- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
دور العلم والغزو التبشيري في هدم الدولة الإسلامية
الحلقة الثانية
تمركزوا في بلادنا لضرب عقيدتنا
لقد بدأت كتائب التبشير تتوافد على العالم الإسلامي منذ القرن الرابع عشر الميلادي على شكل موجات من الرهبان والراهبات: الدومنيكان والفرنسيسكان إلى مراكش والجزائر وتونس ومصر والشام بدعوى افتتاح المدارس والمستوصفات والمستشفيات من أبرزها:
أولاً:
أ- الكاثوليكية والتي كانت أولى الإرساليات التبشيرية في الشام منذ القرن السادس عشر ممثلة باليسوعيين الذين بدأوا بجذب أتباع المذاهب النصرانية الأخرى إلى الكاثولوكية وتنظيم الموارنة وربطهم بروما، وقد حققوا ذلك عام 1736م. بالإضافة إلى إنشائهم مدارس في بيروت 1839م، وفي غزير 1843م والتي تحولت إلى جامعة القديس يوسف "اليسوعية" بعد انتقالها إلى بيروت 1875م، وفي زحلة 1844م، ودمشق 1872م، وحلب 1873م.
ب- وفي عام 1877م أسس القس الأمريكي صموئيل زويمر باول إرسالية أمريكية في الخليج العربي بمساعدة القس جيمس كانتين، وقد أنشأ هذا القس الأخير في البحرين عام 1891 أول مركز تبشيري تحت ستار طبي ومنه انطلق لإنشاء فروع للإرسالية في مسقط ودبي والشارقة.
ج- في الكويت تم تشييد الإرسالية الأمريكية عام 1913م بإدارة الطبيب الإنجليزي ستانلي ميلرى والتي افتُتِحت فيما بعد مدرسة كان من طلابها الشيخ فهد السالم ومن مدرسيها أستاذ سوري اسمه (إسرائيل) والقس داوننغ، ولا تزال هذه الإرسالية نشيطة في البحرين والشارقة وعجمان ومسقط عُمان.
د- وفي آسيا الغربية كان لـ"هنري مارتين" اليد الطولى في ترجمة التوراة إلى الهندية والفارسية والأرمنية وقد تلقفته الهيئات التبشيرية لتنشره في تلك الربوع.
ثانياً: في شرق آسيا فثمة إرساليات أمريكية واسكتلندية وهولندية ونرويجية.
أ- في الهند ركّز "كاري" على استقطاب الأطفال الفقراء لتربيتهم وإعدادهم للقيام بدور المبشرين بوصفهم من أبناء البلاد نفسها.
ب- وفي الملايو التي اعتنقت الإسلام في القرن الثالث عشر الهجري فقد سعت هذه الإرساليات إلى مزج عقائد أهلها القديمة بالكاثولوكية ثم بالبروتستانتية لضرب الإسلام هناك.
ج- وفي إندونيسيا برزت نتائج جهود الإرساليات التبشيرية منذ سنوات وكذلك الحال في الفلبين.
د- في الصين عام 1813م اتخذت الإرساليات طابع المعونة الطبية أيضاً وقد حققوا تقدما ملحوظا بين الناس عن طريق تقديم الكثير من المساعدات الإنسانية والطبية.
ثالثاً:
أ- في الأستانة والتي أصبحت منذ عام 1846م مركزاً لأعمال المبشرين ووكراً أميناً لنشاطاتهم ولا سيما بعد تأسيس الكنيسة البروتستانتية فيها
ب- وفي مالطة فقد أسسوا أواخر القرن السادس عشر الميلادي مركزاً كبيراً للتبشير، وجعلوه قاعدة هجومهم التبشيري والثقافي على بلاد الإسلام، وانتقلوا إلى بلاد الشام سنة 1625م وحاولوا إيجاد الحركات التبشيرية، غير أن نشاطهم كان محدوداً ولم يتعدَّ تأسيس بعض المدارس الصغيرة ونشر بعض الكتب الدينية، وبقوا على هذا الحال إلى عام 1773م عندما ألغيت الجمعيات التبشيرية لليسوعيين وأغلقت مؤسساتهم، إلّا أنهم في سنة 1820م تجدد نشاطهم وأسسوا أول مركز للتبشير في بيروت.
وسنتطرق في الحلقة القادمة بالتفصيل عن دور الإرساليات التبشيرية في لبنان كقاعدة انطلق منها المبشرون لترسيخ الثقافة الغربية في جميع شؤون حياة المسلمين.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى