﴿واللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ريم جعفر(أم منيب)

 

4 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الخميس، 30 حزيران/يونيو 2016م 21:19 تعليق

    بارك الله فيك اختي الفاضلة

  • om raya
    om raya الخميس، 30 حزيران/يونيو 2016م 16:41 تعليق

    جزاكم الله كل خير

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 30 حزيران/يونيو 2016م 13:10 تعليق

    بوركت يمناك أختاه

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 30 حزيران/يونيو 2016م 13:09 تعليق

    بوركت يمناك أختاه

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع