السبت، 30 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/11/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الخلافة ستوقف الوباء قبل تحوله إلى جائحة

 

(مترجم)

 

إن الأوبئة والكوارث هي وقائع في حياة البشرية يجب على القيادة المسؤولة أن تسعى أولا إلى تجنبها ثم التخفيف من وقعها. سوف تنجح الخلافة، فيما فشل فيه حكام البلاد الإسلامية الحاليون بطريقة مخزية، وكما خيبت القوى الرأسمالية الرائدة آمال شعوبها وغيرهم ممن كانوا يأملون الخلاص منها.

 

لقد قاد حكام المسلمين الأمة إلى أعماق القاع من الركود مع مرور السنين في قرن من الذل دون دولة الخلافة. وبينما يضيقون الخناق على حملة الدعوة ويسجنون الأصوات المعارضة، وبينما يرفعون الأعلام التي كلفهم بها المستعمرون ويرغمون الشعب على الوقوف للأغاني الوطنية الصاخبة التي تتباهى بسلطة الدولة والاستقلال، استبدل الحكام بالابتكار والقيادة السياسية السليمة خلال وباء كوفيد-19 أوعية التسول للحصول على التبرعات والدعم الدوليين. فقد أغلقت المساجد وأغلقت الأعمال التجارية والتجارة، ولكنها لم تستطع احتواء الوباء أو دعم الاحتياجات الصحية للناس.

 

وأيضا فشلت البلدان الرأسمالية الرائدة؛ فنظمها الديمقراطية عاجزة عن اتخاذ الإجراءات السريعة والحاسمة اللازمة لمنع الوباء من دخول بلدانها وتفشيه. وشاهدوا الصين، التي كانت بطيئة في الإعلان عن الخطر للعالم، ولكنها كانت أبطأ من نفسها في اتخاذ إجراءات بمجرد معرفة الخطر. دخل كوفيد-19 إلى بلدانهم الواحدة تلو الأخرى، واتخذت إجراءات جذرية لإغلاق اقتصاداتها وتقييد الناس في منازلهم ولكن فقط بعد فوات الأوان. وقد قيدت الصين الناس في منازلهم، ولكن في المناطق المصابة فقط، وكبلد غير ديمقراطي تمكنوا من القضاء على الفيروس، وأجبروا الناس على ارتداء أقنعة في الأماكن العامة ولم ينتظروا أن تعلن منظمة الصحة العالمية في وقت متأخر بأن الأقنعة ضرورية لجميع الناس في المناطق المصابة. حيث طلبت منظمة الصحة العالمية من الناس عدم ارتداء أقنعة في الأشهر الأولى من الأزمة، على الرغم من أن الأقنعة هي إجراء فعال للغاية للرقابة، ويرجع سبب هذه النصيحة إلى فشل أساسي للرأسمالية.

 

وهناك نقص في معدات الوقاية الشخصية للموظفين الطبيين في جميع أنحاء العالم، وأرادت منظمة الصحة العالمية تحديد أولويات المخزونات الضئيلة المتاحة للموظفين الطبيين. وهذا واقع حتى في أغنى البلدان الرأسمالية التي كانت على علم باحتمال ظهور فيروس وبائي في أي وقت بعد تفشي المرض في وقت سابق ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وتاريخ إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير. ومن المؤكد أن هذه الاقتصادات الضخمة كانت تملك الثروة التي يتعين إعدادها، ولكنها لم تكن مستعدة. وعلاوة على ذلك، فإن مبدأهم جعلهم عاجزين عن إنتاج ما هو مطلوب، لأن آلية الثمن تحدد ما يتم إنتاجه ومقداره ومن ينبغي أن يتلقاه ومن الذي ينبغي أن يذهب بدونه. في حالة اليأس، كل ما يمكن القيام به هو رمي المال على أي مورد أو وكيل يعدهم بالقدرة على التقديم. وقد حقق البعض ثروات، وكانت المواد المعيبة والعقود غير المكتملة شائعة على الرغم من الدفع مقدما. وبدأت الإدارات الحكومية تعمل كقراصنة حيث يحولون الشحنات عبر بلدانهم ويحتجزون الإمدادات على حدودهم في التدافع للحصول على الأقنعة وغيرها من الملابس الواقية. وينطبق الشيء نفسه على مجموعات الاختبار، والآن تستمر القرصنة نفسها بالنسبة للقاحات. آلية الثمن هي أقدس عقيدة للرأسمالية، ومن المفترض أن تكون بمثابة ما أسماه آدم سميث "اليد الخفية" التي توجه إنتاج السلع وتوزيعها. لقد هيمن اقتصاد السوق الحر على نهاية القرن الماضي بعقيدة العولمة. حيث يتنافس كل بلد في سوق واحدة دون حواجز بحيث يتعين على كل بلد أن يعتمد على بلدان أخرى لتلبية احتياجاته الوطنية. وكانت النتيجة التدافع بشكل جنوني للحصول على الإمدادات الأساسية حيث دفعت البلدان ثمن عدم إنتاج سلعها الأساسية الخاصة. لقد كانت العولمة سلاحاً لإفقار البلدان الصغيرة وزيادة اعتمادها على الغرب، ولكن مبدأ الاقتصاد العالمي الحر والمفتوح سبب الآن ألماً كبيراً لمؤيديه.

 

إن الأمة الإسلامية غنية بالثروة المادية والفكرية، لكن فقر الحكام ربما يكون قد أخفى إخفاقات الرأسمالية في نظر البعض وخيب الآمال في انبعاث جديد قادم من داخل أمتنا. وقد نجحت البلدان الرأسمالية الرائدة في نهاية المطاف في صنع اللقاحات، التي يتطلع الناس في البلدان الفقيرة إلى معرفة أن بلدانهم لن تبتكر مثل هذه الأشياء ما لم يكن ذلك جزءاً من صفقة للمساعدة في تسويق واختبار المنتجات الغربية. لقد نسبت الكتب المدرسية ووسائل الإعلام الغربية زوراً إدوارد جينر لمفهوم التطعيم عندما استخدم في عام 1796 فيروس جدري البقر كلقاح للحماية من الجدري. في الواقع، كانت الخلافة العثمانية هي من جلبت الوعي بالتطعيم إلى إنجلترا. فقد قتل الجدري حوالي نصف مليون شخص في أوروبا كل عام خلال القرن الثامن عشر، ولكن البلاد الإسلامية كانت محمية إلى حد كبير من الجدري بسبب التطعيم. ففي عام 1718، قامت الليدي مونتاغو، التي كان زوجها سفيراً في تركيا، بتطعيم ابنها البالغ من العمر ست سنوات في عاصمة الخلافة العثمانية. وكتبت لصديق: "... سأخبرك بشيء أنا متأكدة أنه سيجعلك تتمنى أن تكون هنا، مرض الجدري قاتل جداً، وهو عام جداً بيننا، ولكن هنا غير مؤذ تماماً نتيجة لاختراع التطعيمات. هناك مجموعة من النساء اللواتي يجعلن جل أعمالهن لأداء العملية كل خريف، وكل عام يخضع الآلاف لهذه العملية، ولا يوجد مثال على أي شخص مات منه؛ وربما كنت تعتقد أنني راضية عن سلامة التجربة... أنا وطنية بما فيه الكفاية لتحمل الألم مقابل تحقيق هذا الاختراع المفيد وتنفيذه في إنجلترا؛ وينبغي ألا تفشل في الكتابة إلى بعض أطبائنا خاصة حول هذا الموضوع". كانت الليدي مونتاغو واحدة من العديد من الغربيين الذين كتبوا عن نجاح التطعيم في جميع أنحاء البلاد الإسلامية.

 

وقد عالج الإسلام الأمراض الوبائية على وجه التحديد.

 

قال رسول الله ﷺ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا». رواه البخاري في صحيحه عن أسامة بن زيد، وفي حديث آخر رواه البخاري ومسلم، والرواية لمسلم عن أسامة بن زيد، قال النبي ﷺ: «الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ».

 

وقد طبقت هذه الممارسة المتمثلة في الحجر الصحي على المناطق المصابة، وتشكل دليلاً شرعياً على العزل الصارم للمدن أو المناطق المصابة عن المناطق الأخرى دون إجبار الجميع على البقاء في منازلهم في المناطق المصابة وغير المصابة. كانت البلدان الديمقراطية في جميع الحالات خائفة جدا تقريباً من التمييز بين المناطق واتخاذ إجراءات مبكرة، وبمجرد أن أصبح حجم الموت هائلاً وغضباً جماهيرياً وانهياراً لأنظمتها الصحية، كانت خائفة جداً من إغلاق بلدانها بأكملها حتى لو كانت ستتكبد خسائر اقتصادية هائلة! وقد استفادت صناعة التكنولوجيا الكبيرة من الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت لتحل محل التفاعل الوجاهي في التدريس والتسوق والترفيه. فالحكم في الإسلام هو من أجل نيل رضا الله، وليس من أجل التنافس الشعبي بين السياسيين الذين يتحققون بشكٍ من معدلات شعبيتهم.

 

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إقامة دولة الخلافة على أساس القدرة على حمل رسالة الإسلام إلى العالم وتوفير احتياجات الناس دون الاعتماد على الدول الخارجية. وهذا لا يحول دون التجارة واسعة النطاق مع البلدان الأخرى، ما دام تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية. ولن تتخلى دولة الخلافة عن مسؤوليتها في توفير الإمدادات المادية والأدوية واللقاحات التي تعتمد عليها الرعاية الصحية للقطاع الخاص وحده. حيث يتوق القطاع الخاص إلى الاحتكار، فإن الاحتياجات الصحية للأمة تتوق إلى الارتياح بغض النظر عن مكافأة السعر. وإذا كان هناك لقاح حيوي متاح فيمكن إنشاء وسائل إنتاجه في مصنع واحد، كما ينبغي استنساخه وإعادة إنتاجه في 20 مصنعاً بالتوازي.

 

بعد قرن من الفشل والانقسام في ظل عشرات الأنظمة الخاضعة للغرب، من الواضح أن وقت إعادة إقامة نظام الخلافة الراشدة أصبح قريبا، وأن الغرب لا يستطيع أبداً أن يوفر القيادة الجيدة التي يتوق إليها العالم.

 

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عبد الله روبين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع